إلى متى يا دول التحالف العربي !؟
لقد شاءت الصدف الخاطئة وفي غفلة من مجريات الأحداث التاريخية باليمن، أن تتيح لحكومة شرعية عديمي الضمير وفاقدي الأخلاق الإنسانية، والمجردين من القيم الدينية والاجتماعية، بأن يتولوا بقرار دولي الهيمنة على شؤون حياتنا العامة، ويتحكمون بأحوالنا المعيشية. فيا من لا زال فيكم ولو بعض من سمات القيم الإنسانية، وتنبض في قلوبكم مشاعر الرحمة، وفي ضمائركم لواعج من حنين الشفقة. نناديكم على مدى اتساع كوكبنا الأرضي، نناشدكم يا من تنامون فوق بحيرات من النفط العربي، ومن عوائدها المالية تنفقون المليارات من العملات الصعبة، في ملاهي الترف والتباهي والاستعراضات التافهة، وفي موبقات المحرمات، بينما هنا في جنوب شبه جزيرة العرب وفي عدن والمكلا وعلى أمتداد مساحة محافظات الجنوب العربي المحتلة والمحررة، يعيش حوالي 7 مليون نسمة, تحت خط الفقر الدولي، منهم تقريبا أكثر من 2,5 مليون نسمة صارت حياتهم لا تطاق، البعض منهم لا يجدون سوى وجبة واحدة في اليوم يسدون بها رمقهم من الجوع. نناديكم أن شاء لكم الله أن تسمعوا النداء، وتستذكروا ما أمركم الله به وأوصاكم به رسولنا الكريم وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد (صلى الله عليه وسلم) بحق الجار وبواجبات المسلم الغني المترف بحق رعاية المحتاجين والفقراء والمساكين. شعبنا الجنوبي الذي يرزح تحت وطاة هيمنة حكومة الفساد اليمني، ويعاني من ويلات فسادها وتجاهلها لمطالبه المشروعة في العيش بكرامة وعزة وأمن واستقرار. شعب الجنوب العربي يقدم قوافل من الشهداء والجرحى يوميا، على محراب الدفاع عن الكرامة العربية، ويذود أبنائه بكل قناعة واستبسال في مواجهة الأطماع الايرانية _ الحوثية، فهو برغم كل ذلك أيها الأشقاء في دول التحالف العربي بصفة عامة والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بصفة خاصة، يتطلع منكم ويأمل فيكم إلى سرعة انقاذه من مخاطر وعواقب الفقر والمجاعة التي تتعمد حكومة النهب والفساد واللصوصية ممارستها كسلوك ممنهج وهم للأسف تحت حمايتكم وبين ضهرانيكم. لقد فاض صبر الشعب المحاصر بعقوبات التعذيب والحرمان وانتم لا تسمعون ولا تعلمون بصرخات وأنات الفقراء في مدن وقرى محافظات الجنوب العربي، اللذين قرروا الخروج إلى الساحات والميادين العامة، للتعبير عن ما يعانوه وفيما يتعرضوا له من مشكلات اقتصادية واجتماعية ومعيشية، كانت وما زالت بسبب سياسة حكومة تجار الحروب اللذين يستغلون الحرب الدائرة منذ ست سنوات ونيف ضد مليشيات الحوثي، وهم في الأساس متحالفين معهم بهدف استنزاف دعمكم السخي وغير المحدود، لكي يصيروا أثرياء يمتلكون العقارات في تركيا والقاهرة وفي مختلف دول العالم الراعية للإرهاب اليمني والدولي. نعم أيها الاشقاء الكرام.. لقد انهكت أقلامنا وبحت حناجرنا من مناشداتنا لكم، لأنكم انتم من تعهدتم للمجتمع الدولي عام 2015م، في تحرير صنعاء وإعادة شرعية الكذب والبوار، الرابضة في فنادقكم الوفيرة، كما تعهدتم للمجتمع الدولي وللجنة الرباعية في تقديم المساعدات لإعادة أعمار اليمن. أننا نحن المعرضون للفقر والمجاعة في محافظات الجنوب العربي واليمن عموما، على يقين بأن التقارير التي ترفع إلى قيادة مملكة خادم الحرمين الشريفين وإلى قيادة إمارة أبناء زايد الخير والوفاء، هي عبارة عن تقارير كاذبة ومزيفة لا يريد أصحابها ومعديها أطلاعكم على الحقائق الواقعية والموضوعية، لأنهم بكل بساطة يريدون كسب مزيدا من الأرباح الطائلة لأنفسهم من نفقات خزينتكم المالية ومساعداتكم العينية تحت مبرر ومزاعم انفاقهم على العمليات العسكرية ضد جحافل مليشيات الحوثي الايرانية، بينما هم يسلمون المناطق والمحافظات للحوثي وقوى الإرهاب القاعدة وداعش بسلاسة مخجلة وخيانات مكشوفة. إن الشكوى لغير الله مذلة، ولكن لمجريات الأحداث ونتائج ظروفها وعواقب مستجداتها قد حتمت علينا مناداتكم ومناشداتكم لعلى وعسى أن تجد طريقها إليكم والاستجابة لمحتواها بمشيئة الله تعالى، ودمتم برعايه وحفظه. والله من وراء القصد. الدكتور/ حسين مثنى العاقل عضو هيئة التدريس بجامعة عدن، عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي.