رسالة عاجلة إلى رواد الهبة الشعبية الحضرمية الميامين
بكل مشاعر التقدير والإعجاب والتبجيل والاحترام، نهيب برواد الهبة الشعبية الحضرمية، ونعبر لهم عن مدى ثباتهم واستجابتهم الشعبية العامة لهذه الوقفة التاريخية لأبناء حضرموت الأبطال، الذي طال بهم الضيم وضاقت بهم السبل وهم بكابدون حياة الفقر والعوز وتفاقم الأزمات على مدى عقدين من زمن الهيمنة والاحتلال اليمني المتخلف. واليوم وبعد أن تجاوز حدود النهب والاستهتار اليمني درجة استباحة سيادة الأرض الحضرمية خصوصا والجنوب عموما، فقد حانت اللحظة التاريخية أيها الرجال الصابرون على جور الفساد والنهب والإرهاب والبغي والاستكبار، لينفجر مارد الشعب الحضرمي لانقاذ ثرواتهم المنهوبة، فيتدافعون كالطوفان إلى ساحات المجد والبطولة والتضحية، فيتخذوا قرارهم التاريخي الذي طال بهم وبنا انتظاره، فتستجيب لهم قدرة الله سبحانه وتعالى بالهداية والتداعي بحماس منقطع النظير، يوحدهم الموقف المجتمعي ويلملم شملهم الأحساس الوطني بالنخوة لحماية ثروات أرضهم المنهوبة. عقدين من سنوات التنافس الهمجي بين هوامير سلطة الاحتلال وزعماء قبائل حاشد وبكيل الزيدية وعتاولة البيوت التجارية لما يسمى اليمن الأسفل، وهم يتعاقدون مع الشركات العالمية ويبرمون معها الاتفاقيات غير المشروعة، وكل منهم بحسب درجة النفوذ السياسي والقبلي لنظام عفاش الهالك، يستجلب لنفسه شركة أو يكون وكيلا حصريا ومعتمدا لها، لكي تحصل على حق الامتياز في التنقيب والاستكشاف والإنتاج والتصدير لثروات حضرموت وشبوة المستباحة، مقابل تعهد ذلك المتنفذ القبلي او القائد العسكري بحماية الشركة وتأمين شبكة طرق ناقلات خام النفط او الغاز او خامات معادن الذهب والثروة السمكية. فيا من حان لكم الحق وشاء لكم الله أن تجتمع كلمتكم وتتوحد اراتكم الإنسانية والحقوقية، كونوا على قلب رجل واحد وهموا في توقفوا جحافل اللصوص وهوامير النهب اليمني، واراد لكم الله أن تتخذوا قرار الاستحقاق في امتلاك خيرات ارضكم وحماية سيادتها من طغاة النهب، الذي اعتبروكم على مدى سنوات الاستنزاف لحقول النفط والغاز ومناجم الذهب، بأنكم شعب مستكين ومتخاذل، نعم كان هذا حكمهم فيكم بأن ابناء حضرموت ببساطتهم جبناء وبسلميتهم ضعفاء وبمواقفهم فرقاء، وأنهم مهما بلغ بهم الجور والأطماع لاستنزاف ثروات حضرموت، فلن يحرك فيكم ذلك شعورا بالظلم والضيم ولن يولد فيكم احساسا بالغبن وجبروت الاستبداد. لكن الله يمهل ولا يهمل، وحركة الزمن ودورات التاريخ البشري، ودوافع الضمير الإنساني، لا بد أن تأتي ولو بعد حين.. اليوم شعب حضرموت بكل فئاته الاجتماعية وقواه السياسية الحية ومناضليه الأوفياء، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بكل شموخ وقناعة واستبسال، تعاهدوا على انتزاع حقوقهم واتفقوا على قطع الحبل السري لعصابات امتصاص ثروات حضرموت الطبيعية والسيادية. وفي هذه اللحظات التاريخية المهيبة لأبناء حضرموت ومناضليه الأبطال، الذين يجسدون بعزيمتهم أروع معاني التضحية والفداء، فإن الواجب والشعور بالمسؤولية يحتم على أبناء شعب الجنوب العربي، وقيادة المجلس الانتقالي وكل المؤمنين بعدالة قضية شعب الجنوب السياسية، أن يهبوا بتضامنهم الشعبي ومساندتهم الفعلية والعملية، للوقوف إلى جانب إخوانهم في حضرموت لمواجهة جبروت الطغيان اليمني، فاللحظات التاريخية الفاصلة والحاسمة قد تأتي بصورة تلقائية وعفوية، لكنها قد تهزم وتفشل إذا لم يحسن المناضلين التقاطها ويستغلون أهدافها المشروعة. أكثر من 400 قاطرة يوميا سعة الواحدة منها 450 برميل من النفط المهرب عبر المسالك البرية، ينقل نهارا جهارا إلى مصفاة صافر بمأرب، وكميات كبيرة أخرى تنقل عبر شبكة من الأنابيب من حقول القطاعات النفطية في مديريات غيل بن يمين والضليعة ومن وادي المسيلة تنقل إلى ميناء الضبة بالشحر، دونما رقيب او حسيب وبكل وقاحة تصدر إلى الأسواق الخارجية بملايين الدولارات تذهب إلى أرصدة اللصوص في بنوك السعودية ودبي وقطر وتركيا والقاهرة وباريس ونيويورك وسنقافورة وكينيا وجاكرتا وروما ومدريد و و و ، بينما أبناء حضرموت وشعب الجنوب يتضورون جوعا وفاقة. وخلاصة القول: نعبر عن تضامننا المطلق مع الهبة الحضرمية التاريخية المجيدة، التي بمشيئة الله سيخلدها التاريخ الجنوبي في صفحات ذاكرته للاحتفاء بها سنويا. ونرفع خالص التحيات إلى الواقفين في نقاط الحماية والتفتيش والمراقبة اللذين يصنعون لوحة المجد الحضرمي والجنوبي العظيم. وإن غدا لناظره بقريب. والله ناصرا للحق المبين. د. حسين العاقل، عضو هيئة التدريس جامعة عدن، عضو الجمعية الوطنية بالمجلس الانتقالي. في 12 ديسمبر 2021م.