البنك المركزي ومهمة الانقاذ الاخيرة

يبدو انها الفرصة الاخيرة قبل الانهيار الكبير. انها مهمة ليست عادية امام ادارة البنك الجديدة بقيادة احمد احمد غالب ومحمد عمر باناجه وفريق العمل. اصبح البنك هو عصب الاقتصاد الوطني، وتعاضمت اهميته لتبدو اكبر من اهمية الحكومة برمتها، وبات التركيز على البنك منصب من الحميع للخروج من الازمة الاقتصادية المتفاقمة، واعلان حالة النجاة من الغرق. لقد بات منصب رئيس البنك اعظم من منصب رئيس الحكومة اليوم، وفيما عجزت الحكومة عن ايجاد حلول للازمة، فان التعويل على رئيس البنك لا يقبل الجدل، او التسويف، في الوقت الذي يعتبر مراقبون ان وظائف الدولة عملية متكاملة من رئاسة الجمهورية الي رئاسة البنك، ولان الرئاستان الحكومة، والرئاسة، قد فشلتا مسبقا، فان رئاسة البنك الجديدة مطلوب منها رسميا وشعبيا ان تنجح بدون اية نقاش. ولكن البنك كي ينجح فهو بحاجة للدعم الكافي، اولا عبر وديعة مالية لا تقل عن ثلاثة مليار دولار، وثانيا عبر مساعدته للقضاء على عمليات المضاربة بالعملات من قبل محلات الصرافة المنتشرة كالفطر والتي تتحمل جزء من مسؤولية انهيار العملة المحلية. البنك كم هو بحاجة ايضا الي ترميم سمعته امام المؤسسات المالية الخارجية، والدولية، بعد اتهامه بالمضاربة، وغسل الاموال، وترميم واحكام قبضته في الداخل، فرأس مال البنك سمعته كما يقال. المهمة تبدو شاقة امام القيادة الجديدة، لكنها ليست مستحيلة اذا وجدت الدعم، والتازر من الجميع، فهي تعتبر الفرصة الاخيرة امام البنك ليكون او لايكون قبل الانهيار الاكبر. وعلى الرئاسة والحكومة التخلي عن الفساد ومحاربته، فبالفساد المستمر لايمكن للبنك ان ينجح، لان الفساد يحوله الي وكر للجرائم المالية المحرمة، والي دكان يدر الاموال على الفاسدين الكبار، بينما تفشل مهمته كمؤسسة وطنية لضبط العملة، والعملية المالية، ومساعدة الناس في الحصول على مرتباتهم، وادخار اموالهم. نجاح البنك هو نجاح للحكومة، والشرعية في الأول والاخير، ولكن هل يمكن لحكومة فاشلة، وشرعية راقدة ان تساهمان في نجاح ادارة البنك الجديدة ..هذا هو التحدي امام ادارة البنك ولامجال الا في خوضه، ومواجهته، مهما كانت الظروف، وفي الاخير تحقيق النجاح، لانها قد تكون المحاولة والمهمة الاخيرة في انقاذ الاقتصاد من الاحتظار، والموت الحقيقي. يبدو ان هناك مبشرات جديدة، وجدية، من الحوارات، والاتصالات التي اجراها محافظ البنك الجديد خلال الايام الماضية مع سفارات، واتحادات دولية، وكلها ابدت دعمها للبنك المركزي لتجاوز الازمة التي تعيشها البلد، ويبقى دعم الاشقاء في المملكة، وغيرها، امرا مهما لتعافي الاقتصاد، وانقاذ البلد من انهيار وشيك جدا. ولان تعين قيادة البنك الجديدة قد جاء بتوافق الاطراف السياسية، انتقالي، وشرعية، فان تقديم الدعم للادارة الجديدة مسؤولية الجميع، والعمل على المساعدة في وصول كافة ايرادات الدولة في المحافظات المحررة للبنك دون تاخير، او مماطلة، لتمكينه من القيام بدوره الانقاذي الاخير.

مقالات الكاتب