حضرموت اذ تعيد صياغة المشهد من جديد

بعد ان كابرت المنطقة العسكرية الاولى، الواقعة في وادي حضرموت طويلا في التعاطي مع مطالب الحضارم، فها هي تستقبل الوفود يوما بعد اخر. قبل ايام استقبل قائد المنطقة اللواء طيمس وفد من الهبة الحضرمية، مستمعا لمطالبهم شارحا عديد حلول للمشاكل العالقة التي يعاني منها الناس، واعدا بتقديم تلك المطالب لرئيس المجمهورية. وتاليا التقى ابو العوجاء اركان المنطقة، بوفد مماثل من الهبة الحضرمية، ناقش معه الاسباب التي دفعت الشعب في حضرموت لاعلان هبته الثانية، واعدا بتقديم مطالب الناس للقيادة لايجاد حلول لها. لم يات ذلك من فراغ، بل من مخاوف عديدة باتت تسكن قيادة الشرعية، وقيادة المنطقة العسكرية، من ان يثور الشعب عليهم في الوادي، ويتم اجلاء قوات المنطقة العسكرية الي خارج سيئون، كما لوحت بذلك قيادات في الهبة الحضرمية، حيث بات الناس يشعرون بالظيم، والظلم، مما تمارسه الالة العسكرية المتخصصة في القمع، وحماية لصوص نهب الثروات النفطية، التي تكبد البلد خسائر فادحة، في ظل فقر مدقع، ومعاناة لاحدود لها، تعيشها مناطق الامتياز، وابناء حضرموت عامة، في ظل تعقد الوضع المعيشي. وقبل اسبوع اعلنت المنطقة العسكرية الاولى، الاستنفار بعد ورود معلومات عن نية حلف حضرموت، وقيادة ومؤتمر حرو، عن تجنيد نحو عشرين الف جندي لحماية وادي حضرموت، على ان تكون هذه القوة الجديدة بديلا للمنطقة العسكرية الاولى، التي تطالب احلاف حضرموت مجتمعة بنقلها الي جبهات القتال في مارب وغيرها من مناطق الشمال، وهو ما اعتبرته قيادة المنطقة، وقيادة الشرعية، تهديدا لوجودهما في الوادي، حيث تكمن اكبر ثروة نفطية في البلاد، عدا عن مناجم من الذهب يجري التكتم عليها. ومن اللافت ان حضرموت تعمل اليوم على صياغة المشهد الجنوبي من جديد، من خلال الهبة الحضرمية الثانية، وغيرها من التحركات الجماهيرية والشعبية الرافضة لنهب الثروات المتنوعة، وترك حضرموت والجنوب في دائرة الاهمال، والفقر، والحاجة. ويبدو ان مخيم العيون الذي تم تصميمه لاستقبال الاف المحتجين من ابناء حضرموت، قد بات علامة فارقة في مسار النضال السلمي الجماهيري الذي عرفه الجنوب قبل المنطقة العربية برمتها، ويمكنه اليوم ان يحدث تحولا كبيرا في المشهد لصالح الشعب المنتفض ضد الظلم، والطغيان، والحرمان المستمر. ومن اللائق القول ايضا ان الجنوب بات مؤيدا بصورة كاملة لما يحدث في حضرموت، من حراك جماهيري سلمي، وقد عبر عن ذلك بمظاهرات سلمية خرجت في لحج، وابين، وشبوة، وسقطرى، والمهرة، وعدن، والضالع، لتاييد الهبة الحضرمية، والاعلان عن ان الهدف واحد، والمعاناة واحدة، لايمكن تجزئتها. ويبقى على الحضارم، الاستمرار في هبتهم الثانية، دون توقف او تراجع، من شان ذلك احداث ضغط هائل لفائدة تحقيق المطالب، واولها تسليم حضرموت لابنائها عسكريا، ومدنيا، ومغادرة القوات الدخيلة، والمحتلة، وثانيا ايقاف تصدير النفط، ومنع نهب الثروة النفطية والسمكية، حتى يتم اعادة صياغة عقد جديد، يكون لحضرموت وابنائها اليد الطولى فيه، وتحقيق الفائدة المرجوءه من ذلك لصالح الشعب. وقد ابدا المجلس الانتقالي الجنوبي منذ وقت مبكر، دعمه الكامل لمطالب ابناء حضرموت، ومن اجل ذلك اقام المليونية الجماهيرية في المكلا، لدعم الهبة الحضرمية الثانية،كما يبدي المجلس رغبته ودعمه اللامحدود لعودة حضرموت الي اهلها، وحصولها على حقها المشروع من الثروات التي تستخرج منها، لرفع المستوى المعيشي للشعب، وتحريك عجلة التنمية.

مقالات الكاتب