ألعاب الفيديو تساعد الغرب على الاستعداد لحروب المستقبل

متابعات



الولايات المتحدة تستعين بمصمم لعبة 'نداء الواجب' في خططها الحربية وتحديد التهديدات غير التقليدية التي قد تواجهها في المستقبل.

 لجأت الولايات المتحدة إلى مصمم لعبة فيديو شهيرة لاستشارته حول أسوأ الاحتمالات المستقبلية وغير التقليدية التي قد تهدد الولايات المتحدة في خطوة غير معتادة تقوم على استدعاء خيال الألعاب الإلكترونية إلى الواقع اليومي.

ويعمل المصمم دايف أنتوني في المجلس الأطلسي، وهو مركز للدراسات متخصص في الشؤون الدولية مقره في واشنطن ويستقطب عددا من كبار المفكرين.

وقال أنتوني، المولود في مدينة ليفربول في شمال إنكلترا، لصحيفة الإندبندنت البريطانية إنه يعرف كيف يتم الضغط على الأزرار وكل ما يحيط بصور الحرب.

ويوظف أنتوني (42 عاما) تجربته في “كول أوف ديوتي”، إلى جانب شهادته الدراسية في علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغات الطبيعية، في مساعدة الولايات المتحدة للاستعداد للأسوأ.

وتتمحور وظيفة أنتوني حول تحديد التهديدات غير التقليدية التي يمكن أن تواجهها الولايات المتحدة، ويعكف طوال الوقت على تخيل مستقبل البلاد باعتباره إحدى ألعاب الفيديو من أجل التوصل إلى نهايات مفاجئة أو غير محسوبة ولكنها ذات مصداقية.

ويقول “ليست لدي فكرة كيف سيتم التحكم في نتائج مثل هذه الألعاب – المناورات التي تحاكي الحقيقة على خلفية العديد من السيناريوهات المرعبة. لدي طفلان صغيران ومستقبلهما يزعجني حقا، وهذا يعتبر حافزا مهما لعملي في واشنطن”.

وأضاف “يمكنك إخضاع أي دولة دون إطلاق رصاصة واحدة، إذ أن النظام المالي يحدد القرارات في أجزاء من الثانية، كما أن هناك روبوتات متطورة يمكنها الاستفادة من سرعة هذه القرارات لإسقاط النظام المالي قبل أن يدرك أي شخص ما حدث”.

وقال “إذا كنت لا تستطيع التعامل مع 20 من المجانين الذين يريدون أن يصدموا ناطحات السحاب بالطائرات، كيف يستطيع الجيش التحكم في هذه الروبوتات”.

وبدأت رحلة أنتوني المهنية الجديدة من خلال رسالة إلكترونية تدعوه إلى أن يكون من بين الحاضرين في أحد المؤتمرات في واشنطن حيث كان الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية سابقا، من بين المدعوّين لإلقاء كلمة.

وقد أعجب الحضور برصانة سيناريو لعبة “كول أوف ديوتي: بلاك أوبس 2”، وهي اللعبة التي حطمت كل الأرقام القياسية للمبيعات، حيث حققت مليار دولار خلال 15 يوما فقط. في البداية، اعتقد أنتوني أن الدعوة كانت مزحة من جانب اللاعبين من فريق تطوير اللعبة. وقال إنه كان سعيدا جدا حين اتضح أن القصة كانت ذات أبعاد سياسية.

وتكبد أنتوني العديد من المتاعب حتى يجعل السيناريو السياسي لـ”بلاكس أوبس” واقعيا، لأنها المرة الأولى التي تبتعد فيها لعبة “كول أوف ديوتي” عن موضوعات الحرب العالمية الثانية أو الحرب الباردة التي تناولتها الإصدارات الأولى من اللعبة، والتي استمدت رصانتها من أصولها التاريخية.

وللحديث عن صورة العالم بعد عقدين من الآن، كان ينبغي على المصمم بناء عالم يحاكي الواقع بعناية شديدة. ولإنتاج هذا السيناريو استعان بخبراء الحرب التابعين للعمليات الخاصة الأميركية لاستشارتهم، ومن بينهم الكولونيل أوليفر نورث، الذي باع أسلحة إلى إيران بطريقة غير شرعية خلال فترة حكم الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان، وإلى جانبه أحد عناصر وحدة العمليات الخاصة الأميركية “سيل 6”، التي كانت مسؤولة عن قتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن.

بعد ذلك، قام بتجميع تجربة مقاتلين على أرض المعركة مع تجربة مفكرين مبدعين مثل ديفيد غوير، الذي عمل على أفلام باتمان، وأيضا بيتر سينجر المختص في رسم مستقبليات الأمن الإلكتروني.