رسائل الرئيس الزُبيدي في لقاء الجالية الجنوبية.. لا مساومة على حق استعادة الدولة
شهد اللقاء الذي عقده الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس المجلس الرئاسي، مع أعضاء الجالية الجنوبية في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي الأمريكية، توجيه رسائل شديدة الأهمية حول تعاطي الجنوب مع التحديات الراهنة. الرئيس الزُبيدي عرج إلى عدد من الأوضاع على الساحة، بينها المشاركة الفعالة والمهم في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وللسنة الثانية على التوالي. الرئيس قال إن هذه المشاركة تأتي امتدادا للمشوار النضالي الطويل الذي يخوضه الشعب الجنوبي لاستعادة دولته الجنوبية الحرة المستقلة كاملة السيادة، وهو الهدف النبيل الذي قدم من أجله الجنوبيون قوافل من الشهداء والجرحى. الرئيس جدّد التأكيد على المضي قدمًا في المسار الذي رسمه الشهداء الأبرار بدمائهم الزكية حتى استعادة دولتنا كاملة السيادة، ولن نتراجع عن ذلك مهما كلفنا الثمن، ومهما طالت المسافات واشتدت علينا عواصف الخذلان، فنحن أصحاب حق، نناضل من أجل قضية وطنية عادلة، ولدينا من الصبر والإرادة والايمان ما يكفي لانتزاع حقنا المشـروع، فإرادة الشعوب لا تُقهر طال الزمان أو قصر. الرئيس الزُبيدي أكّد أنه جاء للولايات المتحدة، وهو يحمل قضية شعب الجنوب وهمومه وتطلعاته لاستعادة دولته الحرة المستقلة كاملة السيادة، كممثل لشعب عظيم مؤمن بوطنه وقضيته، وشعب تواق للحرية والحياة، ويتطلع لأن يسهم بفاعلية في إرساء قيم الحرية والعدالة والسلام كغيره من الشعوب التي خلد التاريخ نضالاتها لتقرير مصيرها. الرئيس أكد أيضًا أنه يحمل قضية الشعب الصامد في وجه الحصار والتجويع والإرهاب، ليؤكد للعالم بأن الجنوبيين شعب جبار لا يقهر، وهو شعب يعتز بهويته ويقاتل عن وجوده، شعب يعشق الحياة ويقدس قيم السلام والتعايش والوئام، ويضحي بقوافل من الشهداء والجرحى من أجل حريته واستقلاله وسيادته على أرض. تطرق الرئيس الزُبيدي للحديث عن الأوضاع التي يعيشها الشعب الجنوبي في الداخل، قائلًا إن هناك تقديرًا لما يشعرون به من إحباط مؤكدا تفهم هذا الأمر. وتابع: "نعي حجم المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقنا لانتشال شعبنا والخروج به من شرنقة الأزمات المفتعلة، ومن هنا نؤكد لكم ولجماهير شعبنا في الداخل بأننا ماضون في ذات المسار الذي جسدته دماء الشهداء والجرحى، وسنكون حيث يجب أن نكون في الزمان المناسب والمكان المناسب، ولن نتوانى في اتخاذ القرارات المصيرية التي من شأنها أن تؤمن مصالح شعبنا، وتحمي ترابه وتحقق استقلاله وسيادته على أرضه، وهو عهدنا لشعبنا ولشهدائنا الابرار الذي ضحوا بأرواحهم رخيصة في سبيل ذلك". تحدث الرئيس كذلك عن سياسة الصبر التي تتحلى بها القيادة الجنوبية، قائلا إن هذا الصبر ليس ضعفا أو تراجعا عن الأهداف والغايات، بل آثرت القيادة منح الصبر مداه، لتثبت للعالم أن الجنوبيين دعاة سلام، وينشدون السلام. الرئيس الزُبيدي أكد القدرة على انتزاع حق الشعب الجنوبي في استعادة دولته بالطرق التي يراها مناسبة، مشددًا على أن كل الخيارات مفتوحة لتحقيق ذلك. وتابع الرئيس: "ليعلم العالم بأن لا سلام ولا استقرار في منطقتنا إلا بعودة دولتنا الجنوبية المستقلة كاملة السيادة على حدود ما قبل العام 1990م". تطرق الرئيس الزبيدي لتفاقم الإرهاب الذي تمارسه المليشيات الحوثية قائلًا إن هذا الأمر يأتي في ظل موقف دولي متراخٍ ما شجَّعها على توسيع رقعة الصراع. وقال إن منذ إلغاء قرار تصنيف المليشيات الحوثية كجماعة إرهابية من الدرجة الأولى، وهي تمارس تصعيدا جديدا وخطيراً كل يوم، وتعمل بدعم إيراني، لجر المنطقة إلى صراع واسع يؤثر على استقرارها ومستقبل شعوبها، علاوة على استهداف المصالح الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وتهديد السلم والأمن الدوليين. عبر الرئيس القائد، عن دعم وجود سياسات استراتيجية رادعة واجراءات جادة، تكون الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها حاضرين فيها إلى جانب الشركاء والحلفاء الإقليميين المتمثلين في قيادة التحالف العربي كما كان عليه الحال في 2020 وما قبلها. تصريحات الرئيس الزُبيدي تمثّل توضيحًا من القيادة لمجريات قضية الشعب العادلة، وكيفية تعاطي المجلس الانتقالي مع التحديات الراهنة التي تثيرها قوى الاحتلال وتيارات الشر والإرهاب. وتبعث هذه الرسائل من الرئيس الزُبيدي، بالكثير من الطمأنة للشعب الجنوبي، بكون المجلس على قدرة كاملة على مواجهة التحديات، وأن القيادة تدرك طبيعة الاستهداف الذي تثيره القوى المشبوهة في حربها المشؤومة على الجنوب. والرسالة الأهم في تصريحات الرئيس الزُبيدي، هو تأكيد القيادة على أنها لن تتراجع عن مسار استعادة الدولة كاملة السيادة، وذلك التزامًا بتحقيق التطلعات الوطنية، والتزامًا بتقدير عطاءات وتضحيات شهداء الجنوب. ويمثل هذا التأكيد الجنوبي رسالة واضحة حول عدم المساومة على حق استعادة الدولة كاملة السيادة، وذلك في إصرار على مواجهة قوى الشر والإرهاب التي تتكالب ضد الجنوب وتسعى لعرقلة قدرة الجنوب على المضي قدما في هذا المسار.