رؤى ووجهات نظر بعض الشخصيات الجنوبية حول آفاق دعوة إيجاد كيان سياسي جنوبي بين فُرص النجاح والمعوّقات .
تقديم : بديع العمودي - أنيس الشرفي - طه منصر
- ما هو تقييمك للدعوة ومدى التفاعل الذي حظيت به من قِبَل المكونات والشخصيات الجنوبيِّة؟
- هل تِجد أن الدعوة جائت في التوقيت المناسب؟
- ما هي أهم مقوّمات نجاح الفِكرة؟ وما هي أهم التحدِّيات التي تِقف عائقاً في طريق نجاحها؟
- ما هي رؤيتك التي توَد أن يكون عليها الكيان السياسي الجنوبي؟ هل تقترح أن يكون بمثابة مجلس سياسي حامل للقضيِّة الجنوبيِّة وِفق مَبدأ الإستقلال؟ أم يكون بمثابة مِجلس تنفيذي لإدارة الشؤون السياسيِّة والإقتصاديِّة في المحافظات الجنوبيِّة؟ بِمعنَى هل سيكون كيان سياسي يُمثِّل الجنوب أم كيان يُمثِّل الحِراك الجنوبي؟
قال علي باثواب «قائد في الحراك الجنوبي» معلقاً على موضوع النقاش : أن الدعوة هي دعوة مثل سابقاتها ، ولم تتحول لمبادرة واضحة الرؤيا والهدف والتفاعل معها بسبب التصحر في عدم وحدة القيادة لأسباب معروفة في عدم وحدة الهدف والتعريف بمن نحن ..! وتأمين مصالح الغير .
وقال عدنان الكاف «وكيل محافظة عدن للتنمية» : أعتقد أن الدعوة أتت في الوقت المناسب والصح والتي يحاول من خلالها القائد البطل عيدروس توحيد الصفوف والمضي قدماً لتحقيق حلم أبناء الجنوب في العدل والمساواة وإستعادة الحقوق التي نُهبت ، وكان تفاعل أغلبية المكونات تفاعلاً إيجابياً وهذا يدل أن الجميع يريد تحقيق نفس الهدف وأن أختلفت الطرق .
أهم مقومات النجاح هو النظر للمصلحة العامة والإبتعاد عن المصالح الضيقة والشخصية .
أعتقد في البداية علينا أن نكوّن مجلس تنفيذي لإدارة الشؤون السياسية والإقتصادية حتى يثق بنا الجميع ومن أننا نستطيع بناء دولة قادرة أن تكون ذات ثقل إقليمي وذات قدرة إدارية ويكون فيها القانون وإحترامه مبدأ رئيسي لضمان تحقيق العدالة الإجتماعية والمساواة .
علينا أن ندخِل رجال المال والأعمال وكذا منظمات المجتمع المدني غير المسيسة وبالتالي نجعل الجميع يثق أننا سائرون لبناء دولة شراكة بين الجهاز الحكومي والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني .
وقال منصور العلهي «كاتب صحفي» : أن دعوة الأخ المناضل عيدروس الزبيدي لتكوين كيان سياسي جنوبي دعوة جيدة وفي الإتجاة الصحيح وهدفها تأسيس حامل سياسي للقضية الجنوبية التي ظلّت لسنوات طوال تراوح مكانها وتتجاذبها مكونات الحراك المختلفة التي تعج بها الساحة الجنوبية على إمتداد الوطن الجنوبي .
ولكون هذه الدعوة أتت في التوقيت المناسب رأينا كافة المكونات والشخصيات السياسية الجنوبية رحبت وتعاملت سريعاً مع هذه الدعوة .. لذا نتمنى أن يستغل هذا التوحد لإنجاح الفكرة .
وأهم مقومات نجاح الفكرة التي يجب أن تأخذ بعين الإعتبار هي أن يبتعد القادة والسياسيين الجنوبيين عن سياسة التخوين والمناطقية والحزبية المقيتة ، وأن يكون الولاء أولاً لله ثم لقضية الجنوب العادلة .
أما أهم التحديات التي قد تقف عائقاً في طريق نجاح فكرة إنشاء كيان سياسي جنوبي هي عدم توحيد الكلمة أولاً .
ثانياً .. أذا أنتهج البعض منّا سياسة التخوين وإقصاء الآخرين ، يجب أن نتجاوز خلافاتنا ونطرحها جانباً قبل الإقدام على أي خطوة وأن يضع الساسة ميثاق شرف ينص على تجاوز كل خلافات الماضي وأن يذوب الجميع بكل مكوناتهم وشخصياتهم في كيان سياسي واحد موحد هدفه التحرير والإستقلال .
وهناك تحدياً آخر قد يعيق نجاح الفكرة ويتمثل في الأخ المناضل عيدروس الزبيدي فهو صاحب الدعوة وصاحب الفكرة فكيف يستطيع التوفيق بين تنفيذ سياسة الحكومة الشرعية التي هو ممثلها في عدن وإنشاء كيان سياسي هدفه التحرير والإستقلال لدولة الجنوب .؟؟
رؤيتي المتواضعة لهذا الكيان الذي أتمنى له النجاح ليقود معركة تحرير الجنوب (سياسياً) أن يكون كياناً سياسياً يمثل كافة شرائح المجتمع الجنوبي في محافظاته الست وليست السبع فالضالع هي جزء لا يتجزأ من محافظة لحج لاننا لو سلّمنا لتقسيمات عفاش لتداخلت بعض المدن الشمالية في جنوبنا العزيز ولفقدنا بعض من مدننا الجنوبية كمكيراس وغيرها .
نريده كياناً لكل الجنوبيين الذين عانوا ولازالوا من التشتت والضياع بسبب عجز قادته عن توحيد الصف والكلمة ..
نعم لكيان سياسي جنوبي حاملاً لقضية شعبنا وطرحها في المحافل الدولية بقوة وعزيمة .
وقال عزيز العيدروس «صحفي» : أن الدعوة لتشكيل كيان سياسي كانت موفقة ولو أنها مازالت مجرّد دعوة لم يشرَّع العمل بها فعلياً ، وذلك بسبب حدوث إخفاقات سياسية مر بها الساسة في الجنوب في مؤتمرات وإجتماعات دولية وحدد عامل الإخفاق الأساسي هو عدم وجود حامل سياسي للقضية الجنوبية ، وبفشل العديد من الدعوات السابقة وتعدد الكيانات صار الشعب عامة ناهيك عن الساسة ينظرون بعين الأمل لدعوة بدرت بهذا الخصوص من شخصية قيادية لم يعيبها الشعب ويأمل فيها الكثير وتحضى بتقارب سياسي مع غالبية المكون على الساحة الجنوبية .
توقيت الدعوة بظروف كهذه كان مناسباً من حيث تقليص بعد الهوة بين تطلعات الجماهير في الجنوب وتصرف قيادات محسوبة على الثورة الجنوبية أصبحت تعمل بصف الشرعية التي يطمئن من ناحيتها الشارع الجنوبي ، كذلك وجود كيان جنوبي سياسي خالص موحد سيمكن الكثير من القيادات العسكرية والكوادر ذات الكفائات الجنوبية التي تتماشى بحذر مع الوضع الحالي تحت ظل الشرعية ومزيج من قيادات شمالية .
في حال تشكيل الكيان السياسي ستبرز طبعاً العديد من المعوقات منها كيفية الإندماج هل إنقياد لسياسات الشرعية والتحالف كلياً؟ أم هناك تبرز أفكار موحده وجنوبية الهوى والنفع ، ستتقاطع وتتنافر أفكار سياسية لقيادات جنوبية منادية بالتحرير والإستقلال وتلك المتروية المتماشية مع شرعية اليمن وستبرز تخوفات لدى التحالف العربي في حال أستتبت الأمور والرؤى الجنوبية وبرزت مطالبها مبلورة نحو التحرير والإستقلال وربما سيلجأ التحالف لمحاربة هذا الكيان .
الأجدر حالياً وتماشياً مع مجريات الأحداث أن تصب سياسات الكيان الجنوبي الموحد في أطار المراكز التنفيذية لتتمكن من بناء القواعد التحتية كأساسات ترتكز عليها نشوء دولة جنوبية لاحقاً ، عندها سنحظى بتعاطف ودعم التحالف العربي وسنتمكن من لملمة الأمور لمجابهة أي متغيرات لاحقة .
وقال عادل العبيدي «ناشط سياسي» : أن دعوة أن يكون للجنوب كيان سياسي موحد لجميع المكونات النضالية الجنوبية وللشعب الجنوبي كافة هي دعوة موفقة وهامة بنفس الوقت ، وقد أجتهد ونادى الجنوبين كتاب ومكونات وشخصيات سياسية وإجتماعية ونضالية ومواطنين خلال الفترة الماضية إلى مثل هذه الدعوة ولكن بعبارات ومفاهيم وأفكار مختلفة ، كل كاتب أو متكلم أستخدم صيغته الخاصة ولكن جميعها تهدف إلى توحيد الجنوبين في أن يكون لهم مجلس سياسي يتفق عليه الجميع ، ويكون ممثلاً لهم وحامل سياسي للقضية الجنوبية في الأمم المتحدة ومفاوضاً ومتحدثا عنها .
هذه التهيئة التي كانت موجودة داخل نفوس الجنوبين وعقولهم ، وغدت حلماً يراودهم ، زادت من قبولهم لهذه الدعوة ، ولهذا ألتف كل الأطياف الجنوبية حول هذه الدعوة وباركوها ، خاصة إنها جائت من قائد أكتسب ثقة الجنوبين وشرعيتهم .
توقيتها كان مناسباً جنوبياً وعربياً ودولياً .. جنوبياً لما حققه الجنوب من أنتصار عسكري في حربهم ضد قوات الحوثي وصالح ، وعربياً عندما تكونت مصالح مشتركة بين الجنوب وقوات التحالف العربي على أرض الجنوب ضد الحوثي وصالح ، ودولياً بسب تعنّت الحوثي وصالح عند التفاوض معهم بينهم وبين الشرعية اليمنية بوجود وساطة دولية ، وعدم تنازلهم لأجل الوصول إلى حل سياسي .
مقومات نجاح الدعوة كثيرة ، بعضها في أيادي الجنوبين وأهم هذه المقومات صدق الجنوبين أنفسهم ، وقوة عزيمتهم وإلتفافهم حول هذه الدعوة ، وتغليب مصلحة الجنوب على أي مصالح شخصية وجانبية .
أما التحديات التي تحاول فشل هذه الدعوة وعرقلتها كثيرة جداً ولن تفتر ، وأهمها تكالب القوى المتصارعة في العربية اليمنية وتوحدهم في إجهاض هذه الدعوة قبل أن تولد .
في منظوري هو أن يكون هذا المجلس بمثابة حامل سياسي وفق مبدأ التحرير والإستقلال ، وهذا ما يهدف ويطمح إليه كل الجنوبين بإعتقادي أولاً .
وأيضا لسبب وجود ما يسمى بحكومة الشرعية في العاصمة عدن المخوّلة إمام التحالف العربي وإمام العالم بإنها هي المسؤولة عن الأمور الإدارية والتنفيذية ، ولو أتخذ المجلس السياسي الجنوبي هذه المهمة سيكون هناك تعارض .
ولا يعني هذا ترك هذه المهمة لحكومة الشرعية والتصرف فيها بحُريِّة ، وكيفما تشاء لأن الباطن شيء آخر ، وهو وجود الكثير من كوادر وقيادات الجنوب داخل هذه الحكومة الشرعية ممن يهدفون ويعملون ويناضلون من أجل أستقلال الجنوب .
وقال حسين محمد «ناشط سياسي» : أن نجاح الكيان السياسي الجنوبي يتمحور بالآتي :
- أحسان الظن بمن دعا لقيام هذا الكيان ، والوقوف معه بإخلاص ونوايا صادقة ، وجعل مصلحة الوطن (الجنوب العربي) أولاً .
- تشكيل لجنة وطنية من ذوي الكفاءات والخبرات ، تمثل جميع ألوان الطيف السياسي الجنوبي ، تتوفر في كل عضو الصفات التالية [ الثقة ، النزاهة ، الأمانة ، الصدق ، حسن الخلق ، الصبر ، الوفاء ] .
- تقديم كل مكوّن أو طيف (منظمة / إتحاد) برنامجه أو رؤيته ليسهل للجنة بلورة أهداف ومبادئ ومهام الكيان السياسي .
- الإبتعاد عن التعصبات السياسية أو المناطقية وغيرها من العوامل التي تؤثر سلباً على الإجماع الوطني الجنوبي .
- الإستفادة من التغيرات الإقليمية والدولية وتسخيرها لصالح تحقيق أهداف ثورة الجنوب بفك الإرتباط السلس والمنظم ، ووضع معاير وأسس للمكونات حيث أن هناك مكونات وهمية ليس لها شعبية في الشارع الجنوبي .
- الأخد بمقترحات السياسين الجنوبين ذوي الخبرة والمعروف عنهم بمواقفهم الإيجابية والعقلانية والذين بدورهم يوصلونا بإذن الله إلى فك إرتباط سلس وآمن للجنوب .
- توقيع رؤساء الطيف السياسي الجنوبي على وثيقة الأهداف والمبادئ والمهام للكيان .
#أقلام_جنوبية
#برنامج_وجهات_نظر

- هل تِجد أن الدعوة جائت في التوقيت المناسب؟
- ما هي أهم مقوّمات نجاح الفِكرة؟ وما هي أهم التحدِّيات التي تِقف عائقاً في طريق نجاحها؟
- ما هي رؤيتك التي توَد أن يكون عليها الكيان السياسي الجنوبي؟ هل تقترح أن يكون بمثابة مجلس سياسي حامل للقضيِّة الجنوبيِّة وِفق مَبدأ الإستقلال؟ أم يكون بمثابة مِجلس تنفيذي لإدارة الشؤون السياسيِّة والإقتصاديِّة في المحافظات الجنوبيِّة؟ بِمعنَى هل سيكون كيان سياسي يُمثِّل الجنوب أم كيان يُمثِّل الحِراك الجنوبي؟
قال علي باثواب «قائد في الحراك الجنوبي» معلقاً على موضوع النقاش : أن الدعوة هي دعوة مثل سابقاتها ، ولم تتحول لمبادرة واضحة الرؤيا والهدف والتفاعل معها بسبب التصحر في عدم وحدة القيادة لأسباب معروفة في عدم وحدة الهدف والتعريف بمن نحن ..! وتأمين مصالح الغير .
وقال عدنان الكاف «وكيل محافظة عدن للتنمية» : أعتقد أن الدعوة أتت في الوقت المناسب والصح والتي يحاول من خلالها القائد البطل عيدروس توحيد الصفوف والمضي قدماً لتحقيق حلم أبناء الجنوب في العدل والمساواة وإستعادة الحقوق التي نُهبت ، وكان تفاعل أغلبية المكونات تفاعلاً إيجابياً وهذا يدل أن الجميع يريد تحقيق نفس الهدف وأن أختلفت الطرق .
أهم مقومات النجاح هو النظر للمصلحة العامة والإبتعاد عن المصالح الضيقة والشخصية .
أعتقد في البداية علينا أن نكوّن مجلس تنفيذي لإدارة الشؤون السياسية والإقتصادية حتى يثق بنا الجميع ومن أننا نستطيع بناء دولة قادرة أن تكون ذات ثقل إقليمي وذات قدرة إدارية ويكون فيها القانون وإحترامه مبدأ رئيسي لضمان تحقيق العدالة الإجتماعية والمساواة .
علينا أن ندخِل رجال المال والأعمال وكذا منظمات المجتمع المدني غير المسيسة وبالتالي نجعل الجميع يثق أننا سائرون لبناء دولة شراكة بين الجهاز الحكومي والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني .
وقال منصور العلهي «كاتب صحفي» : أن دعوة الأخ المناضل عيدروس الزبيدي لتكوين كيان سياسي جنوبي دعوة جيدة وفي الإتجاة الصحيح وهدفها تأسيس حامل سياسي للقضية الجنوبية التي ظلّت لسنوات طوال تراوح مكانها وتتجاذبها مكونات الحراك المختلفة التي تعج بها الساحة الجنوبية على إمتداد الوطن الجنوبي .
ولكون هذه الدعوة أتت في التوقيت المناسب رأينا كافة المكونات والشخصيات السياسية الجنوبية رحبت وتعاملت سريعاً مع هذه الدعوة .. لذا نتمنى أن يستغل هذا التوحد لإنجاح الفكرة .
وأهم مقومات نجاح الفكرة التي يجب أن تأخذ بعين الإعتبار هي أن يبتعد القادة والسياسيين الجنوبيين عن سياسة التخوين والمناطقية والحزبية المقيتة ، وأن يكون الولاء أولاً لله ثم لقضية الجنوب العادلة .
أما أهم التحديات التي قد تقف عائقاً في طريق نجاح فكرة إنشاء كيان سياسي جنوبي هي عدم توحيد الكلمة أولاً .
ثانياً .. أذا أنتهج البعض منّا سياسة التخوين وإقصاء الآخرين ، يجب أن نتجاوز خلافاتنا ونطرحها جانباً قبل الإقدام على أي خطوة وأن يضع الساسة ميثاق شرف ينص على تجاوز كل خلافات الماضي وأن يذوب الجميع بكل مكوناتهم وشخصياتهم في كيان سياسي واحد موحد هدفه التحرير والإستقلال .
وهناك تحدياً آخر قد يعيق نجاح الفكرة ويتمثل في الأخ المناضل عيدروس الزبيدي فهو صاحب الدعوة وصاحب الفكرة فكيف يستطيع التوفيق بين تنفيذ سياسة الحكومة الشرعية التي هو ممثلها في عدن وإنشاء كيان سياسي هدفه التحرير والإستقلال لدولة الجنوب .؟؟
رؤيتي المتواضعة لهذا الكيان الذي أتمنى له النجاح ليقود معركة تحرير الجنوب (سياسياً) أن يكون كياناً سياسياً يمثل كافة شرائح المجتمع الجنوبي في محافظاته الست وليست السبع فالضالع هي جزء لا يتجزأ من محافظة لحج لاننا لو سلّمنا لتقسيمات عفاش لتداخلت بعض المدن الشمالية في جنوبنا العزيز ولفقدنا بعض من مدننا الجنوبية كمكيراس وغيرها .
نريده كياناً لكل الجنوبيين الذين عانوا ولازالوا من التشتت والضياع بسبب عجز قادته عن توحيد الصف والكلمة ..
نعم لكيان سياسي جنوبي حاملاً لقضية شعبنا وطرحها في المحافل الدولية بقوة وعزيمة .
وقال عزيز العيدروس «صحفي» : أن الدعوة لتشكيل كيان سياسي كانت موفقة ولو أنها مازالت مجرّد دعوة لم يشرَّع العمل بها فعلياً ، وذلك بسبب حدوث إخفاقات سياسية مر بها الساسة في الجنوب في مؤتمرات وإجتماعات دولية وحدد عامل الإخفاق الأساسي هو عدم وجود حامل سياسي للقضية الجنوبية ، وبفشل العديد من الدعوات السابقة وتعدد الكيانات صار الشعب عامة ناهيك عن الساسة ينظرون بعين الأمل لدعوة بدرت بهذا الخصوص من شخصية قيادية لم يعيبها الشعب ويأمل فيها الكثير وتحضى بتقارب سياسي مع غالبية المكون على الساحة الجنوبية .
توقيت الدعوة بظروف كهذه كان مناسباً من حيث تقليص بعد الهوة بين تطلعات الجماهير في الجنوب وتصرف قيادات محسوبة على الثورة الجنوبية أصبحت تعمل بصف الشرعية التي يطمئن من ناحيتها الشارع الجنوبي ، كذلك وجود كيان جنوبي سياسي خالص موحد سيمكن الكثير من القيادات العسكرية والكوادر ذات الكفائات الجنوبية التي تتماشى بحذر مع الوضع الحالي تحت ظل الشرعية ومزيج من قيادات شمالية .
في حال تشكيل الكيان السياسي ستبرز طبعاً العديد من المعوقات منها كيفية الإندماج هل إنقياد لسياسات الشرعية والتحالف كلياً؟ أم هناك تبرز أفكار موحده وجنوبية الهوى والنفع ، ستتقاطع وتتنافر أفكار سياسية لقيادات جنوبية منادية بالتحرير والإستقلال وتلك المتروية المتماشية مع شرعية اليمن وستبرز تخوفات لدى التحالف العربي في حال أستتبت الأمور والرؤى الجنوبية وبرزت مطالبها مبلورة نحو التحرير والإستقلال وربما سيلجأ التحالف لمحاربة هذا الكيان .
الأجدر حالياً وتماشياً مع مجريات الأحداث أن تصب سياسات الكيان الجنوبي الموحد في أطار المراكز التنفيذية لتتمكن من بناء القواعد التحتية كأساسات ترتكز عليها نشوء دولة جنوبية لاحقاً ، عندها سنحظى بتعاطف ودعم التحالف العربي وسنتمكن من لملمة الأمور لمجابهة أي متغيرات لاحقة .
وقال عادل العبيدي «ناشط سياسي» : أن دعوة أن يكون للجنوب كيان سياسي موحد لجميع المكونات النضالية الجنوبية وللشعب الجنوبي كافة هي دعوة موفقة وهامة بنفس الوقت ، وقد أجتهد ونادى الجنوبين كتاب ومكونات وشخصيات سياسية وإجتماعية ونضالية ومواطنين خلال الفترة الماضية إلى مثل هذه الدعوة ولكن بعبارات ومفاهيم وأفكار مختلفة ، كل كاتب أو متكلم أستخدم صيغته الخاصة ولكن جميعها تهدف إلى توحيد الجنوبين في أن يكون لهم مجلس سياسي يتفق عليه الجميع ، ويكون ممثلاً لهم وحامل سياسي للقضية الجنوبية في الأمم المتحدة ومفاوضاً ومتحدثا عنها .
هذه التهيئة التي كانت موجودة داخل نفوس الجنوبين وعقولهم ، وغدت حلماً يراودهم ، زادت من قبولهم لهذه الدعوة ، ولهذا ألتف كل الأطياف الجنوبية حول هذه الدعوة وباركوها ، خاصة إنها جائت من قائد أكتسب ثقة الجنوبين وشرعيتهم .
توقيتها كان مناسباً جنوبياً وعربياً ودولياً .. جنوبياً لما حققه الجنوب من أنتصار عسكري في حربهم ضد قوات الحوثي وصالح ، وعربياً عندما تكونت مصالح مشتركة بين الجنوب وقوات التحالف العربي على أرض الجنوب ضد الحوثي وصالح ، ودولياً بسب تعنّت الحوثي وصالح عند التفاوض معهم بينهم وبين الشرعية اليمنية بوجود وساطة دولية ، وعدم تنازلهم لأجل الوصول إلى حل سياسي .
مقومات نجاح الدعوة كثيرة ، بعضها في أيادي الجنوبين وأهم هذه المقومات صدق الجنوبين أنفسهم ، وقوة عزيمتهم وإلتفافهم حول هذه الدعوة ، وتغليب مصلحة الجنوب على أي مصالح شخصية وجانبية .
أما التحديات التي تحاول فشل هذه الدعوة وعرقلتها كثيرة جداً ولن تفتر ، وأهمها تكالب القوى المتصارعة في العربية اليمنية وتوحدهم في إجهاض هذه الدعوة قبل أن تولد .
في منظوري هو أن يكون هذا المجلس بمثابة حامل سياسي وفق مبدأ التحرير والإستقلال ، وهذا ما يهدف ويطمح إليه كل الجنوبين بإعتقادي أولاً .
وأيضا لسبب وجود ما يسمى بحكومة الشرعية في العاصمة عدن المخوّلة إمام التحالف العربي وإمام العالم بإنها هي المسؤولة عن الأمور الإدارية والتنفيذية ، ولو أتخذ المجلس السياسي الجنوبي هذه المهمة سيكون هناك تعارض .
ولا يعني هذا ترك هذه المهمة لحكومة الشرعية والتصرف فيها بحُريِّة ، وكيفما تشاء لأن الباطن شيء آخر ، وهو وجود الكثير من كوادر وقيادات الجنوب داخل هذه الحكومة الشرعية ممن يهدفون ويعملون ويناضلون من أجل أستقلال الجنوب .
وقال حسين محمد «ناشط سياسي» : أن نجاح الكيان السياسي الجنوبي يتمحور بالآتي :
- أحسان الظن بمن دعا لقيام هذا الكيان ، والوقوف معه بإخلاص ونوايا صادقة ، وجعل مصلحة الوطن (الجنوب العربي) أولاً .
- تشكيل لجنة وطنية من ذوي الكفاءات والخبرات ، تمثل جميع ألوان الطيف السياسي الجنوبي ، تتوفر في كل عضو الصفات التالية [ الثقة ، النزاهة ، الأمانة ، الصدق ، حسن الخلق ، الصبر ، الوفاء ] .
- تقديم كل مكوّن أو طيف (منظمة / إتحاد) برنامجه أو رؤيته ليسهل للجنة بلورة أهداف ومبادئ ومهام الكيان السياسي .
- الإبتعاد عن التعصبات السياسية أو المناطقية وغيرها من العوامل التي تؤثر سلباً على الإجماع الوطني الجنوبي .
- الإستفادة من التغيرات الإقليمية والدولية وتسخيرها لصالح تحقيق أهداف ثورة الجنوب بفك الإرتباط السلس والمنظم ، ووضع معاير وأسس للمكونات حيث أن هناك مكونات وهمية ليس لها شعبية في الشارع الجنوبي .
- الأخد بمقترحات السياسين الجنوبين ذوي الخبرة والمعروف عنهم بمواقفهم الإيجابية والعقلانية والذين بدورهم يوصلونا بإذن الله إلى فك إرتباط سلس وآمن للجنوب .
- توقيع رؤساء الطيف السياسي الجنوبي على وثيقة الأهداف والمبادئ والمهام للكيان .
#أقلام_جنوبية
#برنامج_وجهات_نظر