جعلتهن الظروف الصعبة والتحديات جسرا للعبور نحو الافضل امهات عدن النموذج
عدن/عدن الحدث
الأم مدرسة
إذا اعددتها أعددت شعبا طيب الاعراقي) عبارة ندرك من خلالها الدور الكبير التي تقوم به امهاتنا والمسؤولية الأكبر التي تقع على عاتقهن فهن نصف المجتمع وولادات نصفه الآخر. فلا يمكن لمجتمع أن يرتقي الا وكانت وراء اجياله امهات عظيمة تربيهم على الأخلاق والمبادئ والتعليم الصحيح منذ الصغر , ولا يمكن لشعب أن يسمو الا بوجود نساء تدفع بأبنائها نحو الافضل دائما ولا تريد لهم الا مكانة مرتفعة تخدمهم وتخدم وطنهم.
ها هن امهاتنا اليوم يصارعون الحياة بقلوب مؤمنة ورضا تمام وتحدي واضح لكل الظروف الصعبة والواقع المزري التي تعيشه عدن دون أن تظهر عليهن علامات الحزن بل تتضاءل اجسادهن النحيلة يوما بعد آخر بسبب الواقع المؤلم الذي نمر به , فتكرار الأزمات جعل من الأم في عدن تدخل حربا مع توفير لقمة العيش في حال كانت المعيل الوحيد للأسرة اذا توفى زوجها أو معينة له في مع بقاء أزمة الرواتب أو مصارعة الوقت وضغوطات العمل اذا كانت موظفة كي تأمن لأولادها حياة كريمة ومستقبل واعد.
لا يسعنا الا أن نرفع القبعة وننحي لمثل هؤلاء الأمهات العظيمات اللاتي جعلوا من كل الصعوبات والتحديات المفروشة على طريقهن جسرا للعبور وسلما للصعود بالأجيال وايصالهم الى بر الأمان برغم صعوبة المهمة في ظل الواقع المأساوي التي تتجرعه عدن ومثيلاتها من المحافظات نتيجة الحرب وعدم الاستقرار الأمن والتردي الكبير في الخدمات والقطاعات ابرزها التعليم والصحة الا نهن مصرات على المتابعة والاستمرار والصمود في وجه كل شيء لتحقيق المراد.
هناك مجموعة من النماذج استطاعت الأم أن تجسدها في ابهى صورة كي وكسر حاجز الخوف والصمت وقيود المجتمع كي تتمكن من سد حاجة اسرتها وعدم الاستسلام للظروف نعرضها اليكم في هذا التقرير....
عاملة النظافة رمز للتحدي :
عندما نمر في شوارع عدن ونرى نساء يرتدون البدلة البرتقالية يقومون بأخذ القمامة من الشوارع ويحملون في ايديهن ادوات النظافة ليكنسوا الطريق ويمسحون عرق جبينهن بمنديل صغير عندها فقط ندرك اننا نقف أمام أمهات عظيمات لم يجعوا من عملهن في النظافة بالشيء المخزي بل استمروا فيه برضا وقبول وبابتسامة كل صباح , لا تبالي بمن سينتقدها أو سيسخر منها فهي لا تريد سواء أن تحصل على مبلغ مقابل عملها تقتات منه وتطعم اولادها من تعبها فهي تعمل من أجلهم دون كلل أو ملل.
بائعة الجرائد كبرياء وصمود :
عندما نشاهد المناظر من على شرفة الباص أو السيارة وتسرق انظارنا امراه تقف على حافة الطريق وتحت أشعة الشمس الحارقة في يوم حار تحمل في يدها مجموعة من الجرائد وتتكلم بصوت مبحوح من يشتريها هنا فقط ندرك قساوة هذا المجتمع الذي جعل من هذه الأم التي يفترض ان تظل في بيتها مكرمة تختار عمل يومي صعب حتى على الرجل نفسه , لتتحدى بكبريائها أي كلام عابر قد يسيء لها من بعض الأشخاص اللذين يرون من عملها في بيع الجرائد عيب أو وقوفها في الشارع ذنب , هذه فقط من تستحق كل الاحترام والتقدير ولم تجعل من ظروفها الصعبة حجة لاختيار طريق آخر آخره عار ومهانة لتصمد كصمود الجبال الشامخة في وجه تقلبات الحياة ومشاكلها التي لا تنتهي وتعود لأولادها بمبلغ حتى وان كان زهيد تسد به رمقهم بعد انتظارها طوال اليوم.
أم الشهيد والأسير نماذج للصبر والتضحية :
كيف يمكن أن نفقد أعز ما نملك بلمح البصر ولا تعتصر قلوبنا من شدة الوجع ؟؟ أم الشهيد هي وحدها من تعرف تماما ماذا تعني كلمة وجع وماذا تعني كلمة فقدان هي من كانت ما زالت أعظم نموذج للصبر والتفاني والتضحية فلم تمنع ابنائها فترة الحرب من الخروج والالتحاق بالجبهات فداء لعدن إلا وهي تدرك أن حب الوطن أغلى من الحياة حتى وأن سرق منها فلذة كبدها لتحول فاجعتها به وصدمتها الى دعاء ومناجاة للخالق للتخفيف عنها وتسريع لقائها به هي حقا من تستحق الانحناء لها ولقوة ايماناها.
وكيف يمكن أن نبقى أيام وأشهر وسنوات دون أن نسمع أو نرى من يسكنون حنايا ارواحنا ولا نعرف اخبارهم أو هل سنلتقي بهم مجددا أم لا ؟؟ هذا ما ستجيب عليه أم الأسير التي انحرمت من ابنها فترات وتحملت الم الفراق ودوامة الذكريات ومشاهدة اغراضه كل يوم دون أن تجد من يخفف اوجاعها لتختار الصبر طريق لها والدعاء ليلا ونهارا لتتمكن من النوم التي حرمت منه بعد أن حرمت من فرحة عمرها بغياب ابنها التي لا تعرف هي سيعود أم لا فهي من تحتاج للعون والوقوف بجانبها لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
هؤلاء الأمهات هن رمز للصبر والتضحية وما زالت من امثالهن الكثير فكل يوم تتساقط أرواح الشباب دون ذنب أو حتى لفته من الجهات المعنية ووقف نزيف الدم الذي سيظل عالق في اعناقهم الى يوم البعث.
مالكات المشاريع الصغيرة قصة كفاح :
هناك نساء سخرت لدعم ومساعدة نساء اخريات اتعبتهن الظروف القاسية والاوضاع الصعبة فتواجدت منظمات وجمعيات تديرها امراه تمد يد العون لبعض النساء المطلقات أو الأرامل أو من لا تتوفر وظيفة لزوجها فتعطيها مبلغ من المال للقيام بمشروع بسيط تعيش منه وتعيل اسرتها أو توفر لها مكان لبيع اغراض هي من تصنعها بنفسها كعمل خاص بها تستفيد منه في توفير المال للتوسع بعد ذلك.
المهرجان الذي أقيم في عيد المرأة 8\مارس في حديقة فان ستي بمديرية صيرة كان شاهدا على ذلك فقد توافدت عليه مجموعة كبيرة من النساء المتفاوتات في السن لتعرض بضائع هن من صنعها بأنفسهن في المنزل أو وفرت لها من قبل جهات لبيعها والاسترزاق منها وكان التهافت كبير على شرائها فقد صورت هؤلاء النساء والفتيات أن الأمل ما زال موجود وأن المرأة يمكن أن تزهر في كل الأوقات حتى وأن كانت الحياة قاسية ومره فطموحهن نحو التغيير كان الدافع لهن للتألق والنجاح.
ولا ننسى بعض النساء اللاتي تعمل من داخل المنزل لتغسل وتطبخ وتنظف وتوفر كل متطلبات الزوج والأولاد اضافة الى بيع بعض الأشياء لمساعدة الزوج في توفير مصاريف السكن والمدارس أو الجامعات هن أيضا نماذج للتحدي والكفاح في كل الظروف.
وفي الختام ما يسعنا الا أن الجنة تحت اقدام الأمهات وأن جنتنا هي عدن أمنا جميعا فعينا حسن طاعتها وعدم ايذائها بأي شكل من الأشكال فيكفيها ما عانته وما تعانيه وتكابده كل يوم فهي تستحق منا أن نضحي من أجلها ونعمل على جعلها ذرة ونرسم السعادة على ملامح وجهها لتعود كما كانت جنة الدنيا.
* تقرير : دنيا حسين فرحان
الأم مدرسة

ها هن امهاتنا اليوم يصارعون الحياة بقلوب مؤمنة ورضا تمام وتحدي واضح لكل الظروف الصعبة والواقع المزري التي تعيشه عدن دون أن تظهر عليهن علامات الحزن بل تتضاءل اجسادهن النحيلة يوما بعد آخر بسبب الواقع المؤلم الذي نمر به , فتكرار الأزمات جعل من الأم في عدن تدخل حربا مع توفير لقمة العيش في حال كانت المعيل الوحيد للأسرة اذا توفى زوجها أو معينة له في مع بقاء أزمة الرواتب أو مصارعة الوقت وضغوطات العمل اذا كانت موظفة كي تأمن لأولادها حياة كريمة ومستقبل واعد.
لا يسعنا الا أن نرفع القبعة وننحي لمثل هؤلاء الأمهات العظيمات اللاتي جعلوا من كل الصعوبات والتحديات المفروشة على طريقهن جسرا للعبور وسلما للصعود بالأجيال وايصالهم الى بر الأمان برغم صعوبة المهمة في ظل الواقع المأساوي التي تتجرعه عدن ومثيلاتها من المحافظات نتيجة الحرب وعدم الاستقرار الأمن والتردي الكبير في الخدمات والقطاعات ابرزها التعليم والصحة الا نهن مصرات على المتابعة والاستمرار والصمود في وجه كل شيء لتحقيق المراد.
هناك مجموعة من النماذج استطاعت الأم أن تجسدها في ابهى صورة كي وكسر حاجز الخوف والصمت وقيود المجتمع كي تتمكن من سد حاجة اسرتها وعدم الاستسلام للظروف نعرضها اليكم في هذا التقرير....
عاملة النظافة رمز للتحدي :
عندما نمر في شوارع عدن ونرى نساء يرتدون البدلة البرتقالية يقومون بأخذ القمامة من الشوارع ويحملون في ايديهن ادوات النظافة ليكنسوا الطريق ويمسحون عرق جبينهن بمنديل صغير عندها فقط ندرك اننا نقف أمام أمهات عظيمات لم يجعوا من عملهن في النظافة بالشيء المخزي بل استمروا فيه برضا وقبول وبابتسامة كل صباح , لا تبالي بمن سينتقدها أو سيسخر منها فهي لا تريد سواء أن تحصل على مبلغ مقابل عملها تقتات منه وتطعم اولادها من تعبها فهي تعمل من أجلهم دون كلل أو ملل.
بائعة الجرائد كبرياء وصمود :
عندما نشاهد المناظر من على شرفة الباص أو السيارة وتسرق انظارنا امراه تقف على حافة الطريق وتحت أشعة الشمس الحارقة في يوم حار تحمل في يدها مجموعة من الجرائد وتتكلم بصوت مبحوح من يشتريها هنا فقط ندرك قساوة هذا المجتمع الذي جعل من هذه الأم التي يفترض ان تظل في بيتها مكرمة تختار عمل يومي صعب حتى على الرجل نفسه , لتتحدى بكبريائها أي كلام عابر قد يسيء لها من بعض الأشخاص اللذين يرون من عملها في بيع الجرائد عيب أو وقوفها في الشارع ذنب , هذه فقط من تستحق كل الاحترام والتقدير ولم تجعل من ظروفها الصعبة حجة لاختيار طريق آخر آخره عار ومهانة لتصمد كصمود الجبال الشامخة في وجه تقلبات الحياة ومشاكلها التي لا تنتهي وتعود لأولادها بمبلغ حتى وان كان زهيد تسد به رمقهم بعد انتظارها طوال اليوم.
أم الشهيد والأسير نماذج للصبر والتضحية :
كيف يمكن أن نفقد أعز ما نملك بلمح البصر ولا تعتصر قلوبنا من شدة الوجع ؟؟ أم الشهيد هي وحدها من تعرف تماما ماذا تعني كلمة وجع وماذا تعني كلمة فقدان هي من كانت ما زالت أعظم نموذج للصبر والتفاني والتضحية فلم تمنع ابنائها فترة الحرب من الخروج والالتحاق بالجبهات فداء لعدن إلا وهي تدرك أن حب الوطن أغلى من الحياة حتى وأن سرق منها فلذة كبدها لتحول فاجعتها به وصدمتها الى دعاء ومناجاة للخالق للتخفيف عنها وتسريع لقائها به هي حقا من تستحق الانحناء لها ولقوة ايماناها.
وكيف يمكن أن نبقى أيام وأشهر وسنوات دون أن نسمع أو نرى من يسكنون حنايا ارواحنا ولا نعرف اخبارهم أو هل سنلتقي بهم مجددا أم لا ؟؟ هذا ما ستجيب عليه أم الأسير التي انحرمت من ابنها فترات وتحملت الم الفراق ودوامة الذكريات ومشاهدة اغراضه كل يوم دون أن تجد من يخفف اوجاعها لتختار الصبر طريق لها والدعاء ليلا ونهارا لتتمكن من النوم التي حرمت منه بعد أن حرمت من فرحة عمرها بغياب ابنها التي لا تعرف هي سيعود أم لا فهي من تحتاج للعون والوقوف بجانبها لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
هؤلاء الأمهات هن رمز للصبر والتضحية وما زالت من امثالهن الكثير فكل يوم تتساقط أرواح الشباب دون ذنب أو حتى لفته من الجهات المعنية ووقف نزيف الدم الذي سيظل عالق في اعناقهم الى يوم البعث.
مالكات المشاريع الصغيرة قصة كفاح :
هناك نساء سخرت لدعم ومساعدة نساء اخريات اتعبتهن الظروف القاسية والاوضاع الصعبة فتواجدت منظمات وجمعيات تديرها امراه تمد يد العون لبعض النساء المطلقات أو الأرامل أو من لا تتوفر وظيفة لزوجها فتعطيها مبلغ من المال للقيام بمشروع بسيط تعيش منه وتعيل اسرتها أو توفر لها مكان لبيع اغراض هي من تصنعها بنفسها كعمل خاص بها تستفيد منه في توفير المال للتوسع بعد ذلك.
المهرجان الذي أقيم في عيد المرأة 8\مارس في حديقة فان ستي بمديرية صيرة كان شاهدا على ذلك فقد توافدت عليه مجموعة كبيرة من النساء المتفاوتات في السن لتعرض بضائع هن من صنعها بأنفسهن في المنزل أو وفرت لها من قبل جهات لبيعها والاسترزاق منها وكان التهافت كبير على شرائها فقد صورت هؤلاء النساء والفتيات أن الأمل ما زال موجود وأن المرأة يمكن أن تزهر في كل الأوقات حتى وأن كانت الحياة قاسية ومره فطموحهن نحو التغيير كان الدافع لهن للتألق والنجاح.
ولا ننسى بعض النساء اللاتي تعمل من داخل المنزل لتغسل وتطبخ وتنظف وتوفر كل متطلبات الزوج والأولاد اضافة الى بيع بعض الأشياء لمساعدة الزوج في توفير مصاريف السكن والمدارس أو الجامعات هن أيضا نماذج للتحدي والكفاح في كل الظروف.
وفي الختام ما يسعنا الا أن الجنة تحت اقدام الأمهات وأن جنتنا هي عدن أمنا جميعا فعينا حسن طاعتها وعدم ايذائها بأي شكل من الأشكال فيكفيها ما عانته وما تعانيه وتكابده كل يوم فهي تستحق منا أن نضحي من أجلها ونعمل على جعلها ذرة ونرسم السعادة على ملامح وجهها لتعود كما كانت جنة الدنيا.
* تقرير : دنيا حسين فرحان