*اوقدوا شموع المبادرات ..قبل ان تلعنوا ظلام الازمات*

*كتبه / ناصر بن جوهر*

 الاعمال التطوعية والخيرية لا تحتاج الى وفرة المال او كثرة الرجال بقدر ماتحتاج الى وعي وفكر وقناعة ذاتية بأن الهمم العالية قد تنحني امامها رؤوس الجبال.
 قال الرسول صلى الله عليه وسلم ((الايمان بضع وسبعون درجة ،ادناها أماطة الاذى عن الطريق))
من هذا المنطلق انطلقت مبادرة طوعية اثبتت ان المجتمع لازال يملك من الطاقات البشرية التي تفكر لتنتج عملا يخدم مجتمعا بأسره ، وان فعل الخير ليس يالضرورة ان يكون له مقابل مادي او عيني بل ان احتساب الاجر والثواب هو اسمئ مايتنماه اصحاب هذه المبادرات الطوعية . مبادرة اعادة تأهيل واصلاح المطبات الاسمنتية على الخط الحيوي الرابط،بين مدينة الحوطة ذات الارث الحضاري والتجاري وذات النمو السكاني المتزايد بمدينة عزان القلب النابض للتجارة للمديريات الجنوبية والشرقية من المحافظة، يعد من ابرز واجمل المبادرات المجتمعية التي كانت فكرة ثم اصبحت واقعا ملموسا قام بها احد النشطاء المجتمعيين بالتعاون مع بعض مالكي سيارات الاجرة .
الغريب والمدهش في الامر ان من قام بهذه المبادرة لا يمتلك سيارة او حتئ دراجة نارية .ولا يمتلك محلا تجاريا في مدينة عزان او الحوطة ..ولكنه يمتلك الارادة والعزيمة وحب الخير التي وحدها قد تعد من اربح التجارات في علم وتطوير التنمية البشرية .
هذا العمل وغيره من الاعمال التطوعية والخيرية تبعث رسالة هامة جدا الى المجتمع مفادها ان هناك اشياء امامنا قد تعيق تقدمنا في النهوض والرقي وتحسين حياتنا المعيشية اليومية ، بل قد تكون احجارا نتعثر بها يوميا ،كان بامكاننا ان نجعل منها سلما للصعود الى قمم ومصاف المجتمعات الاكثر رقيا وتحضرا.وذلك متى ماتعاون الجميع ووقفوا صفا واحدا من اجل مصالحهم المشتركة .
كم من الايام مرت علينا جميعا ونحن نمر على تلك المطبات التي اشبه ماتكون بحواجز مائية لمياة السيول والامطار ، ولكننا للاسف لم تتولد لدينا الارادة والعزيمة وروح المبادرة في تعديلها واعادة اصلاحها بالشكل اللايق الذي من خلاله قد يسهل المرور عليها دون ان تعيقنا وببساطة متناهية .
كل ما اتمناه بل وكل ما ادعوا اليه ان نحذوا جميعا حذوا هذه البادرة الجميلة وان لا نتتظر من الحكومة او السلطات المحلية او كائنا من كان ان يقوم بتحسين اوضاعنا البائسة طالما ونحن في امكاننا فعل ذلك وبامكانيات بسيطة .
كم من المطبات المنتشرة على الطريق الرئيسي والخط الدولي والتي يتأذى منها المريض والعاجز،والشيخ المسن ، بل ربما جميعنا نتاذى منها ونرسل اللعنات على من قام بعمل هذه المطبات ، بينما قد يكون لديه الالاف الاعذار التي جعلته يفعلها ولسان حاله يقول (مكره اخاك لا بطل ) لانه قد يكون قد فقد عزيزا او اصيب بعاهة مستديمة بسبب تهور احد سائقي المركبات او الدراجات النارية 
*لماذا لا نفكر ان نشعل شموع المبادرات الطوعية بدلا من ان نلعن ظلام الوضع والازمات كل يوم*.
انني ومن هنا اناشد كل الفرق التطوعية واصحاب الخير ورجال الفكر والثقافة بالمديرية بل وبالمحافظة ان يحذوا حذوا هذه المبادرات التي تعود علينا جميعا بالنفع والفائدة بل وتعكس مدى مستوى الوعي والادراك والثقافة وحب الخير لدى اصحاب هذه المجتمعات .