الهضبة على صفيح ساخن: صراع المصالح وصراع النفوذ

عدن الحدث / صالح مساوى

تتكون الهضبة من هضبة جردان ( الظاهرة والشروج) وهضبة الروضة ( جبل نعمان) وتعيش في هذه المناطق العديد من القبائل على امتداد خط انبوب الغاز الذي يصل بين حقول الانتاج في صافر وميناء التصدير في بالحاف على ساحل شبوة وتتناثر القرى والبيوت على جانبي الانبوب يمينا وشمالا. المنطقة دخلت في فصل جديد ومرحلة مغايرة لما قبلها عندما تم اختيارها ممرا لهذا الانبوب الذي تعشم فيه المواطنون الخير في بداية الأمر. لكن سنوات مابعد 2007م كانت اعوام يصفها الكثيرون هنا بالكارثية نتيجة للمشاكل والمظالم والصراعات التي تفجرت بين القبيلة والقبيلة المجاورة وبين افراد القبيلة الواحدة بل وصل الصراع الى مستوى الاسرة نفسها وكل التعايش والقرباء والنسب والمزاوجة بين القبائل تم تنحيته جانبا ونسي وتناسى الكثيرون مثل هذه الروابط الاجتماعية المتأصلة منذ القدم. كانت طيلة سنوات العمل في المشروع فترة تفكك وتحلل للروابط الاجتماعية وفترة سباق محموم على الفتات والوظائف والاعمال التي لا طائل منها على المدى البعيد بينما المشاريع التنموية والخدمية من مياه وكهرباء وطريق وتعليم ركلها اولئك بأرجلهم ولا زالت تلك المناطق تتجرع الويلات جراء هذا الخطأ الاستراتيجي الى اليوم. كنا نظن ان أبناء هذه المناطق استفادوا من الدرس جيدا وكنا نأمل ان يضعوا الأولوية في مطالبهم الى المشاريع التنموية والخدمية لكن هذا الظن وذاك الأمل تبخرا وثبت لنا العكس. لا زال الكثير يريد اقتسام الكعكة واخرين لا زال همهم التفرد والتوحد والتشظيء والفوز بالصفقة منفردا دون مشاركة اخوانه، وهانحن نعيش نفس السيناريو اليوم بعد بسط محور عتق واللواء 30 مشاه سيطرته على انبوب الغاز واعتزامه اصلاح الانبوب الذي تعرض للتخريب في اغسطس 2016م وعزمه على حماية الانبوب. هل للأهالي مطالب مشروعة؟ وهل هناك مظالم ارتكبت بحقهم؟ وهل هناك حقوق مشروعة لهم لم تستجب لها الشركة وقوات الجيش التي توالت على حماية الانبوب؟ ..نعم هناك مطالب مشروعة للأهالي وحقيقية والكثير منه التزمت به الشركة على نفسها عند التنفيذ والتزامات اخرى جديدة وقعتها والتزمت بها مؤخرا لكن المشكلة لا تكمن هنا. هل أهالي المنطقة على رأي وكلمة واحدة؟ وهل مطالبهم موحدة ؟ وهل يوجد لهم ممثل يمكن الوثوق به من قبل الكل؟ وهل يستطعيون الاجتماع والخروج بقرار مشرف وموحد تجاه الأزمة؟..اعتقد لا.. بل واجزم.. اذن المنطقة منذ اكثر من عشر سنوات وهي ملتهبة ما ان تهداء الأمور قليلا حتى تنفجر مجددا وهاهي اليوم المنطقة تعيش على صفيح ساخن والأمور مرشحة للتدهور في أي لحظة والخصوم في المنطقة كثر والعديد يريد الاصطياد في الماء العكر والمنطقة منطقة استقطاب بين عدة قوى والايام القادمة كفيلة بتوضيح الكثير من الغموض.