كيف سرقت حب الفقراء في اليمن؟ الكويت قاموس الخير وعنوان الإنسانية"
الصباح في صرواح إحدى مديرية محافظة مأرب وسط اليمن لا يشبه صحو المناطق اليمنية الأخرى ؛ فثمة متغيرات ومتغيرات أخرى هناك.. تكالبت جميعها هناك ؛ الحرب والفقر والعوز والخور إلى جانب عشرات المدن والقرى.. السهل والجبل ؛ الساحل والصحراء ؛ الريف والحضر لتزيد معها استمرار الحرب وتفشي المجاعة ونزوح الألاف وانعدام الخدمات وتكالب الكوليرا.
سرد المعاناة وقصص الفارين من جحيم الحرب تنكئ حياة الناس ؛ فلا حياة إذاً من غير مأكل ومشرب ومسكن حسب علم الاجتماع الذي يرى أن تلبية احتياجات الإنسان الضرورية فريضة يجب وضعها في الحسبان فثمة من يسارع وما يزال إلى مد يد العون إلى الفقراء والمحتاجين ومن لبستهم الفاقة واسرهم العدم بلا شروط ولا أجندة بعيداً عن المعتقد والطائفة والجغرافية وكل الاعتبارات كما هو الحال بالنسبة للمساعدات الكويتية.
الغذاء أهم المساعدات في ظل الحرب
عن أهم المساعدات التي تحتاجها المناطق المنكوبة ؛ يرى الباحث الاجتماعي ماهر شير ؛ أن المساعدات الغذائية هي أهم المساعدات التي يحتاجها الناس في ظل الكوارث طبيعية كانت أو بشرية إلى جانب المسكن "المأوى" والمشرب ففي حالة اليمن وفي ظل الحرب الدائرة في مناطق ومرحلة ما بعد الحرب في مناطق أخرى تكمن اهمية المساعدات في تلبية احتياجات النازحين وتأمين غذائه ومسكنة في هذا الضرف العصيب.
رفد المحتاجين بالمساعدات الغذائية وتوفير السكن الملائم للأسر المشردة وتوفير مياه الشرب هي أولى الخطوات لمواجهة الكوارث ؛ حسب الباحث "شير" فيتابع بقوله ؛ إن هذه الشروط هي أهم الاحتياجات الخاصة في قاعدة الهرم إلا أن والأمن والأمان بالإضافة إلى الانتماء وتقدير الذات وتحقيقه تقع جميعها بعد المأكل والمشرب والمسكن حسب الباحث الاجتماعي الأمريكي ماسلو".
ويعيد الباحث "شير" سير عمل المساعدات الغذائية فورية للمناطق المنكوبة والتي هي بأمس الحاجة إليها بعيدة عن الاعتبارات السياسية والمعتقدات واللدين والعرق والطائفة والأجناس فلابد من وجود العامل الإنسانية الإنساني وحده ولا سواه في تقديم المساعدات وما قامت به الكويت مؤخراً في صعدة في إغاثة المواطنين دليل واضح المعالم على إنسانية هذه الدولة التي تخطى خيرها ببدان مختلفة حول العالم.
وعن احتياجات الأطفال ايضاً ؛ أكد على اشتمال المساعدات الغذائية على الحليب يعطي الأمر أهمية بالغة حيث يعد الحليب من الضروريات بالنسبة للأطفال فالمساعدات وتنوع أصنافها تعطي شريحة النازحين والفقراء والمحتاجين إليها شعور خاص والإحساس بكيانهم لأنها ترفع من معنويتهم وترسيخ الشعور بأن ثمة من يهتم بهم وبمعاناتهم بالتزامن مع الإصرار الكويتي المستميت في إغاثة الشعب اليمن".
الغذاء يواصل طريقه إلى الفقراء
"حملة الكويت إلى جانبكم" في اليمن هي واحدة من حملات دولة الكويت في العالم ؛ فخلال الثالث السنوات وماتزال ؛ سعت الحملة إلى تقديم المساعدات للشعب اليمني بالمحافظات المحررة والمحافظات التي ماتزال تشهد حرباً حتى الأن فاستهدفت خمسة قطاعات منها الغذاء والتعليم والإيواء والصحة والمياه.
وتكمن أولوية توزيع المساعدات الكويتية للمناطق التي تشهد وماتزال نزوحاً حيث يتم توزيع الغذاء على النازحين للتخفيف من معاناتهم كما هو الحال بمحافظات البيضاء ومارب وشبوة والمحويت وعمران وصعدن وتعز وحجة حسب الرئيس الدوري للهيئة الكمية الكويتية للإغاثة.
ويضيف الشيخ "طارق عبدالواسع" ؛ أن هذا العمل يأتي تلبية للحاجة الإنسانية للناس التي تقطعت بهم السُبل حيث كان لزاماً علينا في حملة الكويت إلى جانبكم إغاثة المحتاجين بصفة عاجلة حيث سبق للحملة أن وزعت في المرحلتين الماضيتين أكثر من "100" ألف سلة غذائية في حين يقدر عدد ما وزعته الحملة في المرحلة الحالية الثالثة
سالم الحميقاني يشعر بالامتنان إزاء حيازته على سلة غذائية ؛ ابتسامة عريضة ترقص في وجه وفرحة أنسته وأولاده هم الحرب والنزوح ؛ إن الدعم الكويتي الصامت هذا يبعث في الناس الحب لدولة سابقت الزمن من أجل صناعة البسمة للمحتاجين في اليمن ولبت حاجة النازحين حسب قوله.
ولم يكن الفقراء وحدهم من يشملهم الدعم الكويتي السخي _بل_ تعدى الأمر للمحتاجين والنازحين وذوي الشهداء والجرحى والمعدمين ؛ فمنذُ تدشين المرحلة الثالثة لحملة الكويت إلى جانبكم في يوليو/تموز الماضي استطاعت الحملة توزيع أكثر من "71,150" سلة غذائية.
الكويت.. كيف سرقت حب الفقراء
وإن سكتت أصوات المدافع بعد 17يوليو من العام 2015م بالمحافظات الجنوبية سارعت الحملة إلى إغاثة المواطنين في خمسة قطاعات ومنها الغذاء بصورة عاجلة وما إن استكملت المرحلة الأولى والثانية بالمحافظات المحررة ؛ دشنت حملة الكويت إلى جانبكم الأسبوع الماضي بتوزيع عدد "400" سلة غذائية بمحافظة مأرب التي ماتزال أطرافها تشهد حرباً ضروس تمخضت على نزوح الألاف كما هو الحال بمديرية صرواح.
أكثر من "17" محافظة هي النطاق الجغرافي للمساعدات الكويتية في المرحلة الثالثة ؛ وكانت الكويت صاحبة السبق لإغاثة محافظات بالمساعدات والتي ماتزال تشهد حرباً ضروس كمحافظة صعدة وعمران وحجة وذمار وريمة في حين شملت المساعدات محافظة المهرة أقصى شرق البلاد.
وسبق لرئيس اللجنة العليا للإغاثة في اليمن ووزير الإدارة المحلية "عبد الرقيب فتح" أن قال ؛ إن دولة الكويت بإنسانيتها هي الأولى والسابقة في المجال الإغاثية في كثير من المناطق والمحافظات اليمنية ولها بصمات واضحة وخير يأبى النسيان وعمر حافل بالجانب الخيري.
الكاتب والصحفي اليمني "محمد مصطفى العمراني" من جانبه اوضح ؛ انطلقت الحملة الكويتية "حملة #الكويت_الى_جانبكم" وهي الأكبر تأثيراً في أوساط الشعب اليمني لإغاثة مئات الألاف من الأسر اليمنية في مختلف الجوانب ؛ حيث قامت بترميم ألاف المدارس ووزعت ألواح الطاقة الشمسية لإنارة ألاف المنازل كما تبنت مشاريع مياه الشرب ومساعدات طبية ومخيمات كما أطلقت حملات إغاثية عديدة خصصت لمناطق منكوبة في اليمن".
وذهب إلى أن الكويت دولة سباقة في المجال الإنساني ولها بصماتها الخيرية والإنسانية في العالم حيث تجاوزت حملاتها الإنسانية العالم العربي والإسلامي إلى الوقوف المشرف مع الإنسان في كل مكان وصاحبة أيادي بيضاء في كل الكوارث والنكبات التي تتعرض لها مناطق بالعالم حتى أستحق أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح تكريم الأمم المتحدة في نيويورك بتأريخ التاسع من سبتمبر أيلول 2014م باعتباره قائدا للعمل الإنساني في العالم كما تم تسمية الكويت حينها بالمركز الإنساني العالمي".
إغاثة كويتية ..وماتزال
تسعى "حملة الكويت إلى جانبكم" إلى توزيع الغذاء بالإضافة إلى العمل في القطاعات الأخرى ؛ حيث تحتوي السلة الغذائية الواحدة على الدقيق والسكر والأرز والزيت والحليب وأكياس الطماطم ومكرونة في متوسط وزن "75" كيلو للسلة الواحدة المكونة من "25" كيلو دقيق ؛ "20" كيلو رز ؛ "10" كيلو سكر ؛ "10" كيلو زيت لتر؛ "3" كيلو مكرونة ؛ "6" كيلو فاصوليا ؛ "2" كيلو تمر ؛ كيلو طماطم ؛ كيلو حليب ؛ نص كيلو شاي ؛ نص كيلو تونة بواقع "532,500" طن وزعته الحملة الكويتية في المرحلة الحالية لثالثة يستفيد من هذا المشروع نصف مليون مستفيد تقريباً.
وتكمن أهمية المشروع حسب ادبيات "حملة الكويت إلى جانبكم" للحد من تدهور الوضع المعيشي بسبب قلة المواد الغذائية الأساسية وتأمين المواد الغذائية الأساسية للسكان وعلى وجه الخصوص الفئات الضعيفة "أطفال والنساء و كبار السن" ؛ بالإضافة إلى التخفيف من معاناة النازحين في المناطق المنكوبة من خلال تأمين الغذاء لهم ؛ هذا إلى جانب الإغاثة الغذائية تقدم الكويت في اليمن مساعدات إيوائية وخيام تأوي الفارين من جحيم الحرب وتوزيع مياه الشرب في بعض المحافظات وفي المجال التعليمي والصحي والمياه.