أسواق عدن تعجُّ بمنتجات الماضي والحاضر

عدن الحدث/ متابعات


الأهمية التجارية لمدينة عدن منذ القدم والتي ازدادت تطوراً لموقعها الاستراتيجي ولأهمية مينائها الذي لعب دوراً متميزاً في التجارة قديمها وحديثها وكان لهذه المدينة دور هام في التحكم بالتجارة العالمية وتضاعفت تلك الأهمية في عصر النهضة الأوروبية ، الأمر الذي جعل من عدن مَطْمعاً للغزاة من الأوروبيين.
ويعتبر يوم الـ 26من سبتمبر عام 1986يوماً تاريخياً في تاريخ التجارة في اليمن وتحديداً في مدينة عدن التي شهدت ميلاد أول غرفة تجارية في المنطقة العربية... فتحولت مدينة كريتر ومثلها مدينة الشيخ عثمان فيما بعد إلى أسواق مفتوحة يقصدها الناس من كل أرجاء الوطن اليمني ومن الدول المجاورة.. فنشأت الأسواق القديمة التي مازالت قائمة إلى اليوم في كريتر.
الماضي والحاضر
التجوال في شوارع مدينة عدن «كريتر» يجعل المرء على اطلاع بمنتجات الماضي التي مازالت تنتج وتباع في أسواق عدن حتى وإن كانت التكنولوجيا والتقنية الحديثة قد استحوذت على الكثير من المقتنيات والصناعات الحرفية.. في الوقت الذي وجدت المنتجات الحديثة طريقها لدخول السوق... فمثلاً في كريتر التي تعتبر اليوم عبارة عن مجمع أسواق متكاملة يضم الأجنحة المختلفة... ويكتظ فيها الناس من كل مكان لشراء حاجياتهم خصوصاً من بعد صلاة العصر وحتى الساعة العاشرة ليلاً وهو الوقت المناسب لتسوق المرأة في عدن.
ففي أسواق عدن توجد المنتجات الحرفية واليدوية العديدة المختلفة ومازالت حاضرة في الأسواق وبكل قوة... كما هو شأن أعمال الحدادة والسباكة وما يرافق ذلك من صناعة للسكاكين والأدوات المحلية كالفأس والمحراث وأعمال الحدادة الأخرى يعود تاريخ بعض المحلات إلى أكثر من مائة سنة... اكتسب أعمالها الأبناء نقلاً عن الآباء والأجداد.. فهذا علي محمد يحيى يقول إن محله الذي يعد أقدم محل حدادة في السوق مازال ينتج أعمال الحدادة وبالطريقة اليدوية البدائية القديمة وإن التكنولوجيا لم تستطع إلغاء هذه المهنة رغم استخدام الكهرباء بدلاً عن الفحم في أعمال الحدادة.
فيما يشير الأخ عبدالقادر عبده علي صاحب أقدم مخبز إلى أن مخبزه في الميدان بعد من أقدم المخابز التي تنتج الروتي والكيك وأنواعاً مختلفة من الحلويات ومنذ أيام الإنجليز بنفس الطريقة اليدوية السابقة ومازالت خدماته تقدم للمواطنين وتلقى منتجاته إقبالاً كبيراً.
وعموماً فإن التنوع السكاني والثقافي الذي امتزج في مدينة عدن قد أدى أيضاً لتنوع وتعدد الأسواق فيها بحسب الحاجيات المتوفرة في كل سوق فمن صناعة وحياكة المعاوز في سوق البز، وكذلك أعمال التطريز والخياطة إلى وجود المعارض الحديثة لأحدث وأغلى أنواع الملابس الرجالية والنسائية... كل ذلك وما زال الباعة الجوالون والمفرشون أيضاً لهم سوقهم الخاص على جانب السائلة حيث وضعت لهم بسطات خاصة في أماكن مرتفعة من مرور السيول ومياه الأمطار.. بجهود السلطة المحلية في المديرية ودعم برنامج تطوير مدن الموانئ.. وبطريقة تضفي جمالاً على المدينة.
كل ما تبحث عنه تجده
كل ماتبحث عنه تجده في أسواق عدن العديدة فهذه معاصر الصليط الجلجل وتلك أماكن مخصصة للأكلات الشعبية وأخرى مطاعم راقية.. وهناك أسواق السمك والخضرة وسوق الطعام وسوق الحراج وسوق الاتحاد وسوق البهرة وسوق عدن القديم... وفي كل تلك تجد محلات بيع التجزئة والجملة لكل ما تحتاجه المرأة من مواد غذائية أو سلعية أو أدوات منزلية وملابس وأدوات ترفيه ولعب أطفال وغيرها مثل التوابل والمكسرات وكذلك أعمال الصباغة في محلات المجوهرات كالذهب والفضة... بما تحويه من أسورة وأحزمة وخواتم وغيرها.. التي يتم صياغتها وتشكيلها بأيد وخبرات يمنية.. ناهيك عن محلات بيع العطور والبخور العدني الذي تفوح رائحته في كل شوارع وأزقة وأحياء وحافات مدينة عدن كسمة سائدة لهذه المدينة التي عرفت بمدينة البخور العدني حيث تتولى المرأة العدنية صناعته وتجميعه في المنزل... بأسلوب رائع يجعل المرأة العدنية متفردة في إنتاجه.
أسواق حديثة
عدن أيضاً احتضنت الحداثة ولا غرابة على هذه المحافظة التي عرفت المدنية منذ القدم فإلى جانب أسواقها القديمة يوجد بها أسواق حديثة ومجمعات تجارية ضخمة جداً تكسبها سمعة تجارية هامة و مكانة راقية تليق بها كعاصمة اقتصادية وتجارية للوطن وكمنطقة تجارة حرة كمجمع عدن سنتر ومجمع عدن مول.. ومجمع شمسان مول وغيرها من الأسواق والمجمعات التجارية والاستثمارية في ظل دولة الوحدة المباركة وإعلان مدينة عدن عاصمة اقتصادية وتجارية لبلادنا اتيحت الفرصة لإقامة المشاريع الاستثمارية وتنشيط الحراك التجاري ومواكبة كل التطورات والإنجازات التي يشهدها الوطن.
ومن هذه المنجزات التجارية والاستثمارية التي يفخر بها الوطن مجمع عدن السياحي التجاري المعروف بمجمع عدن مول والذي يقع على مساحة 08 ألف متر مربع ويتميز بوقوعه في منطقة خليج عدن الذي يطل على المحيط الهندي والبحر العربي ويتوسط مدينة عدن مما يجعل الوصول إليه سهلاً، وكان لمجموعة شركات هائل سعيد أنعم قصب السبق في إنشاء هذا المشروع الكبير كواحد من أكبر وأحدث المجمعات والأسواق التجارية والسياحية على مستوى المنطقة العربية.
مجمع عدن مول
الأخ رشاد سلطان سعيد - نائب مدير عام المجمع يستعرض ما يحويه المجمع من مزايا كالتصميم المتميز والتكييف المركزي... فإلى جانب وجود المحلات التجارية والسوبر ماركت ومحلات الملابس المتنوعة والأجهزة الإلكترونية والهدايا والتحف والبنوك والصرافة ومقاهي الإنترنت ومحلات الذهب والمجوهرات والمفروشات لما يزيد عن خمسمائة محل تجاري يوجد أيضاً في المجمع الذي يتكون من طابقين مطاعم ومقاهٍ، ومواقف للسيارات وإذاعة داخلية ، ملاهي أطفال، مساحات خضراء، ومسجد، وصالات أفراح واحتفالات وخدمات عامة.
عدد من الزائرين للمجمع عبروا للصحيفة عن آرائهم إزاء هذا المشروع بأنه فعلاً مجمع لأسواق تتوفر فيها كل احتياجات الناس وبأسعار منافسة للسوق.. وفعل أصبح مجمع عدن مول مقصداً لجميع الناس لشراء احتياجاتهم وكذلك حتى للفسحة, فالكثير من العائلات تتجه إليه من جميع مديريات محافظة عدن منذ الصباح الباكر وتزداد الحركة والنشاط فيه من بعد العصر وحتى وقت متأخر من الليل خصوصاً أيام الإجازات والعطل الخميس والجمعة وكذلك في الأعياد.