صراع بين رئيسين ونفط مأرب مقابل معاشات لجان أبين هادي وصالح .. من يستسلم أولاً؟؟ المؤتمر يتشظى.. خفايا الجحيم القادم
صنعاء--موقع يمنات
غابت الدولة وانهار الجيش وسقطت العاصمة، وبقي صراع الرئيسين محتدماً يفرض نفسه على واجهة الأحداث مهدداً مستقبل شعبٍ حائر وسلامة وطنٍ مثخنٍ بالجراح.. رئيس سابق لا يستطيع تقبل فكرة أنه لم يعد رئيساً.. ورئيس لاحق أو حالي لم يرتق بعد إلى مستوى استشعار مسئولية أنه أصبح رئيساً لشعب كامل بكل فئاته واتجاهاته وأحزابه وحركاته.. صراع الرئيسين ليس من أجل وطن وشعب، لكنه صراع من أجل الثروة والسلطة وزعامة حزب سياسي يوشك أن يتشظى ويصبح في خبر «كان».. أسرار وخفايا صراع هادي وصالح.. وعلاقتهما بالحوثيين، وخفايا ما يدور في دهاليز الإدارة الأمريكية حول مستقبل اليمن، وطبيعة تحركات الإرياني والعليمي في واشنطن ومستقبل صالح وحزبه، وهل اقتربت رئاسة هادي من أيامها الأخيرة فعلاً.. قضايا كثيرة وتفاصيل مثيرة نستعرضها في السطور التالية..
رئيس الدولة ورئيس الحزب.. من يستسلم أولاً
مع اشتداد الصراع بين هادي وصالح، على رئاسة حزب المؤتمر، يزداد القلق على مستقبل البلاد وسلامة مواطنيها، خشية أن يتطور صراع الرئيسين إلى فرز شطري ومناطقي، وتدشين مشروع التصفية الجسدية والمواجهات المسلحة على نطاق واسع.. أما على الصعيد الحزبي فإن المؤتمر الشعبي الذي حكم البلاد طيلة ثلاثة عقود مهدد بالتشظي والفشل والانحدار نحو مصير مجهول، نظراً لتعدد رؤوسه وصراع قياداته بطريقة لم يعهدها من قبل، فمنذ تأسيسه، ترعرع المؤتمر في أحضان السلطة والثروة والإمكانات المسخرة لأجله..
وقد أفاد مصدر قيادي في الحزب بأن تحركات مؤتمرية على كافة المستويات تعمل على الترتيب لعقد المؤتمر العام الثامن للمؤتمر الشعبي العام خلال شهر ديسمبر المقبل، ومن المقرر أن يتم اختيار قيادة جديدة للحزب، بعد أن يعلن صالح خلال انعقاد المؤتمر عن تنحيه وتسليمه رئاسة الحزب للمشاركين في الاجتماع.. في حين تحدثت مصادر أخرى عن ترتيبات لإعلان «عدن» مقراً رئيساً لحزب «المؤتمر الشعبي الجنوبي» المتوقع تشكيله في حال إصرار جناح صالح على إقالة الرئيس هادي ومستشاره السياسي الدكتور الإرياني من الحزب، الأمر الذي يعني انقسام المؤتمر رسمياً إلى حزبين رئيسيين.
تفريخ المؤتمر مسألة وقت
وتفيد المعلومات بتكثيف تحركات القيادات المؤتمرية المحسوبة على هادي، وغالبيتها جنوبية، يتزعمها القيادي المؤتمري الجنوبي «أحمد الميسري»، سعياً لتنظيم مؤتمر عام للحزب في عدن، ودشنت هذه التحركات بعقد اجتماع لفروع المؤتمر في أبين ولحج وعدن والضالع أكد على عدم اعترافه بقرار عزل هادي والإرياني من قيادة المؤتمر، وأكدت المصادر أن القيادي «الميسري»، يقوم بالتواصل مع أعضاء وقيادات مؤتمرية في إب وتعز والحديدة والبيضاء وصنعاء ومأرب للخروج بأكبر قدر من التوافق وللتأكيد على أن تحركات عدن ليست محصورة على الجنوبيين، خصوصاً وأنها في حال تمكنت من عزل صالح ستعمل على تنصيب هادي رئيساً للحزب والدكتور الإرياني نائباً له، وتمسك القيادات الجنوبية بالدكتور الإرياني رغم كونه شمالياً، وتواصلها مع فروع المحافظات الشمالية، يؤكد في مجمله على وجود حقيقي لشق الحزب إلى نصفين، غير أن معلومات عن مصادر مؤتمرية في الجنوب ذكرت أن بعض القيادات التي أبدت حق الجنوبيين في فك الارتباط، ستعمل على تأسيس حزب مؤتمري للجنوب فقط ما يعني أن المؤتمر سينقسم إلى ثلاثة أحزاب وربما أكثر.. أبرزها (جناح صالح وسيكون غالبية أعضائه من أبناء الشمال وسيحتفظ بالتسمية الحالية.. الثاني جناح هادي وسيضم خليطاً من الشماليين والجنوبيين الموالين لهادي والإرياني وربما ينضم إليهم رشاد العليمي وسيتم تسميته بـ «المؤتمر الوطني الديمقراطي- أو اليمني»، أما الحزب الثالث فغالبية أعضائه جنوبيون من المؤيدين لفك الارتباط وسيطلق عليه مسمى «المؤتمر الشعبي الجنوبي العام»)..
وفي إطار الاستقطابات الحادة داخل المؤتمر، وحالة التشظي التي يشهدها الحزب، أطلق مجموعة من الإعلاميين والصحفيين المؤتمريين المعروفين موقع إخباري يحمل اسم «المؤتمر برس» واعتبره لسان حال المؤتمر، في حين أن «المؤتمر نت» هو لسان حال الحزب والناطق باسمه..
ويرى مراقبون أن «المؤتمر» كحزب حاكم سابقاً، فشل في التحول لمؤسسة مدنية وديمقراطية حقيقية وفاعلة، لأنه ظل مرتبطاً بشخصية «الزعيم» المؤسس، ولم تنتقل رئاسته من صالح إلى الرئيس هادي، كما هو مألوف ومتعارف عليه في الدولة الديمقراطية والمتطورة، بحيث يكون رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة- بحسب النظام السائد- هو رئيس الحزب الذي ينتمي إليه، حتى لا يوجد في البلاد شخص يكون رئيساً على رئيس الجمهورية الذي لابد أن يكون هو الشخص الأول في الدولة والساحة السياسية والحزبية وهو صاحب القرار ورمز البلاد، غير أن الأمر مع المؤتمر اختلف فالرئيس هادي يؤكد أنه لم يستلم من خلفه صالح سوى العلم الجمهوري لأن الجيش منقسم والخزينة فارغة ومؤسسات الدولة غائبة واحتفظ الزعيم لنفسه برئاسة الحزب أيضاً أصوات هنا وأصوات هناك والخاسر الوحيد هو الوطن، أما أطراف النزاع فهم يؤدون الولاء والطاعة لداعميهم وتجار الحروب ومعهم المتمصلحون والمتفودون الذين يسعون الى إذكاء نار الحرب وتأججها وحتماً العاصمة والمدن الاخرى ستكون هي الاكثر تضرراً من هذه الحرب لأن الطرفين يبدوان متكافئين.
حوار ثلاثي
تعاملت الولايات المتحدة الأمريكية مع الحوثيين باعتبارهم أمراً واقعاً وشريكاً رئيساً في حكم اليمن، وبالتالي عملت على التواصل مع قياداتهم، وإقامة علاقات معهم، وسعت إلى إقامة حوار بينهم وبين الحكومة وبقية الشركاء في الساحة السياسية، ورغم التساؤلات الكثيرة التي أثيرت حول سفر القيادي وعضو المجلس السياسي لجماعة أنصار الله علي العماد إلى واشنطن، إلا أن تلك الخطوة تمثل نجاحاً كبيراً يحسب للجماعة التي لم تحاصر نفسها بقالبها الديني وعلاقتها بإيران، بل سعت إلى الانفتاح على القوى الدولية المؤثرة..
وتحدثت مصادر غريبة عن وجود إشراف مباشر من قبل الإدارة الأمريكية في واشنطن على حوار مباشر بين الإرياني ورشاد العليمي من جهة باعتبارهما ممثلين للحكومة والرئيس هادي، وبين علي العماد كممثل عن الحوثيين، وذلك من أجل الوصول إلى تفاهمات حول مستقبل الشراكة السياسية.
نجل الملك يرفض لقاء الإرياني
ذكرت مصادر مطلعة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين بأن الدكتور عبدالكريم الإرياني واللواء رشاد العليمي المتواجدين في واشنطن طلباً من مسئولين أمريكيين ترتيب لقاء لهما مع الأمير متعب بن الملك السعودي وقائد الحرس الوطني للمملكة، المتواجد هناك أيضاً، وذلك ليطرحا عليه أفكاراً خاصة حول قضية اليمن التي سيناقشها هو مع الإدارة الأمريكية، غير أن المسؤولين الأمريكيين رفضوا هذا الطلب بعد التشاور مع الأمير السعودي بحجة أن لديه الكثير من القضايا ليناقشها مع الإدارة الأمريكية وأنه يمكنهما الذهاب إلى الرياض في أي وقت لمناقشة تلك الأفكار.. وبما يعني ذلك وجود غضب سعودي من تعامل هادي مع أمريكا بشكل مباشر دون طرح أفكاره ومناقشتها في الرياض قبل الذهاب إلى واشنطن.. الموقف السعودي له شقان قد يكون عدم رضى عن الارياني نفسه والاحتمال الثاني أن السعودية صارت تنظر للأمر من زاوية اعمل تكسب واذا لم تعمل ستفصل.
صالح يريد الرحيل بضمانات أمريكية
وتحدثت المصادر الغربية عن قيام الإرياني والعليمي بعقد لقاءات مشتركة مع مسؤوليين أمريكيين، وأن الإرياني طلب من الإدارة الأمريكية فعلياً القبول بشراكة الحوثيين في الحكم والمساعدة بإدماجهم في مؤسسات الدولة بطرق قانونية، بينما طالب «العليمي» من الإدارة الأمريكية إعطاء ضمانات للرئيس السابق صالح بعدم الملاحقة القضائية مقابل خروجه من اليمن وقدومه للإقامة في أمريكا، وأكد العليمي للأمريكيين أن صالح موافق على الخروج إذا منحت له واشنطن الضمانات التي يطالب بها، واستغرب المسئولون الأمريكيون كون «الإرياني» و»العليمي» يحضران معاً ويتحدثان بحرية كاملة أمام بعضهما رغم اختلاف مطالبهما وأن ذلك أمر غير مألوف من قبل السياسيين في الشرق الأوسط ونسي الامريكيون أن المسؤولين في اليمن منفذون لإملاءات خارجية وليس لهم من القرار شيء وهو ما قد يقود البلاد الى جحيم الحرب الأهلية..
ردة فعل هادي
مصادر دبلوماسية في الإمارات ذكرت عن تلقي التماس من الرئيس هادي بإيقاف السفير اليمني في أبو ظبي أحمد علي عبدالله صالح، كونه لم يعد يمثل المصالح الوطنية، وذلك حتى تلقي إشعار آخر، ويعيد مراقبون هذا الأمر إلى المساعي الحثيثة داخل حزب المؤتمر وبالتحديد الموالون لصالح من أجل عقد مؤتمر عام يتخلى فيه صالح عن رئاسة الحزب، على أن يتولى نجله أحمد علي الرئاسة خلفاً لوالده، الأمر الذي أغضب هادي.
في سياق متصل ونقلاً عن ذات المصادر فقد تلقت وزارة الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدثة رسالة عاجلة من الخارجية الأمريكية طلبت منها (من الإمارات) إبلاغ السفير أحمد علي عبدالله صالح بالكف عن التحركات العدائية ضد شرعية الرئيس هادي مالم فسوف تضمه إلى قائمة المعرقلين للعملية السياسية وتدرجه في قائمة العقوبات.. ومن هذا المنطلق نرى أن خلاف هادي وصالح صار له بعد دولي والأخطر منه هو الحشد الجغرافي والاستقطاب العشوائي للانصار من قبل الطرفين وشحن الاتباع بلغة الكراهية وثقافة العداء.
لجان أبين أو نفط مأرب وغازها
أكد المستشار السياسي لرئيس الجمهورية عن جماعة «أنصار الله» أن جماعته هي المسئولة عن حماية صنعاء والمناطق والمحافظات التي سيطرت عليها الجماعة، وقال: «على الدولة القيام بدورها في حماية الشخصيات والمنشآت العامة مثل أبراج الكهرباء وأنابيب النفط لئلا نكون مضطرين للتواجد في مأرب».. وبادرت الجماعة إلى إيقاف صرف ميزانية اللجان الشعبية التابعة للرئيس هادي في أبين والبالغة «50» مليون ريال شهرياً.
رسائل هادي وصالح تضع البنوك في مأزق
الرئيس هادي وجه رسالة شديدة اللهجة إلى بنك اليمن والكويت يأمره فيها بعدم صرف أي شيك وعدم تحويل أي مبلغ مالي إلا بتوقيع رسمي من رئيس الجمهورية ما لم فإن البنك يتحمل المسئولية عن مخالفة ذلك، في المقابل وجه رئيس المؤتمر «صالح» رسالة لنفس البنك طالبه فيها بعدم صرف أية مبالغ باسم المؤتمر إلا بتوقيع أمينه العام «عارف الزوكا»..وتحدثت المصادر عن تلقي بنوك أخرى رسائل مشابهة مما جعلها أمام مأزق حقيقي بين رئيس الحزب ورئيس الدولة. وهذا الأمر هو الأخطر لأن المال هو سبب الحروب والانتهاكات.
مؤتمريون عزلوا الإرياني في الاجتماع واعتذروا منه عند خروجهم
مصادر موثوقة تحدثت عن قيام غالبية أعضاء اللجان الدائمة الذين صوتوا لصالح قرار إقالة الرئيس هادي والدكتور الإرياني من المؤتمر، توجهوا فور خروجهم من الاجتماع إلى منزل الإرياني وقدموا له الاعتذار عن قيامهم بالتصويت لصالح فصله.. الأمر الذي يكشف عن وجود عدد كبير من القيادات المؤتمرية من ذوي الشريحتين والذين يلعبون على الحبلين لتحقيق مصالح شخصية.موقع يمنات
غابت الدولة وانهار الجيش وسقطت العاصمة، وبقي صراع الرئيسين محتدماً يفرض نفسه على واجهة الأحداث مهدداً مستقبل شعبٍ حائر وسلامة وطنٍ مثخنٍ بالجراح.. رئيس سابق لا يستطيع تقبل فكرة أنه لم يعد رئيساً.. ورئيس لاحق أو حالي لم يرتق بعد إلى مستوى استشعار مسئولية أنه أصبح رئيساً لشعب كامل بكل فئاته واتجاهاته وأحزابه وحركاته.. صراع الرئيسين ليس من أجل وطن وشعب، لكنه صراع من أجل الثروة والسلطة وزعامة حزب سياسي يوشك أن يتشظى ويصبح في خبر «كان».. أسرار وخفايا صراع هادي وصالح.. وعلاقتهما بالحوثيين، وخفايا ما يدور في دهاليز الإدارة الأمريكية حول مستقبل اليمن، وطبيعة تحركات الإرياني والعليمي في واشنطن ومستقبل صالح وحزبه، وهل اقتربت رئاسة هادي من أيامها الأخيرة فعلاً.. قضايا كثيرة وتفاصيل مثيرة نستعرضها في السطور التالية..
رئيس الدولة ورئيس الحزب.. من يستسلم أولاً
مع اشتداد الصراع بين هادي وصالح، على رئاسة حزب المؤتمر، يزداد القلق على مستقبل البلاد وسلامة مواطنيها، خشية أن يتطور صراع الرئيسين إلى فرز شطري ومناطقي، وتدشين مشروع التصفية الجسدية والمواجهات المسلحة على نطاق واسع.. أما على الصعيد الحزبي فإن المؤتمر الشعبي الذي حكم البلاد طيلة ثلاثة عقود مهدد بالتشظي والفشل والانحدار نحو مصير مجهول، نظراً لتعدد رؤوسه وصراع قياداته بطريقة لم يعهدها من قبل، فمنذ تأسيسه، ترعرع المؤتمر في أحضان السلطة والثروة والإمكانات المسخرة لأجله..
وقد أفاد مصدر قيادي في الحزب بأن تحركات مؤتمرية على كافة المستويات تعمل على الترتيب لعقد المؤتمر العام الثامن للمؤتمر الشعبي العام خلال شهر ديسمبر المقبل، ومن المقرر أن يتم اختيار قيادة جديدة للحزب، بعد أن يعلن صالح خلال انعقاد المؤتمر عن تنحيه وتسليمه رئاسة الحزب للمشاركين في الاجتماع.. في حين تحدثت مصادر أخرى عن ترتيبات لإعلان «عدن» مقراً رئيساً لحزب «المؤتمر الشعبي الجنوبي» المتوقع تشكيله في حال إصرار جناح صالح على إقالة الرئيس هادي ومستشاره السياسي الدكتور الإرياني من الحزب، الأمر الذي يعني انقسام المؤتمر رسمياً إلى حزبين رئيسيين.
تفريخ المؤتمر مسألة وقت
وتفيد المعلومات بتكثيف تحركات القيادات المؤتمرية المحسوبة على هادي، وغالبيتها جنوبية، يتزعمها القيادي المؤتمري الجنوبي «أحمد الميسري»، سعياً لتنظيم مؤتمر عام للحزب في عدن، ودشنت هذه التحركات بعقد اجتماع لفروع المؤتمر في أبين ولحج وعدن والضالع أكد على عدم اعترافه بقرار عزل هادي والإرياني من قيادة المؤتمر، وأكدت المصادر أن القيادي «الميسري»، يقوم بالتواصل مع أعضاء وقيادات مؤتمرية في إب وتعز والحديدة والبيضاء وصنعاء ومأرب للخروج بأكبر قدر من التوافق وللتأكيد على أن تحركات عدن ليست محصورة على الجنوبيين، خصوصاً وأنها في حال تمكنت من عزل صالح ستعمل على تنصيب هادي رئيساً للحزب والدكتور الإرياني نائباً له، وتمسك القيادات الجنوبية بالدكتور الإرياني رغم كونه شمالياً، وتواصلها مع فروع المحافظات الشمالية، يؤكد في مجمله على وجود حقيقي لشق الحزب إلى نصفين، غير أن معلومات عن مصادر مؤتمرية في الجنوب ذكرت أن بعض القيادات التي أبدت حق الجنوبيين في فك الارتباط، ستعمل على تأسيس حزب مؤتمري للجنوب فقط ما يعني أن المؤتمر سينقسم إلى ثلاثة أحزاب وربما أكثر.. أبرزها (جناح صالح وسيكون غالبية أعضائه من أبناء الشمال وسيحتفظ بالتسمية الحالية.. الثاني جناح هادي وسيضم خليطاً من الشماليين والجنوبيين الموالين لهادي والإرياني وربما ينضم إليهم رشاد العليمي وسيتم تسميته بـ «المؤتمر الوطني الديمقراطي- أو اليمني»، أما الحزب الثالث فغالبية أعضائه جنوبيون من المؤيدين لفك الارتباط وسيطلق عليه مسمى «المؤتمر الشعبي الجنوبي العام»)..
وفي إطار الاستقطابات الحادة داخل المؤتمر، وحالة التشظي التي يشهدها الحزب، أطلق مجموعة من الإعلاميين والصحفيين المؤتمريين المعروفين موقع إخباري يحمل اسم «المؤتمر برس» واعتبره لسان حال المؤتمر، في حين أن «المؤتمر نت» هو لسان حال الحزب والناطق باسمه..
ويرى مراقبون أن «المؤتمر» كحزب حاكم سابقاً، فشل في التحول لمؤسسة مدنية وديمقراطية حقيقية وفاعلة، لأنه ظل مرتبطاً بشخصية «الزعيم» المؤسس، ولم تنتقل رئاسته من صالح إلى الرئيس هادي، كما هو مألوف ومتعارف عليه في الدولة الديمقراطية والمتطورة، بحيث يكون رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة- بحسب النظام السائد- هو رئيس الحزب الذي ينتمي إليه، حتى لا يوجد في البلاد شخص يكون رئيساً على رئيس الجمهورية الذي لابد أن يكون هو الشخص الأول في الدولة والساحة السياسية والحزبية وهو صاحب القرار ورمز البلاد، غير أن الأمر مع المؤتمر اختلف فالرئيس هادي يؤكد أنه لم يستلم من خلفه صالح سوى العلم الجمهوري لأن الجيش منقسم والخزينة فارغة ومؤسسات الدولة غائبة واحتفظ الزعيم لنفسه برئاسة الحزب أيضاً أصوات هنا وأصوات هناك والخاسر الوحيد هو الوطن، أما أطراف النزاع فهم يؤدون الولاء والطاعة لداعميهم وتجار الحروب ومعهم المتمصلحون والمتفودون الذين يسعون الى إذكاء نار الحرب وتأججها وحتماً العاصمة والمدن الاخرى ستكون هي الاكثر تضرراً من هذه الحرب لأن الطرفين يبدوان متكافئين.
حوار ثلاثي
تعاملت الولايات المتحدة الأمريكية مع الحوثيين باعتبارهم أمراً واقعاً وشريكاً رئيساً في حكم اليمن، وبالتالي عملت على التواصل مع قياداتهم، وإقامة علاقات معهم، وسعت إلى إقامة حوار بينهم وبين الحكومة وبقية الشركاء في الساحة السياسية، ورغم التساؤلات الكثيرة التي أثيرت حول سفر القيادي وعضو المجلس السياسي لجماعة أنصار الله علي العماد إلى واشنطن، إلا أن تلك الخطوة تمثل نجاحاً كبيراً يحسب للجماعة التي لم تحاصر نفسها بقالبها الديني وعلاقتها بإيران، بل سعت إلى الانفتاح على القوى الدولية المؤثرة..
وتحدثت مصادر غريبة عن وجود إشراف مباشر من قبل الإدارة الأمريكية في واشنطن على حوار مباشر بين الإرياني ورشاد العليمي من جهة باعتبارهما ممثلين للحكومة والرئيس هادي، وبين علي العماد كممثل عن الحوثيين، وذلك من أجل الوصول إلى تفاهمات حول مستقبل الشراكة السياسية.
نجل الملك يرفض لقاء الإرياني
ذكرت مصادر مطلعة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين بأن الدكتور عبدالكريم الإرياني واللواء رشاد العليمي المتواجدين في واشنطن طلباً من مسئولين أمريكيين ترتيب لقاء لهما مع الأمير متعب بن الملك السعودي وقائد الحرس الوطني للمملكة، المتواجد هناك أيضاً، وذلك ليطرحا عليه أفكاراً خاصة حول قضية اليمن التي سيناقشها هو مع الإدارة الأمريكية، غير أن المسؤولين الأمريكيين رفضوا هذا الطلب بعد التشاور مع الأمير السعودي بحجة أن لديه الكثير من القضايا ليناقشها مع الإدارة الأمريكية وأنه يمكنهما الذهاب إلى الرياض في أي وقت لمناقشة تلك الأفكار.. وبما يعني ذلك وجود غضب سعودي من تعامل هادي مع أمريكا بشكل مباشر دون طرح أفكاره ومناقشتها في الرياض قبل الذهاب إلى واشنطن.. الموقف السعودي له شقان قد يكون عدم رضى عن الارياني نفسه والاحتمال الثاني أن السعودية صارت تنظر للأمر من زاوية اعمل تكسب واذا لم تعمل ستفصل.
صالح يريد الرحيل بضمانات أمريكية
وتحدثت المصادر الغربية عن قيام الإرياني والعليمي بعقد لقاءات مشتركة مع مسؤوليين أمريكيين، وأن الإرياني طلب من الإدارة الأمريكية فعلياً القبول بشراكة الحوثيين في الحكم والمساعدة بإدماجهم في مؤسسات الدولة بطرق قانونية، بينما طالب «العليمي» من الإدارة الأمريكية إعطاء ضمانات للرئيس السابق صالح بعدم الملاحقة القضائية مقابل خروجه من اليمن وقدومه للإقامة في أمريكا، وأكد العليمي للأمريكيين أن صالح موافق على الخروج إذا منحت له واشنطن الضمانات التي يطالب بها، واستغرب المسئولون الأمريكيون كون «الإرياني» و»العليمي» يحضران معاً ويتحدثان بحرية كاملة أمام بعضهما رغم اختلاف مطالبهما وأن ذلك أمر غير مألوف من قبل السياسيين في الشرق الأوسط ونسي الامريكيون أن المسؤولين في اليمن منفذون لإملاءات خارجية وليس لهم من القرار شيء وهو ما قد يقود البلاد الى جحيم الحرب الأهلية..
ردة فعل هادي
مصادر دبلوماسية في الإمارات ذكرت عن تلقي التماس من الرئيس هادي بإيقاف السفير اليمني في أبو ظبي أحمد علي عبدالله صالح، كونه لم يعد يمثل المصالح الوطنية، وذلك حتى تلقي إشعار آخر، ويعيد مراقبون هذا الأمر إلى المساعي الحثيثة داخل حزب المؤتمر وبالتحديد الموالون لصالح من أجل عقد مؤتمر عام يتخلى فيه صالح عن رئاسة الحزب، على أن يتولى نجله أحمد علي الرئاسة خلفاً لوالده، الأمر الذي أغضب هادي.
في سياق متصل ونقلاً عن ذات المصادر فقد تلقت وزارة الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدثة رسالة عاجلة من الخارجية الأمريكية طلبت منها (من الإمارات) إبلاغ السفير أحمد علي عبدالله صالح بالكف عن التحركات العدائية ضد شرعية الرئيس هادي مالم فسوف تضمه إلى قائمة المعرقلين للعملية السياسية وتدرجه في قائمة العقوبات.. ومن هذا المنطلق نرى أن خلاف هادي وصالح صار له بعد دولي والأخطر منه هو الحشد الجغرافي والاستقطاب العشوائي للانصار من قبل الطرفين وشحن الاتباع بلغة الكراهية وثقافة العداء.
لجان أبين أو نفط مأرب وغازها
أكد المستشار السياسي لرئيس الجمهورية عن جماعة «أنصار الله» أن جماعته هي المسئولة عن حماية صنعاء والمناطق والمحافظات التي سيطرت عليها الجماعة، وقال: «على الدولة القيام بدورها في حماية الشخصيات والمنشآت العامة مثل أبراج الكهرباء وأنابيب النفط لئلا نكون مضطرين للتواجد في مأرب».. وبادرت الجماعة إلى إيقاف صرف ميزانية اللجان الشعبية التابعة للرئيس هادي في أبين والبالغة «50» مليون ريال شهرياً.
رسائل هادي وصالح تضع البنوك في مأزق
الرئيس هادي وجه رسالة شديدة اللهجة إلى بنك اليمن والكويت يأمره فيها بعدم صرف أي شيك وعدم تحويل أي مبلغ مالي إلا بتوقيع رسمي من رئيس الجمهورية ما لم فإن البنك يتحمل المسئولية عن مخالفة ذلك، في المقابل وجه رئيس المؤتمر «صالح» رسالة لنفس البنك طالبه فيها بعدم صرف أية مبالغ باسم المؤتمر إلا بتوقيع أمينه العام «عارف الزوكا»..وتحدثت المصادر عن تلقي بنوك أخرى رسائل مشابهة مما جعلها أمام مأزق حقيقي بين رئيس الحزب ورئيس الدولة. وهذا الأمر هو الأخطر لأن المال هو سبب الحروب والانتهاكات.
مؤتمريون عزلوا الإرياني في الاجتماع واعتذروا منه عند خروجهم
مصادر موثوقة تحدثت عن قيام غالبية أعضاء اللجان الدائمة الذين صوتوا لصالح قرار إقالة الرئيس هادي والدكتور الإرياني من المؤتمر، توجهوا فور خروجهم من الاجتماع إلى منزل الإرياني وقدموا له الاعتذار عن قيامهم بالتصويت لصالح فصله.. الأمر الذي يكشف عن وجود عدد كبير من القيادات المؤتمرية من ذوي الشريحتين والذين يلعبون على الحبلين لتحقيق مصالح شخصية.موقع يمنات