انفراد خاص لعدن الحدث، مشاهدات ومأساة أسرة فقدت ثمانية من ابناءها ..تفاصيل وصور تنشر لأول مرة .. جنود امريكيين ويمنيين ينشر ون ليلة رعب في مطلع عبدان بمحافظة شبوة ..
عدن الحدث/خاص
في يوم السبت 6 ديسمبر الجاري كانت عملية الانزال الامريكية على وادي عبدان في شبوة التي هدفت الى تحرير الرهينتين ( الصحفي الأمريكي لوك سومرز والجنوب افريقي بيير كوركي) ، وهي العملية التي حظيت باهتمام الراي العام العالمي .
غير ان وجهة النظر الامريكية كانت هي السائدة فقط والمسيطرة على وسائل الاعلام المحلية و العالمية .
عدن الحدث ينفرد بتغطية خاصة من خلال زيارة ميدانية لقرية المطلع بوادي عبدان لنقل وجهة النظر الاخرى التي لم تنشر في وسائل الاعلام ، كما يكشف ( عدن الحدث ) عن حجم الماساة الانسانية التي خلفتها تلك العملية والتي راح ضحيتها مدنيين من ابناء القرية والتي تجاهلها الاعلام العالمي .
خاص بعدن الحدث / جمال شنيتر
رواية اخرى
قرية المطلع قرية صغيرة لا يتجاوز عدد بيوتها ال 30 بيت ، منها 5 بيوت لعائلة آل الحرد .
العم مبارك الحرد الدغاري ، ذلك الرجل السبعيني الذي رغم مصابه الجلل بفقدان خمسة من اولاده واثنان من اشقائه ، الا اني وجدته شامخا كشموخ جبل حفرة القريب من القرية ، يوزع ابتساماته وهو يمز ( الرشبة ) في طرف المجلس المتواضع الذي كان مايزال يستقبل جموع المعزين والمتضامنين مع ال الحرد خاصة و ال دغار عامة .
يشير العم مبارك الى ان الجنود الامريكان نزلوا على بعد حوالي 700 متر تقريبا في ثلاثة اماكن ( شرقا وغربا وشمالا) ، ثم هجموا على القرية وتحديدا على مطرح ال الحرد التي تضم خمسة بيوت متجاورة .
وينفي علمه بوجود رهائن في المطرح .
لكن واثناء حديثي مع عدد من اهالي القرية هناك من اشار الى ان الرهينتين ( الصحفي الأمريكي لوك سومرز والجنوب افريقي بيير كوركي ) تم جلبهما الى القرية في نفس الليلة ( مساء الجمعة ) دون علم الاهالي على ان يتم نقلهما صباح اليوم التالي - السبت - الى مارب .
غير ان الاجهزة الاستخبارية كما يبدو كانت تترصد الخاطفين وبشكل مكثف خاصة في الثلاثة الايام الاخيرة لتنفيذ العملية .
وهكذا فان التفسير المنطقي والاقرب الى الحقيقة والواقع ان قرية المطلع وخاصة مطرح ال الحرد لم تكن الا محطة ترانزيت مؤقتة ومحددة بساعات ، خاصة وان المنطقة مفتوحة وليست مؤمنة للقاعدة ، كما انها ليست ببعيد عن الطرق العامة ، ولا بمنطقة جبلية وعرة او انها تقع بين الجبال ، فهل من المعقول ان تضع القاعدة رهينة بحجم الامريكي سومرز لعدة ايام في مكان سهل جدا اختراقه والوصول اليه بهذه السهولة في ظل اهتمام عالمي ومحلي كبير بمصير الرهينة .
ينفي العم مبارك ايضا نفيا قاطعا ان يكون جميع ابناءه في القاعدة باستثناء ابنه ( شيخ ) الذي يقول بانه مع القاعدة ، ويؤكد لنا ان ثمانية من القتلى في العملية مدنيين لاعلاقة لهم بالقاعدة .
وهذه النقطة الاخيرة يؤكد عليها جميع من التقينا بهم في القرية ، ويؤكدون ايضا انهم ضد أي نشاطات مسلحة في
منطقتهم .
شيخ قبيلة آل دغار الشيخ طارق الدغاري ، شاب ينظر اليه ابناء القبيلة باحترام وتقدير ، التقيت به في منزله في قرية اخرى من قرى وادي عبدان : ( وادي عبدان وادي كبير يضم عدد من القرى اهمها الصلبة وصلداه وامكداه ومعربة و المطلع ، وغيرها من القرى المتناثرة على طول الوادي ، وتسكنها قبيلة آل دغار ، وهذه القبيلة لها دور كبير في حفظ الامن والاستقرار طوال المراحل السابقة ، ولا يبرر انضمام بعض الاشخاص مع تيارات مسلحة ، ان تعاقب منطقة وقبيلة باكملها ، والقبيلة لها مواقف كبيرة في محاربة الجماعات المسلحة ".
سالته عن موقف القبيلة تجاه ما حدث : " نحن الان نتدارس في القبيلة ومع القبائل الاخرى القضية وما زلنا في نقاشات وحوارات مستفيضة حتى نتمكن من تحديد موقف معين ، ونتمنى ان لا تتجاهل الحكومة اليمنية ما حصل من سفك للدماء واستفزاز لمشاعر وحرمات المواطنين المدنيين )
بأي ذنب قتلت؟
اثناء زيارتي للقرية التقيت بعدد من اطفال آل الحرد ، اطفال ابرياء في عمر الزهور فقدوا ثمانية من اعز الناس اليهم .
" غدير" طفلة صغيرة على مشارف عامها الثالث ، قابلتنا بدموعها وبكاءها المستمر .. حالتها هكذا منذ رحيل والدها جمال مبارك الحرد في العملية ..
نعم والدها جمال شاب قضى نحبه في الحادث مع انه ليس له علاقة بالقاعدة ، بل على العكس هو واحد ممن شاركوا في الحرب على القاعدة ضمن قوات الجيش والامن في مفرق مديرية الصعيد قبل عدة اشهر ، غير ان وظيفته العسكرية لم تشفع له امام قوات النخبة الامريكية .
مثل "غدير" هنا اطفال آخرون من آل الحرد يتقاسمون الالم والمعاناة والحزن بعد ان فقدوا اباؤهم ..
ابناء قبيلة آل دغار كافة يوكدون لنا انهم لم يكونوا يوما الا مع الدولة ، وانهم مع النظام والقانون ، غير انهم يبدون امتعاضهم واستياءهم من الدولة اليمنية ، ويحملونها مسؤولية اساسية في ما حدث لهم من جريمة ضد الانسانية تمثلت في مقتل ثمانية من ابناءهم ابرياء ليس لهم علاقة بالجماعات المسلحة ..
ليلة رعب
"سند عيسى" امام مسجد ومدرس في مدرسة بقرية مجاورة لقرية المطلع ، يشير الى ان ما حدث تلك الليلة كان مرعبا للغاية وخاصة للاطفال والنساء .
ويضيف : " بعد انتهاء العملية ظلت الطائرات والمدافع الرشاشة تضرب وتمنع اهالي القرية من اسعاف المصابين ونقلهم الى المستشفيات ، ولم نتمكن من ذلك الا بعد مرور ساعات "
يقول سند " هناك من يحاول تصوير وادي عبدان وكانه ماؤى للجماعات المسلحة وهذا غير صحيح اطلاقا ".
حصار الاسئلة
خلال احاديثي مع عدد من ابناء القرية ، كانت لحظات الاسى والحزن والقهر تحاصرنا .. لكن ثمة حصار آخر يلاحقنا .. حصار الاسئلة وعلامات الاستفهام والتعجب ..
يتساءل احدهم : " هل حلال على امريكا ان تقتل ثمانية انفس بريئة مقابل انقاذ حياة نفس واحدة ؟".
ويضيف دغاري آخر : ( هل تجيز الشرائع السماوية والقوانين الوضعية طريقة العقاب الجماعي ؟".
ويتساءل ثالث : " لماذا لم تتفاوض الدولة اليمنية معنا ما دام تقول ان الرهائن كانوا موجودون لدينا ؟".
ويختم رابعهم : " لماذا لا تهتم الحكومة اليمنية بدماء شعبها ورعيتها مثل دول العالم الاخرى ؟"
الخلاصة
يقول الاهالي هنا " ما حدث جريمة جديدة من جرائم الولايات المتحدة الامريكية تضاف الى سجل جرائمها العديدة في اليمن "
هكذا اذن .. ثمانية انفس بريئة ذهبت ثمن لمغامرة هوليودية امريكية وتواطؤ حكومي يمني.
نسال الله الرحمة والجنة للشهداء .
في يوم السبت 6 ديسمبر الجاري كانت عملية الانزال الامريكية على وادي عبدان في شبوة التي هدفت الى تحرير الرهينتين ( الصحفي الأمريكي لوك سومرز والجنوب افريقي بيير كوركي) ، وهي العملية التي حظيت باهتمام الراي العام العالمي .
غير ان وجهة النظر الامريكية كانت هي السائدة فقط والمسيطرة على وسائل الاعلام المحلية و العالمية .
عدن الحدث ينفرد بتغطية خاصة من خلال زيارة ميدانية لقرية المطلع بوادي عبدان لنقل وجهة النظر الاخرى التي لم تنشر في وسائل الاعلام ، كما يكشف ( عدن الحدث ) عن حجم الماساة الانسانية التي خلفتها تلك العملية والتي راح ضحيتها مدنيين من ابناء القرية والتي تجاهلها الاعلام العالمي .
خاص بعدن الحدث / جمال شنيتر
رواية اخرى
قرية المطلع قرية صغيرة لا يتجاوز عدد بيوتها ال 30 بيت ، منها 5 بيوت لعائلة آل الحرد .
العم مبارك الحرد الدغاري ، ذلك الرجل السبعيني الذي رغم مصابه الجلل بفقدان خمسة من اولاده واثنان من اشقائه ، الا اني وجدته شامخا كشموخ جبل حفرة القريب من القرية ، يوزع ابتساماته وهو يمز ( الرشبة ) في طرف المجلس المتواضع الذي كان مايزال يستقبل جموع المعزين والمتضامنين مع ال الحرد خاصة و ال دغار عامة .
يشير العم مبارك الى ان الجنود الامريكان نزلوا على بعد حوالي 700 متر تقريبا في ثلاثة اماكن ( شرقا وغربا وشمالا) ، ثم هجموا على القرية وتحديدا على مطرح ال الحرد التي تضم خمسة بيوت متجاورة .
وينفي علمه بوجود رهائن في المطرح .
لكن واثناء حديثي مع عدد من اهالي القرية هناك من اشار الى ان الرهينتين ( الصحفي الأمريكي لوك سومرز والجنوب افريقي بيير كوركي ) تم جلبهما الى القرية في نفس الليلة ( مساء الجمعة ) دون علم الاهالي على ان يتم نقلهما صباح اليوم التالي - السبت - الى مارب .
غير ان الاجهزة الاستخبارية كما يبدو كانت تترصد الخاطفين وبشكل مكثف خاصة في الثلاثة الايام الاخيرة لتنفيذ العملية .
وهكذا فان التفسير المنطقي والاقرب الى الحقيقة والواقع ان قرية المطلع وخاصة مطرح ال الحرد لم تكن الا محطة ترانزيت مؤقتة ومحددة بساعات ، خاصة وان المنطقة مفتوحة وليست مؤمنة للقاعدة ، كما انها ليست ببعيد عن الطرق العامة ، ولا بمنطقة جبلية وعرة او انها تقع بين الجبال ، فهل من المعقول ان تضع القاعدة رهينة بحجم الامريكي سومرز لعدة ايام في مكان سهل جدا اختراقه والوصول اليه بهذه السهولة في ظل اهتمام عالمي ومحلي كبير بمصير الرهينة .
ينفي العم مبارك ايضا نفيا قاطعا ان يكون جميع ابناءه في القاعدة باستثناء ابنه ( شيخ ) الذي يقول بانه مع القاعدة ، ويؤكد لنا ان ثمانية من القتلى في العملية مدنيين لاعلاقة لهم بالقاعدة .
وهذه النقطة الاخيرة يؤكد عليها جميع من التقينا بهم في القرية ، ويؤكدون ايضا انهم ضد أي نشاطات مسلحة في
منطقتهم .
شيخ قبيلة آل دغار الشيخ طارق الدغاري ، شاب ينظر اليه ابناء القبيلة باحترام وتقدير ، التقيت به في منزله في قرية اخرى من قرى وادي عبدان : ( وادي عبدان وادي كبير يضم عدد من القرى اهمها الصلبة وصلداه وامكداه ومعربة و المطلع ، وغيرها من القرى المتناثرة على طول الوادي ، وتسكنها قبيلة آل دغار ، وهذه القبيلة لها دور كبير في حفظ الامن والاستقرار طوال المراحل السابقة ، ولا يبرر انضمام بعض الاشخاص مع تيارات مسلحة ، ان تعاقب منطقة وقبيلة باكملها ، والقبيلة لها مواقف كبيرة في محاربة الجماعات المسلحة ".
سالته عن موقف القبيلة تجاه ما حدث : " نحن الان نتدارس في القبيلة ومع القبائل الاخرى القضية وما زلنا في نقاشات وحوارات مستفيضة حتى نتمكن من تحديد موقف معين ، ونتمنى ان لا تتجاهل الحكومة اليمنية ما حصل من سفك للدماء واستفزاز لمشاعر وحرمات المواطنين المدنيين )
بأي ذنب قتلت؟
اثناء زيارتي للقرية التقيت بعدد من اطفال آل الحرد ، اطفال ابرياء في عمر الزهور فقدوا ثمانية من اعز الناس اليهم .
" غدير" طفلة صغيرة على مشارف عامها الثالث ، قابلتنا بدموعها وبكاءها المستمر .. حالتها هكذا منذ رحيل والدها جمال مبارك الحرد في العملية ..
نعم والدها جمال شاب قضى نحبه في الحادث مع انه ليس له علاقة بالقاعدة ، بل على العكس هو واحد ممن شاركوا في الحرب على القاعدة ضمن قوات الجيش والامن في مفرق مديرية الصعيد قبل عدة اشهر ، غير ان وظيفته العسكرية لم تشفع له امام قوات النخبة الامريكية .
مثل "غدير" هنا اطفال آخرون من آل الحرد يتقاسمون الالم والمعاناة والحزن بعد ان فقدوا اباؤهم ..
ابناء قبيلة آل دغار كافة يوكدون لنا انهم لم يكونوا يوما الا مع الدولة ، وانهم مع النظام والقانون ، غير انهم يبدون امتعاضهم واستياءهم من الدولة اليمنية ، ويحملونها مسؤولية اساسية في ما حدث لهم من جريمة ضد الانسانية تمثلت في مقتل ثمانية من ابناءهم ابرياء ليس لهم علاقة بالجماعات المسلحة ..
ليلة رعب
"سند عيسى" امام مسجد ومدرس في مدرسة بقرية مجاورة لقرية المطلع ، يشير الى ان ما حدث تلك الليلة كان مرعبا للغاية وخاصة للاطفال والنساء .
ويضيف : " بعد انتهاء العملية ظلت الطائرات والمدافع الرشاشة تضرب وتمنع اهالي القرية من اسعاف المصابين ونقلهم الى المستشفيات ، ولم نتمكن من ذلك الا بعد مرور ساعات "
يقول سند " هناك من يحاول تصوير وادي عبدان وكانه ماؤى للجماعات المسلحة وهذا غير صحيح اطلاقا ".
حصار الاسئلة
خلال احاديثي مع عدد من ابناء القرية ، كانت لحظات الاسى والحزن والقهر تحاصرنا .. لكن ثمة حصار آخر يلاحقنا .. حصار الاسئلة وعلامات الاستفهام والتعجب ..
يتساءل احدهم : " هل حلال على امريكا ان تقتل ثمانية انفس بريئة مقابل انقاذ حياة نفس واحدة ؟".
ويضيف دغاري آخر : ( هل تجيز الشرائع السماوية والقوانين الوضعية طريقة العقاب الجماعي ؟".
ويتساءل ثالث : " لماذا لم تتفاوض الدولة اليمنية معنا ما دام تقول ان الرهائن كانوا موجودون لدينا ؟".
ويختم رابعهم : " لماذا لا تهتم الحكومة اليمنية بدماء شعبها ورعيتها مثل دول العالم الاخرى ؟"
الخلاصة
يقول الاهالي هنا " ما حدث جريمة جديدة من جرائم الولايات المتحدة الامريكية تضاف الى سجل جرائمها العديدة في اليمن "
هكذا اذن .. ثمانية انفس بريئة ذهبت ثمن لمغامرة هوليودية امريكية وتواطؤ حكومي يمني.
نسال الله الرحمة والجنة للشهداء .