الصحف المحلية ساعات إضافية للرئيس هادي المستقيل

عبده عايش-صنعاء

مكون الحراك الجنوبي الموقع على اتفاق السلم والشراكة انسحب نهائيا من الحوار مع الحوثيين، ورفض ما أسماها "شرعنة انقلاب الحوثيين" أو تشكيل مجلس رئاسي، وأكد تمسكه بشرعية الرئيس هادي، واعتبر الحوار مع الحوثيين يجري تحت التهديد بالسلاح

ركزت الصحف اليمنية الصادرة السبت على فشل المفاوضات الجارية بين القوى السياسية وجماعة الحوثي التي يرعاها مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر، وتحدثت عن تباين الرؤى بشأن كيفية الخروج من أزمة استقالة رئيس الجمهورية، والسعي لتشكيل مجلس رئاسي وعودة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، أو تولي مجلس النواب النظر في استقالة الرئيس وحسم القضية.

تحت عنوان "ساعات إضافية لهادي" نشرت صحيفة "اليمن اليوم" -التابعة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح- ما قالت إنه "آخر ظهور للرئيس المستقيل" عبد ربه منصور هادي وهو يرتدي الزي التقليدي اليمني، ويجلس بين اثنين من زواره بمنزله المحاصر من قبل مسلحي الحوثيين، الذين سيطروا الأسبوع الماضي على القصر الرئاسي وكافة مفاصل الدولة. وتحدثت الصحيفة عن انهيار مفاوضات القوى السياسية مع جماعة الحوثيين التي يرعاها المبعوث الأممي، وقالت إن المفاوضات انفضت أمس بالاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي، لكن المتفاوضين اختلفوا على تسمية الرئيس، وبينما يرفض حزب صالح المؤتمر الشعبي والحوثيون عودة الرئيس المستقيل، يصر تكتل أحزاب اللقاء المشترك على أن يكون هادي رئيسا للمجلس الرئاسي.

وكان مكوّن الحراك الجنوبي الموقع على اتفاق السلم والشراكة قد انسحب نهائيا من الحوار مع الحوثيين، ورفض ما أسماها "شرعنة انقلاب الحوثيين" أو تشكيل مجلس رئاسي، وأكد تمسكه بشرعية الرئيس هادي، واعتبر الحوار مع الحوثيين يجري تحت التهديد بالسلاح.

صحيفة الشارع تحدثت عن مسارات غير محسومة بشأن أزمة استقالة هادي (الجزيرة نت)
الدستور اليمني
كما أشارت صحيفة "اليمن اليوم" إلى رفض مجلس التعاون الخليجي تشكيل مجلس رئاسي باليمن، ونقلت عن الأمين العام للمجلس الخليجي عبد اللطيف الزياني القول إن السعي لتشكيل مجلس رئاسي في اليمن يتعارض مع الدستور اليمني، وأكد تمسك دول الخليج بشرعية الرئيس هادي.

من جانبها تحدثت يومية "الشارع" عن مسارات غير محسومة في المفاوضات بشأن الخروج من أزمة استقالة الرئيس هادي، وأشارت إلى انسحاب حزب صالح من الحوار، والذي رفض أي خروج عن المسار الدستوري لحل أزمة استقالة الرئيس هادي.

ونقلت عن الناطق باسم حزب المؤتمر الشعبي عبده الجندي تأكيده أن مجلس النواب هو المعني بالنظر في استقالة هادي كونه المؤسسة الدستورية الوحيدة في البلاد، وأشار إلى أن الرئيس المستقيل قدم استقالته إلى مجلس النواب، ولم يقدمها لجهة أخرى.

ويعتقد أن حزب صالح يسعى لاستعادة السلطة مجددا عبر نظر مجلس النواب في استقالة هادي، وفي حال قبولها يتولى رئيس البرلمان يحيى مهام الرئيس لمدة ستين يوما، تجرى بأعقابها انتخابات رئاسية وبرلمانية.

صحيفة الأولى تحدثت عن ما أسمتها بروفة الحرب في مأرب(الجزيرة نت)
الانتخابات الرئاسية
وتقول مصادر يمنية إن هذا المسار يخدم صالح الذي قد يدفع بنجله أحمد لانتخابات الرئاسة، وهو أكثر سيناريو يخطط له، في حين يعارض حلفاؤه الحوثيين ذلك ويسعون لتشكيل مجلس رئاسي يتحكمون به ولا يعيق استكمال سيطرتهم على الدولة والبلد.

من جهتها ركزت يومية "الأولى" على ما أسمتها "بروفة حرب في مأرب"، وأشارت إلى مقتل 4 وإصابة 3 في اشتباكات لمسلحين حوثيين مع قبائل الجدعان بمنطقة مجز بمحافظة مأرب، لكن وساطة قبلية أوقفت القتال أو توسعه.

كما أشارت إلى قيام قبائل بمأرب بمهاجمة معسكر كوفل اللواء 312 بقذائف الهاون في منطقة صرواح دون أن توقع إصابات بين الجنود، بينما سقطت قذيفة بجوار مكتب قائد المعسكر اللواء عبد الرب الشدادي.

ونقلت عن مصادر محلية أن من يقف وراء الهجوم على المعسكر هو نجل صالح بن قايد طعيمان، وكان ردة فعل على مقتل أخيه بقصف طائرة أميركية من دون طيار الأسبوع الماضي بمنطقة حريب بيحان بمحافظة شبوة.

صحيفة الجمهورية الحكومية دعا فيها الكاتب فتحي أبو النصر لاعتماد اليمن كهوية أساسية (الجزيرة نت)
غزو الحوثيين
يشار إلى أن آلاف المسلحين القبليين الرافضين لما يسمونه "غزو الحوثيين" لمحافظتهم يحتشدون في مطارح نخلا والسحيل ومواقع عدة استعدادا للتصدي للحوثيين، الذين يأملون في السيطرة على مأرب، الغنية بالنفط والغاز.

"اليمن كهوية أساسية"، تحت هذا العنوان قال الكاتب والشاعر فتحي أبو النصر في عموده اليومي بصحيفة "الجمهورية" الحكومية بوجوب أن لا يوجد في اليمن شعب سني أو شعب شيعي باعتباره تجريفا لا وطنيا.

وطالب بتفعيل قيمة الشعب اليمني أكثر من أية قيمة أخرى، إذ بغير ذلك سيسهل مرارا قهر اليمن ودحض آمال المواطنة المتبقية في روح كل يمني وطني حر يقاوم ما يحدث لبلده الأمين من عبث ولا مسؤولية.

واعتبر أبو النصر أن استدراج اليمن إلى الحالة العراقية عبر تصدير انتقامية الأوضاع الإقليمية إليه حسب ما هو واضح اليوم، أمر كارثي جدا في الوضع الراهن بالذات، حيث سيجعل كل الشعب اليمني دون استثناء يدفع الثمن فادحا، ولن يشفع التاريخ بالطبع للمتهاونين أو المتواطئين.

المصدر : الجزيرة