خواطر في البيئة .. والكون والجمال

خواطر تقدمها الدكتورة بلقيس صالح بن بريك

خواطر تقدمها الدكتورة بلقيس صالح بن بريك - أستاذة العلوم الغذائية المساعدة في كلية العلوم البيئية والأحياء البحرية بجامعة حضرموت عن البيئة والكون والجمال في سياحة فكرية .. تنقلنا عبر هذه الاطلالات عبر موقع جامعة حضرموت الإلكتروني:


  الشجرة هي الرئة الحقيقية للحياة في الكرة الأرضية! إنها تحافظ على التوازن البيئي لكوكبنا الأخضر! وهي الأمل والتفاؤل للبشرية التي لا تهتم سوى بالتوسع العمراني وترجيح كفة الإسمنت على حساب البيئة والمجال الاخضر. وفي المستقبل، ستنهار حياتنا إذا فرطنا في كل شجرة وشبر أخضر، ولن نجد ما سنأكل وما نستنشق، وسيفنى الإنسان وسينقرض كما انقرضت الديناصورات العملاقة التي لم تجد ما تقتاته من أعشاب كافية !
وفي هذا الجزء من هذه الحوارية تتجلى معاني الحفاظ على الشجرة والمساحة الخضراء :
ابن الحطاب وتمنح هذه الشجرة يا أبي كذلك للإنسان أكسجين العيش والبقاء كما حدثنا بذلك أستاذنا، ولا يمكن أن نحافظ على وجودنا في هذه البسيطة بدون هذه الشجرة، وإلا تحولنا إلى كائنات إسمنتية بلا روح ولا قلب كما قال شيخنا الحكيم !

الحكيم أحسنت يا بني! إن فوائد الشجرة كثيرة لاتعد ولا تحصى! لذلك علينا أن نحافظ عليها لأنها ثروتنا الباقية، وأن نحميها من التلوث والإتلاف والتبذير والقلع والتحطيب !

الحطاب سامحني يا أيها الحكيم الجليل! و يا ولدي العزيز، يا فلذة كبدي! لقد قررت ألا اقطع الأشجار وألا أحبطها أبدا، وسأبحث عن مورد للعيش دون أن اضر ببيئتي أو أدمر شجرة الحياة وإكسير البقاء !

ابن الحطاب ما رأيك يا أبي أن نزرع كل يوم شتائل وأشجارا خضراء لنعوض ما تم قطعه واحتطابه، ثم نثري الغابة بأشجار أخرى جديدة حتى تصبح غابة كثيفة وأنيقة في سربالها الأخضر يقصدها أهل البادية والمدينة للاستجمام واستنشاق الهواء العليل؟

الحطاب فكرة جيدة ورائعة يا بني، تستحق التنفيذ الآن وبكل سرعة. ولكن قبل ذلك سأعتذر لأختي، تلك الشجرة الجريحة الطيبة والكريمة في أعماقها .

الحطاب سامحني أيتها الشجرة الخضراء الكريمة! لقد آذيتك بفأسي وآلمتك كثيرا. وإني أحلف بالله : أن أكون فداك وأحميك من كل اعتداء وتلوث! وسأحميك بكل نفس ونفيس! ومن الآن فصاعدا جعلتك أختا لي لا يمكن أن أتخلى عنك !

الشجرة لقد سامحتك أيها الحطاب الطيب، وأثني كذلك ثناء جزيلا على ابنك الوفي المتعلم الذي أحبني حبا جما! وأشكرك كثيرا على إحساسك الصادق أيها الحطاب! وكم أتمنى أن نبقى أوفياء للطبيعة وأشجارها الخضراء، وأن نجعل شعارنا الدائم: " ليحيا البقاء بطبيعة النماء !"

يذيل هذا النص المسرحي بنشيد يردده الأطفال جميعا :

أحبوا الشجيرة ....!

صغـــــاري صغار كبــــــــاري كبار

أحبـــــــوا الورود بحمـــر الخــدود

أحبوا العيـــــــون وكل الغصـــــون

فهــــــاتي الفروع فنــــــــون البديــع

تعالـــــــــوا نغرد تعــــالوا نـــــردد

نشيــــــــد الطيور ولحــــــن الهــدير