محافظ الضالع: " الانتقالي" خطوة متقدمة جداً في توحيد شتات الجنوبيين

حاورته-أصلاح صالح

 

أواخر أبريل الماضي، أعلن محافظ الضالع، فضل الجعدي، المعين منتصف عام 2015، اعتكافه في منزله بسبب غياب الدعم الحكومي للمحافظة، قبل أن يعاود ممارسة عمله لاحقاً، مبرراً ذلك بأن «بقاءه لخدمة الناس في ظل هذه الظروف هو أفضل من تقديم الاستقالة»، وأن «خدمة الشهداء والجرحى، وتعزيز المتابعة والتعاون مع المنظمات، أفضل من لا شيء». اليوم، يؤكد الجعدي «استمرار غياب الدعم الحكومي»، وكذلك «الإسناد الأمني من قِبَل وزارة الداخلية». ولفت، في حوار مع «العربي»، إلى أن «الوضع الأمني لا يختلف عن غيره من المحافظات، عدا الدور الذي يقدمه الحزام الأمني والذي لم يصل إلى محافظتنا حتى الآن». بداية، كيف تقيّمون الوضع الأمني في محافظة الضالع؟ الوضع الأمني هو منظومة متكاملة في تعاطي الجهات العليا ممثلة بوزارة الداخلية من حيث دعمها وإسنادها للمؤسسات الأمنية، وهو ما لم نلمسه منها. في الضالع الوضع الأمني لا يختلف عن غيره من المحافظات، عدا ذلك الدور الذي يقدمه الحزام الأمني، والذي لم يصل إلى محافظتنا حتى الآن. في ظل هذا الضعف الأمني، هل ما تزال المجموعات المسلحة متسيدة المشهد في محافظة الضالع؟ الضالع كغيرها من المحافظات المحررة التي تعاني من تضخم في الجماعات المسلحة وأمراء الحرب، في ظل هشاشة الدولة ومؤسستها العسكرية والأمنية. بالنظر إلى ذلك، هل ثمة جديد في ملف دمج عناصر «المقاومة» بـ«الأمن والجيش» في المحافظة؟ هناك دمج حدث، وتبقى ثلاثة آلاف فرد لم يتم دمجهم حتى الآن. ماذا عن الوضع العسكري في شمال الضالع؟ هناك محاولات كثيرة للانقلابيين الحالمين بالعودة، غير أن صلابة المقاومة في مريس أحبطت كثيراً من تلك المحاولات، وآخرها قبل نصف شهر من الآن، حين حاولت الميليشيات التسلل إلى جبهة يعيس في مريس، واستطاعت المقاومة الباسلة تلقين الميليشيات درساً لن ينسى، وهو صمود سيخلده التاريخ. على المستوى الخدمي، هل أنتم راضون عن الدعم الحكومي للمحافظة؟ الدعم غير موجود لكي نرضى عنه أو نقيمه. في ظل غياب الدعم كما تتحدثون، كيف يبدو وضع الخدمات في المحافظة؟ الخدمات تعتمد على ما تقدمه لنا المنظمات في الجانب الصحي والتربوي والإغاثي، وما دون ذلك فهو عدم، نظراً لأن الحكومة لديها استراتيجيات أخرى. رافقتم مؤخراً أعضاء «الانتقالي» في حضرموت وشبوة، ما تقييمكم لأداء المجلس خلال الفترة الماضية؟ المجلس الانتقالي هو نتاج كفاحات طويلة خاضها الحراك الجنوبي، وتوجتها المقاومة بالانتصار على الانقلابيين وعصابات يوليو الأسود. وبالتالي، فهو يشكل خطوة متقدمة جداً في توحيد شتات الجنوبيين، ولا بد من الالتفاف حوله للوصول إلى الأهداف التي يحملها لاستعادة الدولة. ما هي رؤيتكم للحل في الجنوب؟ الحل هو ما يرتضيه ويختاره الشعب في الجنوب. كنتم اعتكفتم في منزلكم أواخر أبريل الماضي، ما أسباب تراجعكم عن الاستقالة؟ البقاء لخدمة الناس في ظل هذه الظروف هو أفضل من تقديم الاستقالة. خدمة الشهداء والجرحى، وتعزيز المتابعة والتعاون مع المنظمات التي تقدم الأدوية والإغاثات وبعض المشاريع، هو أمر جيد وأفضل من لا شيء.