أنصار الشريعة تنشر تفاصيل هامه عن أحدث الثلاثاءالساخن

عدن الحدث - صنعاء


"ثلاثاء ساخن" هو الوصف الأدق ليوم الثلاثاء الماضي الذي شهد ارتفاعا ملحوظا في درجة حرارة عمليات أنصار الشريعة في العاصمة اليمنية صنعاء.
وسائل إعلام محلية ودولية تناولت أحداث الثلاثاء واصفة إياه بـ"اليوم الدامي" نظرا لكثافة وتنوع الهجمات التي تعرض لها الحوثيون منذ صباح ذلك اليوم؛ والتي ذكرت وسائل الإعلام أنها كانت "سلسلة من خمسة تفجيرات قوية" هزت أنحاء العاصمة اليمنية.
ولعل نقل أحداث الثلاثاء الساخن بهذه الصورة التي أوردتها وسائل الإعلام يعد اختزالا شديدا لحقيقة الهجمات التي شنها أنصار الشريعة على أهداف للحوثيين من حيث الكم والكيف على السواء؛ إذ أن تلك الهجمات جاءت بعد اختراق المجاهدين لكافة التحصينات الأمنية للمنطقة المركزية بالعاصمة صنعاء حيث يقيم قياديو جماعة الحوثي في مربعها الأمني الممتد من منطقة القيادة والأركان مرورا بكلية الشرطة ووصولا إلى باب اليمن.
الأهداف السبعة
عمليات أنصار الشريعة في صنعاء الثلاثاء الماضي اشتملت على سبعة أهداف، والتي كان أولها استدراج المجاهدين لإحدى سيارات اللجان الشعبية الحوثية كي تطارد المجاهدين في شوارع العاصمة؛ حتى وصلت لمكان كان قد تم فيه نصب كمين مسبق لها؛ ليقع الحوثيان الاثنان اللذان في السيارة بفخ قاتل قبل أن يتم قتلهما وإلقاء جثتيهما بجوار "باب السباح" في حي التحرير؛ ليستخدم المجاهدون سيارة الحوثيين بعد ذلك في ضرب أهداف أخرى.
بعد التخلص من الحوثيين استقل المجاهدون السيارة وهي من طراز "برادو"، ثم وضعوا داخلها عددا من العبوات الناسفة لتوزيعها على أهداف للحوثيين في صنعاء، وقد ساعدت السيارة المجاهدين -بفضل الله- في المرور من جميع نقاط الحوثيين في العاصمة دون التعرض للتفتيش.
على الفور زرع المجاهدون عبوة ناسفة في منزل قيادي حوثي يقع بجوار نادي ضباط الشرطة في المربع الكائن ما بين مكتب رئاسة الجمهورية وكلية الشرطة؛ غير أن الله قدر اكتشافها قبل تفجيرها؛ لينتقل المجاهدون بعد ذلك لهدفهم الثالث، والذي كان زراعة عبوة ناسفة تزن خمسة عشر كيلو جراما من مادة "تي إن تي" المتفجرة في موقع متوسط بين منازل كل من الحوثي "عبد الله إبراهيم الوزير" رئيس تحرير صحيفة "البلاغ" الحوثية، والحوثي الدكتور "إسماعيل الوزير"، والحوثي "إبراهيم الوزير". وجميع هذه المنازل المتجاورة تقع في حي التحرير خلف كل من البنك المركزي وهيئة الطيران والأرصاد، وقد وفق الله بتفجير العبوة لتدمر بوابات ونوافذ المنازل الثلاثة وسيارات مالكيها.
عبوة خادعة
أما الهدف الرابع فقد كان زرع عبوة خادعة تزن ثمانية كيلو جرامات من الـ"تي إن تي" في ميدان حارة "بستان السلطان" بجوار سوق "عنقاد" المركزي بحي التحرير؛ ليكتشفها الحوثيون -وفق الخطة الموضوعة- ويبلغوا عنها خبراء المتفجرات الذين جاء منهم ضابطان يحمل كل منهما رتبة رائد، وبعد نزعهما الجزء العلوي من العبوة -ظانين أنهما نجحا في تفكيكها- فجرها المجاهدون لتحصد أربعة عشر شخصا بينهم ثلاثة قتلى هم الضابطان وحوثي؛ إضافة إلى أحد عشر حوثيا سقطوا مثخنين بجراحهم جراء التفجير.
من جانب آخر ركن المجاهدون دراجة نارية مفخخة بأربعة وثلاثين كيلو جراما من المتفجرات بجوار منزل قياديين حوثيين أحدهما هو "حسين الكبسي" والآخر يدعى "إسحاق"، وذلك بجوار سوق الذهب وخلف قبة المهدي بمنطقة باب السباح بحي التحرير. وعلى بعد عشرة أمتار من منزل القياديين الحوثيين؛ زرع المجاهدون كذلك عبوة ناسفة عنقودية تزن خمسة عشرة كيلو جراما في مقلب للقمامة؛ قبل أن يتم تفجيرهما بشكل مزدوج على تجمع للحوثيين ما أسفر عن سقوط خمسة قتلى واثني عشر مصابا من الحوثيين.
تفجير مزدوج
وفي ميدان "السائلة" كان الهدف السادس للمجاهدين عند مواقف السيارات بمدخل حارة "القاسم" وإلى جوار ساحة العروض المسرحية؛ حيث زرع المجاهدون أربع عبوات ناسفة مؤقتة قبل أن يفجروها على سيارات للحوثيين ما أدى إلى تدمير أكثر من عشر سيارات لهم.
بجوار كل من منزل "يحيى بدر الدين الحوثي"، و"المركز الوطني للتراث الصنعاني" بحارة "القاسم"، وعلى بعد ثلاثمائة متر من بوابة "باب اليمن"؛ كان الهدف السابع للمجاهدين متمثلا في منزل القيادي الحوثي "المروني"؛ حيث ركن المجاهدون دراجة نارية محملة بأكثر من ثلاثين كيلو جراما من المتفجرات؛ بالإضافة إلى زرع عبوة ناسفة عنقودية عند مدخل الشارع على بعد عشرة أمتار من الدراجة المفخخة.
فجر المجاهدون الدراجة النارية عن بعد ليتسبب الانفجار في إسقاط واجهة وتدمير منزل القيادي "المروني" جنبا إلى جنب مع تدمير واسع المدى لأربعة منازل مجاورة يمتلكها حوثيون من بينها منزل "يحيى الحوثي"؛ بالإضافة إلى تدمير سبع عشرة سيارة مملوكة للحوثيين أمام المنازل المستهدفة، وذلك قبل أن تهرع سبعة أطقم عسكرية محملة بمقاتلين حوثيين إلى موقع التفجير بعد لحظات من وقوعه ليفجر عليها المجاهدون العبوة العنقودية ويقتلوا ثلاثة عشر حوثيا ويصيبوا أكثر من عشرين آخرين.

إلى هنا انتهت هجمات أنصار الشريعة في يوم الثلاثاء الأبرز في صنعاء خلال الفترة الأخيرة؛ ولكن من الواضح أن هجماتهم لن تنتهي مستقبلا -بإذن الله- سواء في اليمن بشكل عام، أو عاصمته بشكل خاص طالما بقي العدو الثلاثي للمسلمين "أمريكا - الحوثيون - النظام اليمني" موجودا في البلاد، ولا أدل على ذلك من الهجمات التي شنها المجاهدون في كل من ولايات "لحج" و"البيضاء" و"حضرموت" و"صنعاء" ضد أهداف متعددة للحوثيين وجيشهم المتحوث خلال الثمانية والأربعين ساعة التالية لعمليات صنعاء. وهي هجمات تتجه –فيما يبدو- في طريق التصعيد وليس الانحسار بإذن الله.