تزايد حالات الإصابة بوباء الكوليرا في بيحان

الايام /تقرير/ أديب صالح العبد

تُعاني مديرية بيحان بمحافظة شبوة من انتشار كبير لوباء الكوليرا، والذي تزايد بشكل كبير في صفوف المواطنين، الذين بات يكتظ بهم مستشفى الشهيد الدفيعة بالمديرية، في ظل إهمال كبير وصمت من وزارة الصحة العامة والسكان، فيما يبذل كادر المستشفى جهداً لمعالجة المرضى، والعمل على الحد منه وفقاً لإمكانياته المحدودة. وأوضح مسؤول في قسم التثقيف الصحي، بمكتب الصحة العامة والسكان في المديرية د. عبدالله ناصر سلمان، أن الحالات التي وصلت إلى المستشفى 70 حالة، بينها أربع حالات تم تحويلها إلى مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، لمعاناتها من ارتفاع في وظائف الكلى، ولعدم توفر الإمكانيات في المستشفى لعلاجها. د. عبدالله ناصر د. عبدالله ناصر وأضاف: “مهمتنا تقوم على استقبال الحالات، وإجراء الفحوصات اللازمة وإعطائها السوائل الوريدية، والقيام بمتابعتها ومراقبتها، ولا توجد لدينا أي إمكانيات أو أي دعم حكومي من وزارة الصحة لمكافحة هذا الوباء، ومن خلال “الأيام” نوجّه مناشدة للوزارة ممثله بـ د. ناصر محسن باعوم، ومنظمة الصحة العالمية، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والهلال الأحمر الإماراتي بتزويد مستشفى بيحان بالأدوية والمعدات اللازمة لاحتواء هذا الوباء ومكافحته”. █ تحويل الحالات إلى عدن وأفاد منسق الترصد الوبائي، رئيس فريق الاستجابة السريعة في المديرية د. صالح محمد صالح السلطان، بأن “عدد الحالات المشتبه إصابتها بمرض الكوليرا، بموجب الفحص السريع، بلغت حتى 14 أبريل الجاري (64) حالة، منذ بدء ظهور أول حالة في 7 أبريل الحالي، تم تحويل ثلاث حالات منها إلى عدن، وثلاث أخرى إلى المكلا، وأخرى إلى عتق، بسبب ارتفاع وظائف الكلى لديها وعدم وجود الاختصاصي لمتابعة هذه الحالات، وكذا لتأخر نقلها إلا بعد أن يسوء وضعها الصحي أكثر”. وحول الترتيبات التي اتخذها مكتب الصحة في بيحان، تجاه هذا الوباء، أجاب د. السلطان بالقول: “تم عقد اجتماع لمكتب الصحة في المديرية حول هذا المرض، كما تم إنشاء، بخصوصه، غرفة عمليات لمتابعة الوباء والحد من انتشاره، وعملنا أيضاً على تجهيز قسم للعزل نتيجة لتزايد الحالات أكثر فأكثر، فيما قام فريق الاستجابة السريعة بالنزولات الميدانية إلى منازل الحالات المصابة، وتوعية الأهالي بطريقة انتقاله عبر المياه والأكل الملوث، وكذا الطريقة الصحيحة لمنع انتشار الوباء والقضاء عليه”. وأوضح السلطان، في تصريحه لـ “الأيام”، أن “الإمكانات لدى المكتب محدودة، وأبرزها ما يعاني منه قسم العزل من نقص في الأطباء والمعدات والأثاث وأدوات النظافة، وعدم وجود دورات للكادر الصحي في السياسة العلاجية والتعامل مع الحالات، والوضع الذي ينتشر ويستفحل فيه هذا الوباء بين الناس، أما بالنسبة إلى دور مكتب الصحة في المحافظة، فقد نزل فريق الترصد الوبائي في شبوة، ومنسق طوارئ في المحافظة لمنظمة الصحة العالمية، وقدم المشورات الطبية، ولكن كلها لا تفي بالغرض وتعتبر خطوة تنقصها خطوات أخرى”. وطالب مدير الترصد الوبائي وزارة الصحة والسكان بتزويد مستشفى بيحان بالكلور والسوائل الوريدية ومحلول الإرواء والفحص السريع وميديا الفحص الزراعي لعدم توفرها. █ افتقار للأدوية والكادر من جهته أشار مسؤول قسم الأمومة والطفولة بمستشفى بيحان، د. عبدالله عبدربه سلمان، إلى أن “المستشفى استقبل الحالات المشتبه بها، وعمل على عزلها في قسم خاص بالمرضى في قسم الأمومة والطفولة، والبالغ عددها 52 حالة، وإعطائهم العلاج اللازم، ومتابعة حالاتهم من قبل مناوبين، في ظل إمكانية ضعيفة لا تتعدى توفير بعض السوائل الوريدية وبعض العلاجات مثل محلول الإرواء والفحوصات، وللأسف الشديد إلى الآن لم يتم التجاوب معنا، ونناشد وزارة الصحة العامة، والمنظمات الدولية المعنية، ومركز الملك سلمان، والهلال الإماراتي بالنزول إلى المستشفى للاطلاع على ما ينقصه وتقديم الدعم الكامل له، كتوفير الأدوية وإنشاء مبنى وقسم خاص بشكل دائم، للتخلص من هذا الوباء ومعالجة المصابين بشكل سليم، فحالياً يتم معالجتهم في مبنى الأمومة والطفولة موقتاً للحفاظ على صحتهم، فضلاً عن افتقار هذا القسم للحمامات سوى من حمام واحد فقط يستخدمه الأطفال والنساء والرجال، ومن خلال “الأيام” نطالب بتوفير المياه المعقمة الخاصة بالشرب للمرضى والتغذية الجيدة لهم، كما أجدها فرصة لمناشدة المحافظ ووزير الصحة بعمل مختبر زراعي في المديرية بهدف التأكد من الحالات والاعتماد عليه وعمل حملات لتوعية المجتمع للوقاية من هذا الوباء”.