اليمن.. مأرب على أبواب حرب محتملة

مارب/متابعات


تبدو محافظة مأرب اليمنية على صفيح حرب وشيكة في ضوء استمرار حشد الحوثيين مليشياتهم في محيطها الشمالي والغربي واستعدادات القبائل للمواجهة وعدم خروج اللجنة الرئاسية بحلول عملية منذ أيام لنزع فتيل التوتر في المحافظة.

الكل يحشد، والقوى السياسية تلعب أوراقها بطريقة مكشوفة بما فيها بعض مراكز قوى النظام السابق، لتجعل من مأرب ساحة منازلة وتصفية حسابات قديمة وجديدة لم تتمكن من تصفيتها في العاصمة صنعاء.

وثمة جهود تبذلها لجنة بقيادة وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي منذ أيام لمنع انزلاق الأوضاع إلى المواجهة بين قبائل مأرب وإخوانها ممثلين بتجمع الإصلاح والقاعدة من جهة، وبين الحوثيين من جهة أخرى، الذين يواصلون حشد مليشياتهم في الجهتين الشمالية والغربية من المحافظة، تصطدم هذه الجهود بأجندات سياسية وتصفية حسابات تاريخية سياسية ومذهبية وقبلية تقف وراء التحضيرات المستمرة لحرب قد تطول.

وترفض قبائل مأرب أن يصفها الحوثيون بالتطرف أو الإجرام، وتتوعدهم بمعركة النهاية، ويضاعف من حجم التحدي أن مأرب السنية لها أهميتها الاستراتيجية الاقتصادية والمذهبية، وربما تكون ساحة معركة فاصلة وموازية لمعركة رداع بمحافظة البيضاء المجاورة، حيث لا توفر كلتا المحافظتين السنيتين حاضنة للحوثيين، بيد أن احتمالات الاختراق من قبل الرئيس السابق علي صالح للقبائل كما حدث في رداع سيصب في مصلحة الحوثيين بحكم العلاقة التحالفية معهم.

ويرى مراقبون أن مأرب تختلف عن باقي المحافظات اليمنية قبليا وعسكرين ولذلك يقف الحوثيون أمام خيارين إما التراجع والانكسار في كامل اليمن، أو المغامرة في المواجهة، وهي لا شك بداية حرب أهلية حقيقية قد تطول لأن الحوثيين يتحركون في إطار مشروع يتجاوز حدود مأرب إلى حضرموت والجنوب لتحقيق مكاسب للحليف الإقليمي إيران الذي يتحاور مع إخوان اليمن عبر الحوثيين بيد ويضربهم باليد الأخرى. 

وتؤكد المؤشرات على الأرض أن بعض رموز مراكز قوى النظام السابق تحاول العودة إلى الحلبة عبر مأرب بعد أن أقصيت في صنعاء، ويرجح مراقبون أن المعركة هذه المرة ستكون أيضا حرب استنزاف للحوثيين والإصلاح ورموز من النظام السابق، وسيكون تنظيم القاعدة هو المستفيد الوحيد في ضوء التماهي بينه وبين قبائل المحافظة بحجة مواجهة المد الحوثي- الإيراني.