الاتفاق ضربة قاصمة على الحوثيين

الرياض-البيان

جمع خبراء ومحللون سياسيون سعوديون في تصريحات لـ«البيان» على أن اليمن أصبح على مشارف مرحلة جديدة من العمل الموحد لمواجهة الإرهاب الحوثي والتوجه نحو بناء الدولة اليمنية بمكوناتها السياسية والعسكرية الرئيسة بعد أن تم توقيع اتفاق الرياض. وقالوا إن الاتفاق طوى صفحة من الخلافات المريرة التي شرخت النسيج السياسي والمجتمعي اليمني، وصحح اتجاه البوصلة نحو مواجهة الحوثي ومن خلفه المشروع الإيراني والإخواني، واستئناف عمليات التنمية والبناء، وخاصة في المحافظات المحررة جنوبي البلاد. وأكد الخبير السياسي وعضو مجلس الشورى السعودي السابق د. عبدالله آل الزلفة أن الاتفاق، الذي تضمن بين بنوده العديدة توحيد كافة الفصائل العسكرية تحت سلطة وزارتي الداخلية والدفاع وتشكيل حكومة كفاءة بالمناصفة بين شمالي اليمن وجنوبيه، يمثل نقلة مهمة وتاريخية في عمل الحكومة والتحالف العربي لدعم الشرعية. مشيراً، في تصريحات لـ«البيان»، إلى أن اتفاق الرياض يمثل ضربة موجعة للميليشيا الحوثية وللنظام الإيراني الذي يقف وراءها كونه سيوحد الجهود اليمنية بكافة مكوناتها ضدها، كما سيعزز من كفاءة تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين اليمنيين. وأضاف آل الزلفة إن اتفاق الرياض يعيد الثقة والتقدير الداخلي والإقليمي للدور الذي لعبته قوى الحراك الجنوبي في هزيمة الحوثيين في محافظات الجنوب، حيث كان الجنوبيون أول من شاركوا في عاصفة الحزم لدحر الحوثيين عن المناطق اليمنية، وقاتلوا على قلب رجل واحد لصد الغزو الحوثي ودحره، وتحصين أرض الجنوب من شروره، وتأمين المنطقة كلها ضد سطوة إيران. ومن جهته، عدّ د. عبدالله عساف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك سعود، أن اتفاق الرياض عمل سياسي جبار أنجزته كل من السعودية والإمارات ويؤكد نجاح التحالف في احتواء أي خلاف يمني يمني يستفيد منه العدو الحوثي، ويدعم الحكومة اليمنية داخلياً وإقليمياً ودولياً، كما يرسم خارطة طريق لتطبيع الحياة في المناطق المحررة أمنياً واقتصادياً، ودعم الجبهات ضد الانقلابيين الحوثيين، كما يوحد الجهود تحت قيادة تحالف دعم الشرعية لإنهاء انقلاب ميليشيا الحوثي، ومواجهة الإرهاب. أكد عبدالعزيز بن فهد السياري، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة المجمعة، أن جدية الأطراف الموقعة على اتفاق الرياض، انعكست في تحديد جداول زمنية محددة باليوم والشهر لتنفيذ الترتيبات السياسية والعسكرية المنصوص عليها في الاتفاق، ما يمنع أي محاولات لتمييع أو التهرب من تنفيذ الاتفاق أو الالتفاف عليه، ما يوحد الجهود العسكرية ضد الحوثيين والتنظيمات الإرهابية الأخرى مثل القاعدة وداعش. وأضاف السياري إن الاتفاق يؤسس لمرحلة جديدة تنتظر العاصمة اليمنية المؤقتة عدن والمناطق المحررة في الجنوب بعد بدء عملية إعادة انتشار وتموضع قوات التحالف في عدن