علي البخيتي/ في حوار مع جريدة الشرق الأوسط | مسألة أستقلال الجنوب مؤجلة بسبب تعدد حاملي القرار

عدن الحدث| متابعات


قال السياسي المستقيل عن المكتب السياسي التابع لجماعة انصار الله الحوثيين علي البخيتي/ في حوار مع جريدة الشرق الأوسط: أن مسألة أستقلال الجنوب مؤجلة بسبب تعدد حاملي القرار.



نص الحوار الذي أجرته صحيفة الشرق الأوسط مع الصحفية أسماء الغابري / جدة.

إلى أين يسير المشهد اليمني؟
المشهد يسير الى المجهول على المستوى الأمني والاقتصادي وحتى على مستوى وحدة البلد.
وهل سنشهد انقسام بين الشمال والجنوب؟
الانفصال في الجنوب قرار مؤجل بسبب تعدد الحامل السياسي للقضية الجنوبية وتعدد الرؤوس، وتعدد القضايا أيضاً فلم تعد القضية الجنوبية هي المشترك الجامع للجنوبيين وأصبحت لكل منطقة وتيار سياسي أو مركز نفوذ تاريخي قضيته الخاصة، وهذا بدوره قد لا يعيد الجنوب الى ما قبل عام 90م بل الى ما قبل عام 67م، والانفصال في الجنوب ليس حلاً انما بداية لمشكلة وحروب داخلية جنوبية على السلطة والثروة وما قد يترافق معها من تمدد للقاعدة والمجموعات الارهابية الأخرى وهذا ليس في صالح أحد لا الجنوب والجنوبيين ولا الشمال وليس في صالح دول الخليج المجاورة للجنوب لأنها أول من سيكتوي بنار الحروب والصراعات وتمدد القاعدة.
ما رأيك بالإعلان الدستوري الذي أعلن عنه الحوثيين أمس؟
هو اعلان انقلابي كامل الأركان، انقلاب على كل التوافقات التي تمت خلال المرحلة الماضية ومنها مخرجات مؤتمر الحوار واتفاق السلم والشراكة وانقلاب على المحادثات الأخيرة التي رعاها بن عمر حتى عشية الانقلاب.
برأيك هل الحوثيين والتسليح الذين يمتلكونه يكون بدعم خارجي؟
اليمن من أهم اسواق تهريب الأسلحة في المنطقة وكان يشرف على الكثير من تلك العمليات قيادات امنية وعسكرية مهمة ومافيا متكاملة مع الأجهزة الرسمية، وسلاح الحوثي خليط من السوق المحلي ومن أسلحة الجيش التي استولى عليها عند المعاك أو عبر تفاهمات مع بعض القيادات أو عبر استيلائه على السلطة مؤخراً، ولا أميل الى تصديق الروايات الرسمية عن امداد ايراني له بالسلاح مباشرة وبالأخص مع الحصار المضروب على ايران والحصار المضروب على الموانئ اليمنية من قبل الاسطول الأمريكي والسعودي، ومن الاسهل للإيرانيين ارسال الأموال وما على الحوثي الا شراء الأسلحة من السوق المحلي ومن الجيش مباشرة، فاحدث الأسلحة والأجهزة التي كان يشتريها الجيش اليمني تظهر في المعارك مع الحوثيين قبل ان تتسلمها الوحدات الرسمية وتستخدمها.
هل فشل المبعوث الأممي جمال بن عمر في مهمته؟
إذا لم تحصل معجزة تعيد الحياة للعملية السياسية فانه وبعد الانقلاب الحوثي عليها نعم يمكن أن نقول أن مهمته أفشلت تماماً.
لو فعّلت المبادرة الخليجية، هل سيكون اليمن في بر الأمان؟
المبادرة الخليجية كانت حل مرحلي لأزمة وقد انتجت لنا حلاً دائماً ممثلاً في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
هل الحوثيين ينفذون أجنده خارجية لدول معينة؟ وهل اختيار الرئيس بطلب من استخبارات خارجية؟
الحوثيين حركة محلية لها ارتباطات وعلاقات خارجية مثلها مثل بقية التيارات السياسية اليمنية ولا شك أن هناك تأثير لصراع المحاور في المنطقة على مسار عملها السياسي لكن مسألة اختيار رئيس باعتقادي أنه قرار داخلي يتخذه عبدالملك الحوثي شخصياً.
هل أصبح الوزراء اليمنيين مجبورين على أعمالهم تحت رآية الإعلان الدستوري مع الحوثيين؟
اذا استمرت الأوضاع كما هي عليه الأن واستفرد أنصار الله "الحوثيين" بالحكم فان الوزراء أو أي مسؤولين لن يكون بإمكانهم تمرير اي قرار دون أن يمر عبر اللجان الحوثية المنتشرة في الوزارات ومختلف المؤسسات الحكومية، وباعتقادي أن الوزير أو المسؤول سيكون فقط مجرد "أرجوز" أو " دمية" بيد ممثل الحوثيين في مكان عمله.
هل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لا يزال يدعم الحوثيين على الرغم أنه انتقد الإعلان الدستوري؟
لم يكن بمقدور الرئيس السابق ولا خيار له الا السكوت عن قيادات حزبه والمشايخ الموالين له عند تعاونهم مع الحوثيين ان لم يكن هو من دفعهم الى ذلك في مواجهة خصومه، لأنه كان يخوض معركة انتقام من علي محسن والاخوان وأولاد الأحمر، وهي نفس معركة الحوثيين، وبالتالي يمكننا القول أن الهدف المشترك جمعهم مع عمق الخلاف والكره بينه وبين الحوثي الذي يعرف ان صالح هو قاتل اخوه مؤسس الحركة حسين الحوثي، وكما جمعتهم المصلحة المشتركة قد يفرقهم تباين وتعارض المصالح.
ماسبب انشقاقك عن جماعة الحوثي؟ (باستفاضة)
لا اعتبر خروجي من الجماعة انشقاقاً فلم اكن يوماً منتمياً لجناحها الديني، أنا أميل للمدنية "العلمانية" و كنت في تحالف سياسي مع الجماعة على اهداف محددة وعلى رأسها اسقاط مراكز النفوذ التي حكمت اليمن وادارته بالحروب والأزمات الداخلية، اضافة الى أني كنت ممثلاً لها في مؤتمر الحوار وقد ساهمت مع زملائي بدفع الجماعة الى تقديم رؤية سياسية مدنية -لا دينية- لبناء الدولة في اليمن، وكانت الرؤية التي قدمت باسم أنصار الله "الحوثيين" في مؤتمر الحوار رائعة جداً ولا تمت بصلة الى الفكرة الدينية ونظرية الحكم التي تؤمن بها الحركة، وكانت هذه الرؤيا بمثابة العقد الاجتماعي بيني وبين الحركة والجامع المشترك لنا، وقد صرحت بهذا الأمر مراراً وتكراراً قبل استقالتي بأشهر طويلة أنه متى ما انقلبت الحركة على الرؤيا التي قدمتها في مؤتمر الحوار فاني لن أكون معها، وقلت هذا في اكثر من لقاء تلفزيوني عندما كنت اُسأل عن سر ارتباطي بحركة دينية مع وضوح ميولي العلمانية، وبدأ الخلاف بيني وبينهم يوم 22 سبتمبر الماضي بعد يوم واحد من دخول صنعاء، حيث شعرت ان هناك اخطاء وانتهاكات تم ارتكابها سعيت جاهداً الى معالجة الكثير منها وقد عملت تصريح يوم 23 سبتمبر اثار ضجة كبيرة واعتكفت بعدة لأيام احتجاجاً على تلك الممارسات، وبعدها عدت الى العمل حتى اواجه الأخطاء والتجاوزات بعد ان شعرت ان اعتكافي هروب من المسؤولية، وزاد المنتقدون والمحرضون علي من داخل الحركة في الفترة الأخيرة وبالأخص بعد منعي لعناصر من الجماعة من اقتحام منزل زوجة حميد الأحمر، ومع زيادة التحريض علي داخل الجماعة واتهامي بالانقلاب عليها بسبب سيل من المقالات كتبتها نقداً لأدائها في صنعاء ومهاجمة لتجاوزاتها واخطاءها وبسبب تدهور الأوضاع واعلان استقالة رئيس الجمهورية والحكومة فضلت ان استقيل ل امارس الكتابة والنقد لها ولكل من في السلطة وانا خارج صفوف الجناح السياسي للجماعة، اضافة الى اني سأحاول من موقعي الجديد العمل على ايجاد حلول للمشاكل والأزمات السياسية والتوفيق بين مختلف التيارات وانا متحلل من عبئ الانتماء لتيار سياسي معين، والخلاصة أني شعرت منذ يوم 21 سبتمبر أني لم اعد شريكاً في صنع سياسة الحركة كما كنت خلال مؤتمر الحوار وما بعده، وانا بطبيعتي لا اقبل الا ان اكون شريك ولا اقبل أن اكون تابعاً وبالأخص أني متحلل من اي تبعية دينية للجماعة تجعلني اؤمن بثقافة السمع والطاعة كما يؤمن به أغلب من في الجماعة بحكم ارتباطهم العقائدي بها وبقيادتها ممثلة في الاخ عبدالملك الحوثي، اضافة الى أني متعود على نقد اي سلطة ولا استطيع الا ان اكون معارضاً او شريكاً رئيسياً في قرار السلطة وبالتالي فأنا ثابت في مكاني والحركة تغير موقعها من معاضة الى سلطة في الايام الأخيرة.
ما هو ردك على من يشكك في ذلك ويقول بان انشقاقك جاء بناء على أوامر مباشرة من زعيم الجماعة لأجندة سياسية؟
نظرية المؤامرة تتحكم في العقل العربي وليس اليمني فقط ولست معنياً بالرد على تلك السطحية في التفكير، فمواقفي الناقدة للجماعة منذ وقت مبكر اضافة الى كتاباتي خلال السنوات الماضية تدل على استقلالية شخصيتي، كما ان مواقفي الأخيرة من الاعلان الأخير واعتباري انه انقلاب سبق كل مواقف القوى والاحزاب السياسية والشخصيات المعارضة للحوثيين.