التربوي الجليل في العناية المركزة!

بقلم / فهد سالم الطوسلي

تعرض الأستاذ القدير منصور احمد خشاع، مدير مدرسة المصينعة للتعليم الاساسي في مديرية الصعيد، بمحافظة شبوة لجلطة دماغية ادخلته في غيبوبة، تم على إثرها نقله لعدد من مستشفيات المحافظة، ثم اسعف إلى المكلا مساء الثلاثاء، ويرقد حاليا في العناية المركزة بمستشفى ابن سيناء نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمن عليه بالشفاء العاجل. تعود تلك الأزمة المرضية التي حلت بالتربوي القدير إلى حادثة سرقة تعرضت لها مدرسة المصينعة مساء الاثنين الماضي، وعلى اثرها فقدت سبعة أجهزة كمبيوتر محمولة، وكان الاكثر من بين زملائه شعورا بالغضب والاسى للحادثة التي فتح لها قسم الشرطة في مديرية الصعيد التحقيقات لمعرفة الجاني، وذكر مصدر امني بأنه بعد اطلاع الجهات المختصة على الموقع تبين انه لا توجد اي علامات كسر للأبواب او أعمال تخريبية في المدرسة، علما أن المدرسة قد تعرضت لحادثة سابقة، وهو الأمر الذي أدخل الغضب والوجع في نفسية ذلك التربوي القدير، وأصابه الهم من تكرار تلك الأعمال المخلة المستهدفة لمدرسة تعليم أساسي جل تلاميذها من احباب الله. من هنا نجدها فرصة للتأكيد على واجب قيام قيادة مكتب التربية والتعليم بالمحافظه، وقيادة السلطة المحلية بالمحافظه القيام بواجباتها الوظيفية والإنسانية والأخلاقية تجاه الأستاذ منصور خشاع، الذي خدم في الحقل التربوي لأربعة عقود و اشتهر بقوة شخصيته وهو مدير حسام وصارم يخافه المعلمين والطلاب ومن بين افضل المدراء المعترف بحسن ادارتهم من قبل قيادة مكتب التربية بالمحافظة. كان أستاذنا الجليل قريباً من الناس وحريصاً على مجتمعه ، ورجلاً معطاءً، أفنى حياته في الحقل التربوي يبذل المعروف ويسابق في الخير، وينافس في خدمة الآخرين. ليست هذه السجايا والصفات وحدها يمتلكها الأستاذ الجليل منصور، بل كان يسعى دوماً في عمله وبين زملائه للبناء والعطاء بهمة وطموح ملهماً ومعلماً وداعماً ومتبنياً للمواهب ومشجعاً للإبداعات ، مقدراً لرسالة التعليم السامية وقيمة التربية العالية ومستشعراً المسؤولية الكبرى تجاه دينه ووطنه وطلابه ومجتمعه، كان نموذجاً جلياً للمعلم الصادق والأب الرحيم والتربوي المثابر والمسؤول الأمين داخل المدارس وخارجها. نسأل المولى العلي القدير أن يشفيه ويعيده سالما غانما لكل محبيه وطلابه ومدرسته التي أحبها وكانت سببا في وجعه ومرضه، لأنه لم يحتمل رؤيتها وهي تتعرض لحوادث السطو والسرقة المتكررة، فلله درك من أستاذ جليل وهب حياته ووقته، ومن واجبنا عليه أن نوفيه التبجيلا فقد كاد أن يكون رسولا!.