رحيل رجل البر و الإحسان : عبدالله بن حسن بن سالمين بن غداوي .

شبوة - خاص

بسم الله الرحيم الرحيم رحيل رجل البر و الإحسان : عبدالله بن حسن بن سالمين بن غداوي . قال ـ تعالى ـ { يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضيةً مرضيةً فادخلي في عبادي وادخلي جنتي } صدق الله العظيم . في المجتمعات البشرية شمعاتٌ تضيء ظلمات تلك المجتمعات ، و تنير طرقاتها ، و تُعلي من شأن أفرادها ، و تشيد أوطانها في الفكر و الأخلاق ، و في البناء و العمران ، و تظلّ تلك الشمعاتُ المنيرة مشرقةً في حياة تلك المجتمعات ، و مشعّةً في مماتها بما رسمته من مسالك الخير ، و معالم البناء ، ودروب الأحلام التي تُلهم الأجيال قيمً النبل ، و شيمَ الإباء ، ومُثُلَ الحق و العدل و الإخاء . و من تلك الشخصيات النبيلة الشيخ : عبدالله بن حسن بن سالمين بن غداوي ؛ ذلك الشيخ الذي ولد في صحيفة ابن عبود في مديرية عتق من محافظة شبوة عام 1930 م ، و توفاه الله يوم الأربعاء 20 يناير 2021 م ، و بين الميلاد و الوفاة حياةٌ مليئةٌ بمواقفها المختلفة ما بين شقاءٍ و سعادة، و حزنٍ و فرح ، و ألمٍ و بهجة ، و ظلامٍ و ضياء ، و كان الوالد المرحوم يلج مواقفها و يخرج ممتلئاً بالصبر و الحكمة . و الأمرُ البارزُ و المجهول الذي لا يعرفه بعضهم في حياة المرحوم ؛ فالشيخ عبدالله و أخوه علي قد عاشا حياةَ يُتْمٍ و حرمان و فقدان ، و هما صغيران في عمر الزهور ، افتقدا الحنان الأبوي ، و الرعاية العائلية التي يمسك زمامها الأب بإرشاده و إطعامه و حمايته ، و لكنهما شقا طريقها في صخور الحياة الصلبة في مراحل عمريهما المختلفة ، و استطاعا أن يأخذا من تلك الحياة الصعبة ما يُقيم حياتهما شابين حتى وصلا إلى مرحلة الرجولة ؛ و الرجولة المبكرة التي صقلتها تجاربُ الحياة الصعبة ، فكان لهما ما أراداه من أعمالٍ و مساعي خير . و قد بدأ الرجلُ حياته بالاشتغال في الأرض ، و قام بشراء حراثة نوع ( فركسن ) ، واشتغل بها في البلاد مدةً طويلةً من الزمن ، ثم هاجر إلى السعودية في بداية السبعينيات ، و اشتغل مع رجل الأعمال الحضرمي المشهور محمد عوض بن لاذن في شق طريق الهدى في الطايف ، ثم أسس في الرياض ورشة حدادة في شارع الأربعين في الصناعية القديمة بالرياض ، و استفاد منها فائدةً كبيرة ، نفعته في تنفيذ مشاريع أخرى ، منها ؛ مشروع محل قطع غيار سيارات ، و مشروع شق طرقات في حفر الباطن و الدمام و مكة المكرمة ، و غيرها من المشاريع من مناطق المملكة . و بعد أزمة الخليج الأولى عام 1990 م فتح هو و أخوه محلّين لقطع غيار السيارات في عتق ، ثم قام بتأسيس محطة شبوة للغاز المسال منفرداً ، و هي أو محطة غاز مسال في محافظة شبوة ، و هي تموّن جميع مديرات المحافظة بالغاز المنزلي . ثم سافر إلى عدن مستثمراً بعد حرب 1994 م هو و أولاده الثلاثة ؛ حسن و علي و محسن ، و أسسوا أحواض مملاح ( مشهور ) المكوّن من عددٍ من الأحواض ، وذلك لإنتاج الملح البحري ، و أنشأ كذلك مصنعاً لتكرير الملح البحري و إنتاجه و توزيعه على محافظات عدن و لحج و شبوة و حضرموت ، وغيرهن من المحافظات . و كان لديه في عام 2015 م مشروعُ ( حقول تربية الأحياء البحرية و إنتاجها ) ، و لكن الحرب الحوثية حالت دون ذلك ، فضلاً عن ارتفاع أسعار الوقود ، و اضطراب أسعار العملات ، و تدهور الحالة الأمنية ، لذلك خرج هو و أولاده إلى شبوة للاستثمار فيها حيث أقاموا : ـ كسارة الحجارة في نعضة ـ مصنع القمة للبلك على طريق با كبيرة. ـ خلاطة إعمار للإسمنت على طريق با كبيرة . و كانت لديه أفكارٌ عديدة لمشاريعَ مختلفة ، منها : مصنع للمياه المعدنية ، و مصنع للبلاط ، و مصنع للرخام ، و لكن المنية عاجلته قبل أن يحقق تلك المشاريع ، و إن شاء الله ـ تعالى ـ أن يتم تحقيق تلك المشاريع علي أيدي أولاده الكرام . و في الختام ؛ نتمنى من المولى ـ عز و جل ـ أن يُحسنَ مثواه فقد كان رجلَ أعمال ناجحاً و أميناً ، و كان رجلَ خيرٍ ؛ يسعى لإسعاد الآخرين ، و يُعدّ مُصلحاً اجتماعياً له حضورٌ في كثيرٍ من القضايا مما جعله شخصيةً معروفة و محببة عند كل من يعرفونه . رحم الله الوالد عبدالله رحمةً واسعة ، و أدخله فسيح جناته ، و ألهم أهله و ذويه الصبر و السلوان ، إنا لله و إنا إليه راجعون

. الدكتور مسعد مسرور و الدكتور ناصر العيشي . 25 يناير 2021 م