عاجل /معين/ الاحتقانات بين المواطنين كبيرة وعلى الأشقاء والأصدقاء تقديم الدعم العاجل لوقف الانهيار الاقتصادي

عدن الحدث..
 ل  
قال رئيس الوزراء معين عبدالملك، إن الاحتقانات بين المواطنين كبيرة بسبب انهيار الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها المجتمع.
وأضاف خلال ترؤوسه، اليوم الأربعاء، في مبنى ديوان محافظة عدن، اجتماعاً لقيادة وأعضاء السلطة المحلية والمكتب التنفيذي بالعاصمة المؤقتة عدن، أن الاحتقانات موجودة بكل مكان، وعلينا جميعاً التعامل بمسؤولية مع ذلك.
وتابع أن “هذه الحكومة تشكلت بموجب اتفاق الرياض وهناك استحقاقات، ومن الصعب القيام بإصلاحات دون وجود دعم، وعلى أشقائنا وأصدقائنا تقديم الدعم العاجل والسريع وهو ما سيساعدنا ويساعد المواطنين، واذا استمر التدهور فهو يقوض أي إصلاحات نقوم بها ويهددها”.
واستعرض عبدالملك، الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطن حاليا، التي قال إنها “سحقت قدرته حتى على توفير قوت يومه”.
ولفت إلى أنه من المهم العودة إلى الأسباب التي أوصلت البلاد إلى هذا الوضع المزري، وكيف يمكن توفير سبل العيش الكريم للمواطن، مؤكداً أن هذا هو التحدي الذي ستخوضه الحكومة والسلطة المحلية على الأرض مهما كانت التحديات، ولا يمكن التخلي عن هذه المسؤولية تحت أي ظرف.
وأوضح أن اليمن تعيش في مرحلة طوارئ وهو ما يحتم على الحكومة أن تطور من أدائها واتخاذ إجراءات استثنائية تتواكب مع التحديات القائمة، وعدم الركون الى العمل بنفس الإيقاع القديم. وفق وكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
وتطرق إلى الإصلاحات التي تنفذها الحكومة رغم كل التحديات القائمة جراء الحرب أو وجود قوى مختلفة، والتي تحاول كل على حده في الحفاظ على مساحة نفوذها، وهذه حقائق على الأرض، ونعمل بكل جهد على تحويل هذه الأمور والتوازنات لمصلحة قوة الدولة ومؤسساتها.
كما أشار إلى أن الحكومة أنجزت إصلاحات وأبرزها في ضبط الإيرادات المركزية ورفعها وتقليص الاعتماد على الإصدار النقدي المكشوف.
وقال إن “هناك إصلاحات كبيرة في المنظومة المالية والنقدية، وهذا يتطلب استقرار سياسي، وكل ما نمضي في إصلاحات هذا يستفز مراكز قوى معينة، وهذا ليس استعراض بل هي إجراءات تسير بوتيرة ثابتة وتحتاج الى صبر لنرى نتائجها”.
وإذ لفت إلى أن هناك حملة ممنهجة لإثارة الإحباط بين المواطنين واختلاق الاشاعات. أكد على أن هناك حرباً إعلامية ضد الحكومة تقف ورائها القوى التي ترى في الإصلاحات تهديد لمصالحها الشخصية.
وهنأ رئيس الوزراء الشعب اليمني العظيم في الداخل والخارج بذكرى العيد 54 للاستقلال الوطني المجيد 30 نوفمبر. موضحاً أن مدينة عدن كانت أيقونة هذا النضال الذي تجسدت فيه كل حركات القوى الوطنية لتحقيق هذا الإنجاز، في رمزية أساسية هي الحرية باعتبارها ليست اختيار وانما قدر لمن ناضل وقاتل في سبيلها.
وأشار إلى أن عدن لازالت تعاني من آثار الحرب والدمار جراء الحرب الحوثية في 2015م، وفقدت عدد من أبنائها ومازالت تناضل في معركة الاستقرار والبناء والانتصار على الإرهاب وستنتصر وينتصر معها الوطن من أقصاه الى أقصاه.
وقال إن “مشكلة اليمن الأساسية التي تمس سيادته ووحدته هي من الطرف الاخر في مليشيا الحوثي الانقلابية أكبر حركة إرهابية مليشياوية”.
وتطرق إلى التحديات الراهنة التي تواجهها عدن منذ عام 2015، والخطط التي وضعت لترميم آثار الحرب وإعادة الاعمار في مختلف مديرياتها وحصر الأضرار، وما يمكن القيام به لتجاوز المعوقات التي سادت خلال الفترة الماضية.
واستطرد: في العام 2015 لم يكن هناك خيار للناس في عدن غير حمل بنادقهم والقتال مدركين أن الحرية ليست خياراً بل هي قدراً لمن يريد أن يعيش بحرية وكرامة وسيادة، ووقف إلى جانبنا الاشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية وقدموا معنا التضحيات وامتزجت دماؤهم بدمائنا من المملكة والامارات والسودان والبحرين من عدن إلى باب المندب إلى مارب، في معركة مصيرية ووجودية للعرب جميعا”.
 وأردف: أن مأرب اليوم تقاتل في معركة وطنية للانتصار لليمن كلها بعد أن تحولت من مدينة صغيرة إلى ملتقى يجمع كل أبناء الوطن وأنشأت فيها الجامعات ودبت فيها الحركة والحياة، فقتالنا هو مشروع حياة أمام مشاريع الموت الحوثية.
وأكد أن عدن لها وضع خاص ليست لأنها العاصمة الاقتصادية، لكنها الان هي العاصمة السياسية والاقتصادية، وعلينا أن نتحمل جميعا مسؤولية تجنيبها أي صراعات، لأن الصراع في العواصم يتنقل عادة شئنا ام ابينا وهذا ما حدث في صنعاء ولا نريد له ان يتكرر في عدن.
وفيما أوضح أن التقدم كان بطيء إلى الآن ولم نستطع إصلاح أشياء كثيرة، بحيث أن الناس تتخطى آثار الحرب، قال: إننا “نجتمع اليوم في هذا المبنى بديوان محافظة عدن، المغلق منذ ثلاثة سنوات، لاأن لدينا ما نبني عليه بعد اتفاق الرياض، وتعيين المحافظ، والوصول الى توافقات”.
كما تطرق إلى التحدي الأمني الذي تواجهه عدن والمحاولات الإرهابية المتكررة لزعزعة استقرارها، ومنها المحاولات الأخيرة التي استهدفت محافظ عدن ووزير الزراعة والتفجير أمام بوابة المطار، إلا أن عدن قادرة على الصمود والمواجهة والتحدي، وهناك تقدم ملحوظ في تحقيق الأمن شهر بعد اخر.
وأكد أن كل المحاولات السابقة لعرقلة عمل الحكومة على الارض والسلطة المحلية لها أبعاد مختلفة يحتاج لها مصارحة مع الناس حول الظرف الاقتصادي الصعب الراهن.
 وقال “سنصارح الناس وسنتكلم بشفافية حول الإمكانيات وفي موضوع الشفافية المالية، وستعلن وزارة المالية أرقام كثيرة، وهذه مسؤولية مركزية ومحلية، فما هو محلي على السلطات المحلية مكاشفة المواطنين في كل مكان، سواء كان في المكلا أو في عدن، ونضع الأمور في نصابها”.
وأضاف، الحرب سحبت علينا إمكانيات كبيرة جدا، ونحن ليس في وضع عادي، في ظل هذه الحرب استثمرت الدولة في محطة مركزية مثل محطة الرئيس أو خطوط نقل لم يتم عملها في عدن منذ 30 سنة، في أشياء كثيرة كنا نتمنى أن تنجز بسرعة لكن ستأتي.
وجدد التأكيد على أهمية توحيد القوى لافتا إلى أن الوقت لم يعد يحتمل المزيد من المكايدات السياسية، وما يمكن عمله لإنجاز خطوات أكبر ونقل التوافق السياسي إلى تطبيع أمني وإجراءات اقتصادية أكثر فاعلية.
ولفت رئيس الوزراء الى المشهد العسكري القائم في جبهات القتال ضد مليشيا الحوثي الانقلابية التي تشهد انكسارات في مأرب والضالع والحديدة وتعز وغيرها، واهمية البناء على وحدة الصف الوطني لاستكمال استعادة الدولة وانهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا.