القصة الحقيقية لمقتل الدبلوماسيين الجنوبيين في حادثة طائرة الموت عدن شبوة حضرموت ( تفاصيل )
عدن الحدث
في نهاية شهر ابريل 1974م حلت بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كارثة عظيمة بسقوط طائرة الدبلوماسيين الجنوبيين والتي راح ضحيتها عدد من خيرة أبناء الجنوب كوزير الخارجية محمد صالح عولقي و سيف الضالعي وعبدالباري قاسم مؤسس ورئيس تحرير صحيفة 14 اكتوبر وايمن محمد ناصر موسس وكالة انباء عدن وصحيفة الطريق وغيرهم .
في ما يلي تفاصيل الحادثة كما يوردها العميد متقاعد/ فتح الله ناصر الرشيدي كبير المهندسين حول تلك الحادثة المشئومة التي لا يزال الغموض يحيط بها في الحوار التالي :
كم كان عدد الدبلوماسيين الذين اقلتهم الطائرة الانتي نوف التي قمت بتجهيزها بمساعدة المستشار الروسي؟
طبعاً كوني المسئول الأول عن تجهيز وإعداد الطائرات وخاصة الطائرات المعدة للرحلات المهمة ولكبار المسئولين كنت أشعر بقلق دائم وهذا شعور طبيعي ينتاب كل حريص على سلامة عمله انطلاقة من حبه لمهنته والمسئولية التي يشعر بها فكنت أحرص على ان يكون عملي نظيف والباقي على الله سبحانه وتعالى.. بعد إقلاع الطائرة الانتي نوف التي تحمل الدبلوماسيين وفي حوالي الساعة العاشرة والنصف أو الحادية عشر وصلني نبأ بوفاة والدتي في القطن فاتصلت بالأخ عليوه للإستئذان منه بالسفر إلى حضرموت لحضور مراسيم دفن والدتي فقال لي يمكنك الذهاب إذا توفرت الفرصة.. وفي حوالي الساعة الثانية عشر وخمسة وأربعين دقيقة ظهراً جاءت تعليمات بتجهيز طائرة" داكوتا" لرحلة مستعجلة للحاق بالطائرة الأولى التي تحمل الدبلوماسيين .. وقالوا ان خطها سيكون عدن -عتق- الغرف-بحران -الغرف ( الغرف وبحران في وادي حضرموت ) وعندما سألت عن السبب لذلك لم يوضحوا لي أي شيء.. قمت بتجهيز الطائرة وأذنت للطيار بصلاحيتها وكان الطيار يدعى محمد حسين البحه ومعه اثنين آخرين هم طاقم الطائرة وجميعهم من الجنسية السعودية... فأخذت حقيبتي لأنضم للرحلة من أجل حضور مراسيم دفن والدتي فركبت الطائرة.. وفي حوالي الساعة الثانية بعد الظهر تحركت الطائرة على المدرج استعداداً للإقلاع غير أن الطيار اكتشف أن أحد الجزالات من المحركات يوجد عطل فيه.. فقرر الطيار العودة لإصلاح الخلل واستأذن من البرج وعدنا.. عندما عدنا إلى موقع الإصلاح أبلغوني العمليات بان الرئيس سالمين اتصل وكان غاضباً لتأخر الطائرة فتحركت بسرعة لإحضار مهندسي شركة اليمدا التي كانت بينها وبين القوى الجوية اتفاقيات تقوم على أساسها اليمدا بالإشراف على الجوانب الفنية لطائرات النقل التابعة للقوى الجوية وقاموا المهندسين بإصلاح العطب والانتهاء منه في حوالي الساعة الثانية وخمس وأربعين دقيقة .. فركبت الطائرة مره أخرى ولم يكن فيها إلا أنا فقط إلى جانب الطيارين السعوديين الثلاثة ولم أشعر إلا بالأخ/ قاسم عبد الرب قائد القوى الجوية وهو ينادي علي ويدعوني إلى النزول من الطائرة ..
جئت إلى عنده فسألني لماذا أنت على الطائرة؟ فقلت له إني استأذنت من الأخ عليوة لحضور دفن والدتي , فقال لي ممنوع تسافر وعليك البقاء ..
وعندما سألته عن السبب قال: لا يمكنك السفر لعدم وجود من يحل محلك في تجهيز الطائرات أو في تجهيز أي طائرة قد يتم طلبها .. فشعرت بالإحباط ونفذت الأمر وبقيت أنا وكلفت أحد الجنود لمرافقة الطائرة بدلً عني .. وأقلعت الطائرة حوالي الساعة الثالثة عصراً .
ـ طلب تجهيز الطائرة الثانية (الداكوتا) للحاق بالدوبلماسيين في عتق ومن ثم منعك من السفر على الرغم من أنك استأذنت مسبقاً لحضور عزاء والدتك ومن ثم حدوث ما حدث .. ألا يوحي لك كل ذلك أن الأمر فيه ما فيه وأن الحادثة كانت مدبره ؟
بالصراحة مند الوهلة الأولى كان ينتابني شعور بأن المسألة مشكوك فيها وأن هناك شئ ما يتم تدبيره وهذا ما يجعلني أقول إن القضية مبيته .. ولكن أقولها بصراحة أكبر إني لم أعرف ما حدث في مطار عتق حيث كانت الطائرتين (الأنتينوف ) و(الداكوتا) التي لحقت بها .. فكل ما عرفته بعد ذلك إن فرز لركاب الطائرتين تم في عتق فصعد عدد من الدبلوماسيين إلى (الداكوتا) وبقي من بقي على متن (الأنتينوف )
ملاحظة : كان محافظ شبوة وسكرتير التنظيم السياسي حينها علي شائع هادي .
في رأيك لماذا تم فرز الركاب (الدبلوماسيين) في عتق وتصعيد البعض منهم في الطائرة المشؤمة بينما البعض الأخر في (الأنتينوف)؟
الذي أعرفه إن الرحلة كانت عبر عدد من المطارات الداخلية منها الغرف في سيئون وبحران لأن بعض المطارات مثل الغرف لا يمكن للطائرات الكبيرة مثل (الأنتينوف) الهبوط فيها لقصر المدرج على عكس مطاري عتق وبحران .. فكانت التوجيهات إن تتوجه (الأنتينوف) مباشرة إلى مطار بحران وتتوجه (الداكوتا) إلى مطار الغرف وتضع من عليها من الدبلوماسيين هناك ثم تتجه إلى مطار بحران حيث توجد (الأنتينوف) لتنقل من تبقى عليها من الدبلوماسيين لينضموا لزملائهم في الغرف , أقلعت أولاً الطائرة الصغيرة (الداكوتا) من مطار عتق باتجاه مطار الغرف وبعد فترة زمنيه وأثناء التواصل اللاسلكي كنا نتلقى نحن في غرفة العمليات بعدن بلاغ من برج مطار الغرف بسيئون إنه فقد (الداكوتا) من الرادار وانقطع الاتصال بالطاقم وتبع ذلك بلاغ آخر من برج مطار بحران عن فقدانهم للطائرة من الرادار .
كيف تم التأكد من حدوث مكروه للطائرة ؟وكم كانت الساعة ؟
لا أستطيع تحديد الساعة التي وقعت فيها الحادثة على نحو دقيق ولكننا عرفنا ذلك من خلال بلاغ من شرطة وادي عمد - حضرموت- بناء على بلاغات تلقوها من المواطنين في المنطقة بأنهم شاهدوا انفجار قوي فوق الجبل ..فأعطت العمليات المركزية توجيهات لمطار بحران بتحريك المروحية المناوبة في المطار لاستطلاع المنطقة والتأكد من البلاغات المستلمة .. توجهت المروحية إلى نفس المنطقة التي أبلغ المواطنين عن حدوث انفجار فوقها وتم التأكد من صحة تلك البلاغات بعد أن تم مشاهدة الحطام المتناثر .
كم كان عدد ركاب الطائرة المشؤمة (الداكوتا) ؟
لا أدري بالضبط كم كان عدد الدبلوماسيين على متن تلك الطائرة ولكن الشيء الأكيد هو أن مثل هذه الطائرات لا تستوعب أكثر من ثمانية وعشرين راكباً بالإضافة إلى طاقمها الذي كان مكون من السعوديين الثلاثة .
بعد تأكيد الحادثة ماذا تم ؟
بعد أن تأكد وقوع الحادثة توجهت طائرة مروحية من عدن إلى بحران وعلى متنها عدد من القيادات وفي مقدمتهم علي أحمد ناصر عنتر للاطلاع على الموقف هناك وأنقاد أي ناجين من الحادث وللأسف لم يسمح لي بمرافقة الوفد القيادي حيث طلب مني البقاء في عدن وانتظار أي توجيهات مستجدة .. مباشرة توجهت مروحية إلى موقع الحدث وكانت تقوم بنقل الجثث والأشلاء حتى أنهم لم يتمكنوا من انتشال جثة واحده كاملة كون الجثث تحولت إلى أشلاء متناثرة على مسافات متباعدة في الوديان فكانوا ينقلوهم إلى ) الأنتينوف) قطعة قطعة والدماء لاتزال تسيل .
من خلال خبرتك وبناء على المعلومات التي كنتم تتلقونها عن الحادثة هل تعتقد أن طائرة الدبلوماسيين تعرضت لحادث طيران عادي أدى إلى سقوطها أم أن انفجاراً وقع داخلها؟
من خلال دراستي وتخصصي العلمي وخبرتي العملية في مجال الطيران أعرف إن حوادث الطيران تنقسم إلى ثلاث درجات تسمى مقدمة حادثة وحادثة وكارثة والدرجة الأخيرة أي الكارثة عندما يسفر الحدث عن إبادة كاملة أو كبيرة لأرواح الركاب.. وما حدث لطائرة الدبلوماسيين هي كارثة بكل المعنى العلمي والعملي لهذه الحادثة وما أسفرت عنه من قضاء تام على ركابها الدبلوماسيين والطاقم وكذلك الطائرة نفسها , أما عن سبب حدوث هذه الكارثة في ما إذا كان عطل فني أو خطاء بشري أو الانفجار فأني ومن خلال خبرتي ومعرفتي في هذه الجوانب أذهب إلى القول بأن الطائرة تعرضت لانفجار من داخلها.. فلو قلنا إن السبب كان عطل بل حتى ولو توقفت جميع محركات الطائرة ستسقط وان سقطت فان حطامها لن يتناثر على مسافات متباعدة مثلما حدث لطائرة الدبلوماسيين ) الداكوتا) التي تناثر حطامها على مسافات بعيدة جداً قدرت بالكيلومترات ونظريات الطيران والدراسات المتعلقة بحوادث الطيران جميعها تؤكد أن تناثر حطام أي طائرة أكثر من كيلومتر يعني أنها تعرضت لانفجار .. ومن خلال أشلاء الجثث التي تم التقاطها من تلك المناطق وأطلعنا عليها أيضاً تؤكد حدوث الانفجار حتى أن من بين الضحايا لم نتمكن من التعرف إلا على الشهيد محمد صالح عولقي وزير الخارجية تعرفنا عليه بواسطة حذائه في قدمه
في ردك على سؤال سابق من هذه المقابلة قلت أن شعوراً كان ينتابك بأن حادثة طائرة الدبلوماسيين لا يستبعد أن تكون محبوكة .. هل لا يزال ذلك الشعور نفسه يسكنك ؟ وما الذي يجعل مثل هذا الشعور ينتابك ؟
ففي العالم كله عندما تحدث حادثة طيران مهما كان حجم هذه الكارثة أو نتائجها يتم على الفور تشكيل لجان تحقيق لمعرفة أسبابها إلا هذه الحادثة التي لم يشكل لها لجنة تحقيق ولم يتم البحث عن الصندوق الأسود للطائرة بغرض استخلاص المعلومات منة .. في العالم كله تشكل اللجان لتقصي الحقائق بعد حدوث أي حادثة طيران لماذا لم يتم تشكيل لجنة تحقيق في هذه الحادثة التي أودت بحياة كوكبة من القيادات والكوادر السياسية والدبلوماسية في مقدمتهم وزير خارجية البلاد الشهيد/محمد صالح عولقي وطابور طويل من قيادات وكوادر البلاد؟
ألم يتم التحقيق معك بوصفك المسئول الأول عن فحص الطائرات وتجهيزها فنياً؟
لم يتم التحقيق معي ولا مع أحد من مساعدي سواء كان ضابط أو جندي .. ولم يسمع أحد بأنه تم التحقيق مع أي شخص بشأن هذه الكارثة ألا يجعل هذا الناس تتساءل ؟
ألم تحاول البحث عن أجوبة لكل تلك الأسئلة التي كانت تشغل عقلك حول هذه الحادثة ؟وحتى من موقعك ككبير المهندسين ألم تحاول معرفة أي شي من القيادات العسكرية المعنية آنذاك ؟
ـ بلا.. حاولت ذلك ولكن دون جدوى .. فبعد أيام من الكارثة وأثناء لقائي بالأخ/قاسم عبد الرب قائد القوى الجوية في مكتبة وكونه هو من أمرني بالنزول من تلك الطائرة ومنعني من السفر على متنها أقسمت علية بأغلظ الأيمان بأن يصارحني إن كان يعلم شي عن الحادثة وما أذا كان هناك من تدبير للقضاء على تلك النخبة من القيادات, فرد علي الأخ قاسم بأنة لا يعلم شي عن ذلك فقط قال لي (احمد ربك على السلامة.. أكيد معاك حد يدعي لك ..) وحتى بعد تحقيق الوحدة وخلال لقاء أخر جمعني به أعدت علية نفس السؤال ولكنه رد علي بنفس الإجابة بعدم علمه بشيء عن ذلك , ولكني أتذكر إنني ذات يوم سألت الأخ/صالح منصر السييلي بحكم موقعة القيادي آنذاك عن من يقف وراء تلك الحادثة فرد علي بالقول "من هم وراءها قد سرحوا يابوناصر ولا داعي لأن تسأل حول هذا الموضوع " رغم كل هذا وذاك فاني لا زلت أميل بقوة نحو كون حادثة طائرة الدبلوماسيين كانت مدبرة من جهات محلية وخارجية لأن الضحايا كانوا من القيادات السياسية ومن كوادر الجبهة القومية ومن فطاحله حركة القوميين العرب
منقول عن صحيفة عين الحضرمية

في نهاية شهر ابريل 1974م حلت بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كارثة عظيمة بسقوط طائرة الدبلوماسيين الجنوبيين والتي راح ضحيتها عدد من خيرة أبناء الجنوب كوزير الخارجية محمد صالح عولقي و سيف الضالعي وعبدالباري قاسم مؤسس ورئيس تحرير صحيفة 14 اكتوبر وايمن محمد ناصر موسس وكالة انباء عدن وصحيفة الطريق وغيرهم .
في ما يلي تفاصيل الحادثة كما يوردها العميد متقاعد/ فتح الله ناصر الرشيدي كبير المهندسين حول تلك الحادثة المشئومة التي لا يزال الغموض يحيط بها في الحوار التالي :
كم كان عدد الدبلوماسيين الذين اقلتهم الطائرة الانتي نوف التي قمت بتجهيزها بمساعدة المستشار الروسي؟
طبعاً كوني المسئول الأول عن تجهيز وإعداد الطائرات وخاصة الطائرات المعدة للرحلات المهمة ولكبار المسئولين كنت أشعر بقلق دائم وهذا شعور طبيعي ينتاب كل حريص على سلامة عمله انطلاقة من حبه لمهنته والمسئولية التي يشعر بها فكنت أحرص على ان يكون عملي نظيف والباقي على الله سبحانه وتعالى.. بعد إقلاع الطائرة الانتي نوف التي تحمل الدبلوماسيين وفي حوالي الساعة العاشرة والنصف أو الحادية عشر وصلني نبأ بوفاة والدتي في القطن فاتصلت بالأخ عليوه للإستئذان منه بالسفر إلى حضرموت لحضور مراسيم دفن والدتي فقال لي يمكنك الذهاب إذا توفرت الفرصة.. وفي حوالي الساعة الثانية عشر وخمسة وأربعين دقيقة ظهراً جاءت تعليمات بتجهيز طائرة" داكوتا" لرحلة مستعجلة للحاق بالطائرة الأولى التي تحمل الدبلوماسيين .. وقالوا ان خطها سيكون عدن -عتق- الغرف-بحران -الغرف ( الغرف وبحران في وادي حضرموت ) وعندما سألت عن السبب لذلك لم يوضحوا لي أي شيء.. قمت بتجهيز الطائرة وأذنت للطيار بصلاحيتها وكان الطيار يدعى محمد حسين البحه ومعه اثنين آخرين هم طاقم الطائرة وجميعهم من الجنسية السعودية... فأخذت حقيبتي لأنضم للرحلة من أجل حضور مراسيم دفن والدتي فركبت الطائرة.. وفي حوالي الساعة الثانية بعد الظهر تحركت الطائرة على المدرج استعداداً للإقلاع غير أن الطيار اكتشف أن أحد الجزالات من المحركات يوجد عطل فيه.. فقرر الطيار العودة لإصلاح الخلل واستأذن من البرج وعدنا.. عندما عدنا إلى موقع الإصلاح أبلغوني العمليات بان الرئيس سالمين اتصل وكان غاضباً لتأخر الطائرة فتحركت بسرعة لإحضار مهندسي شركة اليمدا التي كانت بينها وبين القوى الجوية اتفاقيات تقوم على أساسها اليمدا بالإشراف على الجوانب الفنية لطائرات النقل التابعة للقوى الجوية وقاموا المهندسين بإصلاح العطب والانتهاء منه في حوالي الساعة الثانية وخمس وأربعين دقيقة .. فركبت الطائرة مره أخرى ولم يكن فيها إلا أنا فقط إلى جانب الطيارين السعوديين الثلاثة ولم أشعر إلا بالأخ/ قاسم عبد الرب قائد القوى الجوية وهو ينادي علي ويدعوني إلى النزول من الطائرة ..
جئت إلى عنده فسألني لماذا أنت على الطائرة؟ فقلت له إني استأذنت من الأخ عليوة لحضور دفن والدتي , فقال لي ممنوع تسافر وعليك البقاء ..
وعندما سألته عن السبب قال: لا يمكنك السفر لعدم وجود من يحل محلك في تجهيز الطائرات أو في تجهيز أي طائرة قد يتم طلبها .. فشعرت بالإحباط ونفذت الأمر وبقيت أنا وكلفت أحد الجنود لمرافقة الطائرة بدلً عني .. وأقلعت الطائرة حوالي الساعة الثالثة عصراً .
ـ طلب تجهيز الطائرة الثانية (الداكوتا) للحاق بالدوبلماسيين في عتق ومن ثم منعك من السفر على الرغم من أنك استأذنت مسبقاً لحضور عزاء والدتك ومن ثم حدوث ما حدث .. ألا يوحي لك كل ذلك أن الأمر فيه ما فيه وأن الحادثة كانت مدبره ؟
بالصراحة مند الوهلة الأولى كان ينتابني شعور بأن المسألة مشكوك فيها وأن هناك شئ ما يتم تدبيره وهذا ما يجعلني أقول إن القضية مبيته .. ولكن أقولها بصراحة أكبر إني لم أعرف ما حدث في مطار عتق حيث كانت الطائرتين (الأنتينوف ) و(الداكوتا) التي لحقت بها .. فكل ما عرفته بعد ذلك إن فرز لركاب الطائرتين تم في عتق فصعد عدد من الدبلوماسيين إلى (الداكوتا) وبقي من بقي على متن (الأنتينوف )
ملاحظة : كان محافظ شبوة وسكرتير التنظيم السياسي حينها علي شائع هادي .
في رأيك لماذا تم فرز الركاب (الدبلوماسيين) في عتق وتصعيد البعض منهم في الطائرة المشؤمة بينما البعض الأخر في (الأنتينوف)؟
الذي أعرفه إن الرحلة كانت عبر عدد من المطارات الداخلية منها الغرف في سيئون وبحران لأن بعض المطارات مثل الغرف لا يمكن للطائرات الكبيرة مثل (الأنتينوف) الهبوط فيها لقصر المدرج على عكس مطاري عتق وبحران .. فكانت التوجيهات إن تتوجه (الأنتينوف) مباشرة إلى مطار بحران وتتوجه (الداكوتا) إلى مطار الغرف وتضع من عليها من الدبلوماسيين هناك ثم تتجه إلى مطار بحران حيث توجد (الأنتينوف) لتنقل من تبقى عليها من الدبلوماسيين لينضموا لزملائهم في الغرف , أقلعت أولاً الطائرة الصغيرة (الداكوتا) من مطار عتق باتجاه مطار الغرف وبعد فترة زمنيه وأثناء التواصل اللاسلكي كنا نتلقى نحن في غرفة العمليات بعدن بلاغ من برج مطار الغرف بسيئون إنه فقد (الداكوتا) من الرادار وانقطع الاتصال بالطاقم وتبع ذلك بلاغ آخر من برج مطار بحران عن فقدانهم للطائرة من الرادار .
كيف تم التأكد من حدوث مكروه للطائرة ؟وكم كانت الساعة ؟
لا أستطيع تحديد الساعة التي وقعت فيها الحادثة على نحو دقيق ولكننا عرفنا ذلك من خلال بلاغ من شرطة وادي عمد - حضرموت- بناء على بلاغات تلقوها من المواطنين في المنطقة بأنهم شاهدوا انفجار قوي فوق الجبل ..فأعطت العمليات المركزية توجيهات لمطار بحران بتحريك المروحية المناوبة في المطار لاستطلاع المنطقة والتأكد من البلاغات المستلمة .. توجهت المروحية إلى نفس المنطقة التي أبلغ المواطنين عن حدوث انفجار فوقها وتم التأكد من صحة تلك البلاغات بعد أن تم مشاهدة الحطام المتناثر .
كم كان عدد ركاب الطائرة المشؤمة (الداكوتا) ؟
لا أدري بالضبط كم كان عدد الدبلوماسيين على متن تلك الطائرة ولكن الشيء الأكيد هو أن مثل هذه الطائرات لا تستوعب أكثر من ثمانية وعشرين راكباً بالإضافة إلى طاقمها الذي كان مكون من السعوديين الثلاثة .
بعد تأكيد الحادثة ماذا تم ؟
بعد أن تأكد وقوع الحادثة توجهت طائرة مروحية من عدن إلى بحران وعلى متنها عدد من القيادات وفي مقدمتهم علي أحمد ناصر عنتر للاطلاع على الموقف هناك وأنقاد أي ناجين من الحادث وللأسف لم يسمح لي بمرافقة الوفد القيادي حيث طلب مني البقاء في عدن وانتظار أي توجيهات مستجدة .. مباشرة توجهت مروحية إلى موقع الحدث وكانت تقوم بنقل الجثث والأشلاء حتى أنهم لم يتمكنوا من انتشال جثة واحده كاملة كون الجثث تحولت إلى أشلاء متناثرة على مسافات متباعدة في الوديان فكانوا ينقلوهم إلى ) الأنتينوف) قطعة قطعة والدماء لاتزال تسيل .
من خلال خبرتك وبناء على المعلومات التي كنتم تتلقونها عن الحادثة هل تعتقد أن طائرة الدبلوماسيين تعرضت لحادث طيران عادي أدى إلى سقوطها أم أن انفجاراً وقع داخلها؟
من خلال دراستي وتخصصي العلمي وخبرتي العملية في مجال الطيران أعرف إن حوادث الطيران تنقسم إلى ثلاث درجات تسمى مقدمة حادثة وحادثة وكارثة والدرجة الأخيرة أي الكارثة عندما يسفر الحدث عن إبادة كاملة أو كبيرة لأرواح الركاب.. وما حدث لطائرة الدبلوماسيين هي كارثة بكل المعنى العلمي والعملي لهذه الحادثة وما أسفرت عنه من قضاء تام على ركابها الدبلوماسيين والطاقم وكذلك الطائرة نفسها , أما عن سبب حدوث هذه الكارثة في ما إذا كان عطل فني أو خطاء بشري أو الانفجار فأني ومن خلال خبرتي ومعرفتي في هذه الجوانب أذهب إلى القول بأن الطائرة تعرضت لانفجار من داخلها.. فلو قلنا إن السبب كان عطل بل حتى ولو توقفت جميع محركات الطائرة ستسقط وان سقطت فان حطامها لن يتناثر على مسافات متباعدة مثلما حدث لطائرة الدبلوماسيين ) الداكوتا) التي تناثر حطامها على مسافات بعيدة جداً قدرت بالكيلومترات ونظريات الطيران والدراسات المتعلقة بحوادث الطيران جميعها تؤكد أن تناثر حطام أي طائرة أكثر من كيلومتر يعني أنها تعرضت لانفجار .. ومن خلال أشلاء الجثث التي تم التقاطها من تلك المناطق وأطلعنا عليها أيضاً تؤكد حدوث الانفجار حتى أن من بين الضحايا لم نتمكن من التعرف إلا على الشهيد محمد صالح عولقي وزير الخارجية تعرفنا عليه بواسطة حذائه في قدمه
في ردك على سؤال سابق من هذه المقابلة قلت أن شعوراً كان ينتابك بأن حادثة طائرة الدبلوماسيين لا يستبعد أن تكون محبوكة .. هل لا يزال ذلك الشعور نفسه يسكنك ؟ وما الذي يجعل مثل هذا الشعور ينتابك ؟
ففي العالم كله عندما تحدث حادثة طيران مهما كان حجم هذه الكارثة أو نتائجها يتم على الفور تشكيل لجان تحقيق لمعرفة أسبابها إلا هذه الحادثة التي لم يشكل لها لجنة تحقيق ولم يتم البحث عن الصندوق الأسود للطائرة بغرض استخلاص المعلومات منة .. في العالم كله تشكل اللجان لتقصي الحقائق بعد حدوث أي حادثة طيران لماذا لم يتم تشكيل لجنة تحقيق في هذه الحادثة التي أودت بحياة كوكبة من القيادات والكوادر السياسية والدبلوماسية في مقدمتهم وزير خارجية البلاد الشهيد/محمد صالح عولقي وطابور طويل من قيادات وكوادر البلاد؟
ألم يتم التحقيق معك بوصفك المسئول الأول عن فحص الطائرات وتجهيزها فنياً؟
لم يتم التحقيق معي ولا مع أحد من مساعدي سواء كان ضابط أو جندي .. ولم يسمع أحد بأنه تم التحقيق مع أي شخص بشأن هذه الكارثة ألا يجعل هذا الناس تتساءل ؟
ألم تحاول البحث عن أجوبة لكل تلك الأسئلة التي كانت تشغل عقلك حول هذه الحادثة ؟وحتى من موقعك ككبير المهندسين ألم تحاول معرفة أي شي من القيادات العسكرية المعنية آنذاك ؟
ـ بلا.. حاولت ذلك ولكن دون جدوى .. فبعد أيام من الكارثة وأثناء لقائي بالأخ/قاسم عبد الرب قائد القوى الجوية في مكتبة وكونه هو من أمرني بالنزول من تلك الطائرة ومنعني من السفر على متنها أقسمت علية بأغلظ الأيمان بأن يصارحني إن كان يعلم شي عن الحادثة وما أذا كان هناك من تدبير للقضاء على تلك النخبة من القيادات, فرد علي الأخ قاسم بأنة لا يعلم شي عن ذلك فقط قال لي (احمد ربك على السلامة.. أكيد معاك حد يدعي لك ..) وحتى بعد تحقيق الوحدة وخلال لقاء أخر جمعني به أعدت علية نفس السؤال ولكنه رد علي بنفس الإجابة بعدم علمه بشيء عن ذلك , ولكني أتذكر إنني ذات يوم سألت الأخ/صالح منصر السييلي بحكم موقعة القيادي آنذاك عن من يقف وراء تلك الحادثة فرد علي بالقول "من هم وراءها قد سرحوا يابوناصر ولا داعي لأن تسأل حول هذا الموضوع " رغم كل هذا وذاك فاني لا زلت أميل بقوة نحو كون حادثة طائرة الدبلوماسيين كانت مدبرة من جهات محلية وخارجية لأن الضحايا كانوا من القيادات السياسية ومن كوادر الجبهة القومية ومن فطاحله حركة القوميين العرب
منقول عن صحيفة عين الحضرمية