علاقة طردية بين معاناة الجنوبيين وتمسكهم بحق الاستقلال
تتجلى في واقع حباة الجنوبيين علاقة طردية واضحة بين تفاقم معاناتهم اليومية وبين إصرارهم المتزايد على حقهم في الاستقلال واستعادة دولتهم الجنوبية. فكلما زادت الضغوط الاقتصادية والمعيشية، كلما تعززت قناعة الجنوبيين بضرورة الانفصال عن الشمال واستعادة هويتهم الوطنية.
في السنوات الأخيرة، شهد الجنوب تفاقماً في الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. ومع ذلك، فإن هذه المعاناة لم تؤدِّ إلى تراجع المطالبات بالاستقلال، بل على العكس، أصبحت تلك المطالبات أكثر وضوحًا وجلاءً مع مرور الوقت. في حين اعتقد البعض أن الضغط المتزايد سيؤدي إلى تراجع الجنوبيين عن أهدافهم السياسية، بينما اثبت الواقع أن الإصرار على الاستقلال يزداد مع كل أزمة جديدة.
الشعب الجنوبي اليوم أكثر من أي وقت مضى مستعد للخروج إلى الشوارع والساحات، ليس للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية، بل للمطالبة بحقوقهم الوطنية واهدافهم السياسية. فالمظاهرات السلمية التي شهدتها مدينة سيؤن في حضرموت،مؤخرا والتي تجمع فيها مئات الآلاف للتأكيد علي الهوية الجنوبية عشية الاحتفال بذكرى ثورة 14 اكتوبر، تعكس هذا التوجه.بينما قبل سنوات عندما كانت اوضاعهم المعيشية والاقتصادية والمادية والخدمية في حالة افضل مما هي عليه اليوم كان من الممكن ان يخرج مجموعة من ابناء الشعب الجنوبي في مظاهرات سلمية للمطالبة بتحسينها ومعالجتها والتخفيف منها اما اليوم فقد تلاشت تلك المجموعة ولم يعد هناك مواطنا واحدا مستعدا للخروج في مظاهرات سلمية من اجل تحقيق مطالب اقتصادية او معيشية او خدمية فيما اصبح الشعب كله على استعداد للخروج في مطاهرات سلمية من اجل تحقيق اهدافهم الوطنية والسياسية المتمثلة في الاستقلال واستعادة دولتهم الجنوبية ، مايؤكد ان الأولوية هي لاستعادة الدولة.
إن الجنوبيين يدركون تمامًا أن معاناتهم الاقتصادية ليست نتيجة للظروف الطبيعية أو سوء الإدارة فحسب، بل هي نتيجة مباشرة للوحدة مع الشمال. فهم يربطون بين تلك المعاناة وبين فقدان هويتهم الوطنية، مما يعزز من موقفهم في المطالبة بالاستقلال.
في خضم هذه الظروف الصعبة، يظهر الجنوبيون بوضوح أنهم غير مستعدين للتخلي عن أحلامهم الوطنية.وإنهم يؤمنون بأن الاستقلال هو السبيل الوحيد لتحسين حياتهم ومعالجة مشاكلهم المعيشية والاقتصادية. ومن هنا، فإن العلاقة الطردية بين معاناتهم وإصرارهم على الاستقلال ليست مجرد تحليل سياسي، بل هي واقع يعيشونه يوميًا ويعبرون عنه بوضوح في مواقفهم ومظاهراتهم.
في الختام، تظل معاناة الجنوبيين دافعًا قويًا نحو تحقيق أهدافهم الوطنية. فكلما زادت هذه المعاناة، زادت معها الإرادة والتصميم على استعادة دولتهم الجنوبية، مما يجعل المستقبل القريب يحمل في طياته الكثير من التحديات لهذا الشعب الذي يسعى إلى تحقيق حلمه المشروع.