المجلس الانتقالي.. المسار الآمن لشعب الجنوب
في طريق تتقاطع فيه المصالح المحلية والإقليمية والدولية وتحاول فيه قوى مؤثرة تحقيق أهدافها في اليمن دافعة بكل ثقلها وإمكانياتها لتثبيت هذه المصالح ومحاربة كل الأطراف التي تهددها يجد المجلس الانتقالي الجنوبي نفسه في وضع يحتم عليه السير بالقضية الجنوبية بحذر متجنباً التصادم مع تلك القوى التي ترى في استقلال الجنوب خطراً يهدد مصالحها في بلد تتنازع السيطرة فيه العديد من القوى المحلية والإقليمية والدولية بخطوات متأنية ومدروسة يسير المجلس الانتقالي الجنوبي بالقضية الجنوبية على طريق الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية رغم كل المعوقات والعراقيل التي يضعها أعداء الجنوب في طريقه لإعاقة هذا المشروع الذي يجسد آمال وتطلعات الأغلبية الساحقة من مواطني الجنوب. نجح المجلس الانتقالي الجنوبي في السير الآمن بالقضية الجنوبية مستغلاً الفرص المتاحة والدعم الشعبي الجنوبي الكامل للخطوات المتخذة آخذاً الدروس والعبر من كل الأزمات والمشاكل التي واجهها كما عمل على تلافي القصور ومعالجة الأخطاء وسد الثغرات التي يحاول من خلالها الأعداء شق الصف الجنوبي وضرب قضيته العادلة. *المسار الآمن وطريق الاستقلال في اليمن تتشابك الملفات وتتقاطع المصالح المحلية والإقليمية والدولية بشكل معقد الأمر الذي تسبب في تعقيد الأزمة في اليمن وأفشل كل الحلول وصعب من مهمة تحقيق السلام في البلد الذي يعاني أزمة إنسانية كارثية. تعتبر القضية الجنوبية أبرز قضايا الملف اليمني وأكثرها تعقيداً،حيث تتفق تقريباً جميع الأطراف المعنية بالملف اليمني على عدالة هذه القضية لكنها تختلف على طريقة الحل المناسب لها. يطالب المجلس الانتقالي الجنوبي باستعادة استقلال الجنوب وفك الارتباط باليمن باعتبار الجنوب دولة مستقلة دخلت في وحدة طوعية مع الجمهورية العربية اليمنية سنة 1990م قبل أن تتحول هذه الوحدة إلى احتلال بعد اجتياح الجنوب بالقوة في 94 والغاء كل اتفاقيات الوحدة وتدمير مؤسسات الدولة الجنوبية وإقصاء ابناءها وتهميشهم واستخدام العنف والإرهاب في وجه كل المطالبين بإعادة أصلاح مسار الوحدة. تتفهم العديد من الدول العربية والإقليمية والدولية مطالب الشعب الجنوبي وتتعاطف مع قضيته العادلة،في الوقت الذي ترى فيه بعض الدول أن استقلال الجنوب سيكون خطراً يهدد مصالحها في اليمن. بسبب هذه المخاوف تعمل بعض القوى والدول على عرقلة استقلال الجنوب،وإفشال جهود المجلس الانتقالي الجنوبي في بسط السيطرة على الجنوب خوفاً من إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي الاستقلال وفك الارتباط. لهذه الأسباب يسير المجلس الانتقالي الجنوبي بخطط متعقلة ومدروسة حتى لا تتسبب أي خطوة غير محسوبة في صناعة مزيد من الأعداء للجنوب. نجح المجلس بهذه الطريقة في تهدئة مخاوف العديد من القوى المتوجسة من استقلال الجنوب،وبالتالي تمكن من تجنب الصدام معها من خلال اقناعها أن المجلس الانتقالي الجنوبي سيكون شريكاً لها وأن مصالحها ستحظى باحترام الدولة الجنوبية القادمة. *أقدام ثابتة واجه المجلس كل العواصف التي تثيرها قوى الاحتلال في طريقه بأقدام راسخه،وكلما ظن أعداء الجنوب أن الممثل الشرعي للقضية الجنوبية سيغرق وتقتلعه العاصفه تفاجأوا بخروجه منها بصورة أقوى وأكثر ثباتاً. استخدم الأعداء كل الوسائل محاولين أسقاط المجلس الانتقالي الجنوبي عبر الحملات الإعلامية الشرسة ونشر الإشاعات التحريضية والأكاذيب،ونفذوا عمليات اغتيالات واسعة استهدفت قيادات الجنوب،كما لجأوا أيضاً لتنفيذ سياسات الإفقار وتعذيب شعب الجنوب بالخدمات والرواتب بهدف ضرب التأييد الشعبي للمجلس وتحميله مسؤولية تردي الأوضاع المعيشية للمواطنين في الجنوب. رغم كل المؤامرات بقي المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي شامخاً،واصطف الشعب الجنوبي إلى جانبه في صورة أوضحت حجم ثقة هذا الشعب بالرئيس ووقوفهم معه في وجه كل المؤامرات والعواصف. بهذا الدعم والتفويض استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي أن يؤسس مداميك الدولة الجنوبية القادمة،وتفعيل كل مؤسسات الدولة وأهمها مؤسسات الجيش والأمن والقضاء *اصطفاف وتلاحم جنوبي فشلت كل المؤامرات في القضاء على المجلس الانتقالي الجنوبي وضرب القضية الجنوبية العادلة رغم لجوء المحتل لأقذر الأساليب والوسائل في حربه الشرسة على الجنوب. كان للقاعدة الصلبة التي تأسس عليها المجلس الانتقالي الجنوبي وعدالة القضية الجنوبية والإصطفاف الشعبي خلف الرئيس الزبيدي الفضل في إفشال هذه المؤامرات. يحرص المجلس على أن تتوافق كل تحركاته وقراراته بتوافق الشعب الجنوبي،ويتسم خطابه الموجه للمواطنين بالوضوح والمكاشفة الكاملة بحيث يكون الشعب الجنوبي على دراية ومعرفة بكل الخطوات التي يقدم عليها المجلس في صورة تعكس اهتمام القيادة الجنوبية برأي الشعب الذي خرج بالملايين مطالباً بتأسيس كيان ممثل للشعب الجنوبي ومفوضاً بتمثيل القضية الجنوبية. أكدت العديد من الإستطلاعات المهتمة بقياس الآراء والتي نفذتها العديد من مراكز استطلاع الرأي أن المجلس الانتقالي الجنوبي يحظى بثقة الأغلبية الساحقة في الجنوب. الآلاف ممن استطلعت آراؤهم قالوا أنهم راضون عن أداء المجلس والخطوات التي اتخذها في سبيل القضية الجنوبية،والعديد منهم أكدوا تفهمهم للظروف المعقدة التي يمر بها البلد والإقليم وتأثير تقاطع المصالح الإقليمية والدولية على عمل المجلس. يقول الصحفي والناشط الجنوبي خطاب ناصر أن المجلس الانتقالي الجنوبي يسير بخطى واضحة في طريق الأهداف التي خرجت الجماهير الجنوبية لتفويضه بتحقيقها،مؤكداً أن المجلس استطاع فرض القضية الجنوبية على طاولة المجتمع الاقليمي والدولي بعد عقود من التهميش والتجاهل. خطاب يضيف أن القضية الجنوبية باتت اليوم رقماً صعباً يستحيل تجاوزه والإلتفاف عليه رغم كل المخططات التي تنفذ برعاية بعض القوى المحلية والدول الإقليمية والتي ترى في قيام دولة جنوبية خطراً على مصالحها وأطماعها في الجنوب. *مكاسب القضية الجنوبية* كان قرار المشاركة في المفاوضات التي رعتها المملكة العربية السعودية وتمخض عنها ما يعرف باتفاق الرياض قراراً صائباً ورؤية بعيدة المدى من الرئيس الزبيدي بحيث ضمن الجنوب بتوقيع اتفاق الرياض المشاركة في العملية السياسية،كما حاز اعتراف السعودية بالمجلس الانتقالي الجنوبي وتعاملها معه خصوصاً بعد محاولات الشرعية المستميتة ضرب علاقة المملكة العربية السعودية بالجنوب وقيادته قبل أن تفشل هذه المحاولات بسبب حكمة الرئيس الزبيدي وقدرته على إدارة الأزمات. بمشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في الحكومة استطاع الرئيس توجيه ضربة للقوى التي تاجرت بإسم الشرعية واستغلت غطاءها لممارسة الفساد ونهب موارد الدولة وابتزاز التحالف العربي. أنهى الرئيس الزبيدي استئثار بعض القوى بالشرعية واستغلالها للمتاجرة بالدولة ومواردها،بحيث أصبح تجار الحروب ممن يدعون زيفاً الإنتماء للشرعية تجاراً ورجال أعمال يستثمر المليارات التي نهبوها من قوت الشعب في تركيا وقطر. في سبيل انتزاع الاعتراف الإقليمي والدولي بالقضية الجنوبية استطاع الرئيس الزبيدي تدويل القضية وكسر التعتيم الإعلامي والتجاهل السياسي محلياً وإقيليمياً ودولياً. وبعد أن كانت القضية الجنوبية مجرد مطالبات حقوقية في إطار الدولة اليمنية،استطاع الرئيس الزبيدي أن يحول الإنتصارات العسكرية على المليشيات الحوثية والإخوان وتنظيمات الإرهاب المرتبطة بها إلى انتصار سياسي بانتزاع اعترافاً محلياً واقليمياً ودولياً بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي أسسه ويرأسه الرئيس الزبيدي كحامل سياسي وممثلاً للقضية الجنوبية والشعب الجنوبي في مفاوضات إحلال السلام في اليمن. يعد الحوار الجنوبي الجنوبي أبرز انجازات الرئيس الزبيدي والتي اثمر عن مزيد من التلاحم والإصطفاف الجنوبي وتجاوز خلافات الماضي. بفضل هذه الجهود الصادقة والمخلصة للرئيس داخلياً وخارجياً أعلن الكثير من القادة الجنوبيين والمكونات والتنظيمات الجنوبية قبولها دعوة الرئيس للحوار،ثم اقتناعها لاحقاً برؤية الرئيس الزبيدي وإعلانها الإنضمام للمجلس الانتقالي الجنوبي وبالتالي إعطاء دفعة قوية للقضية الجنوبية،وتوجيه ضربة مؤلمة لكل القوى المتربصة بالجنوب.