شُبوة تشرق بالطاقة الشمسية: مشروع استراتيجي يفتح أبواب المستقبل

شبوة - خاص

بعد وقت قياسي من بدئ الإنشاء افتتحت شبوة مشروعها الجديد للطاقة الشمسية، لم يكن الأمر مجرد تدشين محطة كهرباء، بل كان بمثابة إعلان عن دخول المحافظة عصرا جديدا ومنعطفاً جديداً نحو المستقبل، في محافظة عانت طويلاً من انقطاعات الكهرباء وظلامٍ أرخى بظلاله على حياة الناس واقتصادهم، يطل المشروع كأول شعاع أمل حقيقي نحو الاستقرار والتنمية المستدامة. المشروع لا يقف عند حدود توفير الكهرباء لسكان شبوة فحسب، بل يضع المحافظة واليمن عموماً في قلب التحول الأخضر الذي يشهده العالم. من خلاله أثبتت الإمارات العربية المتحدة من خلال دعمها لهذا المشروع أن استراتيجيتها في اليمن لم تعد مقتصرة على الإغاثة والمساعدات الإنسانية، بل امتدت لتشمل مشاريع استراتيجية تُعيد صياغة علاقة اليمن بمصادر الطاقة. وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي قال في تصريح سابق إن "أمن الطاقة في المنطقة يجب أن يرتبط بالاستدامة والابتكار"، وهذه الرؤية تتجلى اليوم في شبوة عبر محطة للطاقة الشمسية تُمثل نموذجاً لما يمكن أن يكون عليه مستقبل اليمن إذا تكررت هذه التجربة في محافظات أخرى. المكاسب لا تقتصر على الطاقة فحسب، بل تتعداها إلى خلق فرص عمل للشباب، وتوفير استقرار كهربائي يعزز بيئة الاستثمار، ويُنعش الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، ويتبين ذلك ن خلال تقرير للبنك الدولي (2024) الذي شدد على أن "أحد أكبر معوقات التنمية في اليمن هو نقص الكهرباء"، واليوم يضع مشروع شبوة أول لبنة في كسر هذه الحلقة المفرغة. في المحافظة وقبله ومثلة مشاريع إمارتية مماثلة في الساحل الغربي وعدن وحضرموت وسقطرى ما يحدث في شبوة ليس مشروعاً معزولاً، بل جزء من استراتيجية أوسع تتبناها الإمارات لدعم التحول نحو الطاقة النظيفة في المنطقة. مشاريع مماثلة بدأت تظهر في عدن وحضرموت وسقطرى، وهو ما يعكس رؤية تجعل من اليمن دولة تتحرك تدريجياً من خانة "بلد يعاني العتمة" إلى خانة "بلد يستثمر الشمس". الإمارات لا تقدم فقط محطات طاقة، بل تقدّم نموذجاً إقليمياً للتكامل في قضايا البيئة والطاقة المتجددة. فبينما تستضيف أبوظبي أكبر التجمعات العالمية حول التغير المناخي (مثل قمة COP28)، تعمل في الوقت ذاته على تطبيق رؤاها بشكل عملي في محيطها المباشر، واليمن أحد أبرز الأمثلة على ذلك. اليمنيون اليوم ينظرون إلى مشروع شبوة وما شابهه باعتباره بداية وليست نهاية، التحديات كبيرة، لكن دخول الطاقة الشمسية إلى المحافظات يمثل تحوّلاً جذرياً في المعادلة، و للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، ثمة مشاريع حقيقية لا ترتبط بالحرب أو الصراع، بل بالحياة والازدهار، وبأياد إماراتية إذا كان القرن العشرين قد ارتبط في اليمن بالنفط والغاز، فإن القرن الحادي والعشرين قد بدأ مع الشمس على يد الأشقاء في الإمارات.