مئات الالاف تشييع شعبي حاشد لآيت أحمد وهتافات مناهضة للسلطة

الجزائر - عاطف قدادرة


شيّعت الجزائر أمس، الزعيم المعارض التاريخي حسين آيت أحمد، في مراسم لم تشهد البلاد مثيلاً لها منذ سنوات عدة. واستقبل مئات آلاف المواطنين في قرية «أث أحمد» في ولاية تيزي وزو (150 كلم شرق العاصمة) جثمان الراحل، الذي انطلق موكبه رسمياً من العاصمة ودُفِن شعبياً احتراماً لوصيته أن يُدفن في جنازة «وطنية شعبية» وليس «رسمية». ولم يتمكن موكب رئيس الحكومة عبد المالك سلال من الوصول إلى القرية بعد أن رشق متظاهرون غاضبون، أغلبهم من حزب جبهة القوى الاشتراكية، موكبه بالحجارة، وكان ذلك متوقعاً، إذ اعتاد سكان منطقة «القبائل» تكرار هذا التصرف مع الوجوه التي تمثل «النظام الجزائري»، وفقهم. ( للمزيد)

وتجمّع عشرات الآلاف وهتفوا بشعارات منددة بالسلطة لحظة وصول الجثمان قادماً من مقر الحزب في العاصمة، وكانت عملية إنزال النعش وإيصاله إلى خيمة مخصصة لإلقاء النظرة الأخيرة والصلاة عليه صعبة للغاية. وكان جثمان زعيم جبهة القوى الاشتراكية الراحل وصل إلى الجزائر على متن طائرة الخطوط الجوية الجزائرية، ونُقل بعد استقباله من وفد حكومي إلى مقر حزبه حيث توافد آلاف السياسيين والمواطنين لإلقاء النظرة الأخيرة عليه.

وفرضت الرئاسة في استقبال جثمان حسين آيت أحمد مراسم رئاسية، رغم تحفظ عائلته. وكان في المطار كل من رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة ورئيس الحكومة عبد المالك سلال، ونائب وزير الدفاع الوطني، قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح ورئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي وعدد من أعضاء الحكومة، إلى جانب عائلة الفقيد وأصدقائه وشخصيات وطنية غصّت بهم قاعة الشرف حيث ترحموا على روح الفقيد.

وشاركت شخصيات دولية في مراسم الدفن، في مقدمها زعيم حركة النهضة الإسلامية التونسية راشد الغنوشي، إضافة إلى وفود رسمية من كل من السعودية وفرنسا وقطر والمغرب. ورافق الموكب أمس، رئيس الحكومة السابق مولود حمروش أحد أبرز الحلفاء السياسيين للراحل في السنوات العشرين الأخيرة. وسُجِّل حضور قائد جهاز الاستخبارات السابق الفريق محمد مدين (توفيق) عند منتصف ليل الخميس إلى مقر جبهة القوى الاشتراكية حيث كان جثمان آيت أحمد مسجًّى. وقصد «توفيق» أن يحضر في غياب الإعلام عن المقر، لكن أحد الحاضرين أخذ صورة له أثناء قراءته الفاتحة على روح آيت أحمد، مؤكداً ما أُشيع عن احترامه الشديد للراحل الذي كان يُعدّ أبرز شخصية معارضة لحكم الاستخبارات.