لماذا يخشى الأردن “التمدد الإيراني” في البوكمال؟

لؤي بحران- إرم نيوز

لم يتوقف الأردن، خلال السنوات الأخيرة، عن التحذير من تمدد “الميليشيات الطائفية”، كما يصفها المسؤولون الأردنيون، بالقرب من الحدود الشمالية للمملكة. وبحسب محللين، فإن الأردن يبدي قلقًا شديدًا من وجود الميليشيات المدعومة من طهران بالقرب من حدوده، خاصة في مدينة درعا المجاورة لمدينة الرمثا الأردنية، إضافة إلى الخشية من تبعات دحر تنظيم داعش، الذي يضم في صفوفه مئات الأردنيين، وقد ينتقم بتنفيذ عمليات في الأردن. حرب العصابات وعودة “جنود الخلافة” المهزومين واعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء المتقاعد فايز الدويري، أن القلق الأردني من سيطرة الميليشيات على البوكمال ليس مستغربًا، فالأردن “أبدى قلقه سابقًا حين بدأت معركة الرقة وقبلها معركة الموصل؛ لأن التضييق على تنظيم داعش في المناطق الحضرية وإنهاء (دولة الخلافة) يعني عودة التنظيم لحرب العصابات وشن هجمات انتقامية في سوريا والعراق، بل ودول الجوار ومنها الأردن”. وأضاف في حديثه لـ”إرم نيوز” أن “العامل الثاني الذي يثير قلق الأردن يتمثل بوجود نحو 3500 مقاتل يحملون الجنسية الأردنية ينتمون للتنظيم، وتمثل عودتهم للمملكة خطرًا على الأمن الوطني الأردني، كما أن الأردن أكد مرارًا عبر اتفاق خفض التصعيد على إبعاد الميليشيات الطائفية عن حدوده لمسافة لا تقل عن 40 كم”. واعتبر الدويري أن الإدارة الأمريكية التي ينسق معها الأردن لم تستجب لطلب إسرائيل بإبعاد الميليشيات الإيرانية عن منطقة الجولان، وأن القلق الأردني مترجم عمليًا بالتفاهمات التي تجري مع الأمريكيين داخل غرفة “الموك” وباتفاق خفض التصعيد، إلا أن الاستجابة الأمريكية تبقى مرتبطة بمحددات السياسة التي تنتهجها إدارة ترامب. الأردن القلق والإدارة الأمريكية “غير المتعجلة” بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي عمر كلاب لـ”إرم نيوز”: إن “الأردن قلق من أي تمدد إيراني على القاطع السوري، وبالتالي المزاج السياسي في الأردن لا يريد أي نفوذ لإيران بالجوار، والأردن أول من حذّر من الهلال الشيعي قبل عقد من الزمن، كما أن السلوك الإقليمي لإيران غير مريح ولا يعطي اطمئنانًا لجيرانها في المنطقة، والتجربة الأردنية مع إيران غير جيدة، فعندما حاولت الانفتاح على طهران كانت تواجه بأنشطة استخبارية”. واعتبر كلاب أن الإدارة الأمريكية غير متعجلة بالاستجابة للمخاوف الأردنية من النفوذ الإيراني بالجوار، تبعًا لأن الميليشيات الشيعية المدعومة من طهران تخدم مشروع محاربة الإرهاب على الأرض عبر محاربتها لتنظيم داعش في سوريا والعراق، وهو ما يؤخر الهدف المعلن لإدارة ترامب بتحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة إلى حين الانتهاء تمامًا من المعركة ضد التنظيم”. وكان موقع “ديبكا” العبري، قد نقل عن مصادر عسكرية إسرائيلية، قولها، اليوم الإثنين: إن “استعادة البوكمال فتحت الطريق بإشراف القائد بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني أمام القوات الإيرانية لدخول سوريا من العراق، والوصول إلى مدينتي تدمر ودمشق، ما أثار مخاوف الأردن الذي عبّر عن قلقه للولايات المتحدة، لكن دون تلقي رد منها”.