الضالع| جرائم اللواء 33 مدرع ،، ومن هوا الشهيد الطفل عبد الله عبد الكريم

خاص (عدن الحدث) ناصر الشعيبي


الضالع ودعت العام 2013 م بعشرات الشهداء وعشرات الجرحى كما استقبلت العام 2014 م بسقوط عشرات الشهداء ومئات الجرحى واعتقال المئات وتدمير المئات من المنازل والمدارس والكليات وتضرر عشرات المزارع المختلفة وعشرات الدراجات النارية والسيارات التي تضررت ونهب البعض منها وغيرها .
حيث شهدت الضالع جرائم ومجازر وانتهاكات لحقوق الإنسان لفترات متتالية على مدى الأشهر الأولى من العام 2014 م ونهاية العام 2013 م التي كانت شبيهة ببعضها وبخطة مدروسة وممنهجة من قبل اللواء 33 مدرع في الضالع .

حيث ودع ابنا الجنوب العربي العام 2013 م بمجزرة سناح تلتها المجازر واستقبل العام 2014 م بعدة جرائم ومجازر راح ضحيتها الشهيد القائد بركان محمد مانع والعقيد علي رضاء وأسرة الجريح ياسين الزبيدي والشهيدة تمني قحطان وجمال عبيد طالب وسامي احمد طالب الذي صادفت ذكراهم السنوية الأولى يومي أمس وأمس الأول واليوم الثامن عشر من يناير يحييوا ابنا الضالع الذكرى السنوية الأولى لمجزرة جديدة والتي راح ضحيتها الطفل عبد الله عبدا لكريم .
وعلى هذه الطريق وهذا المشهد يستمر مسلسل القتل في الضالع من قبل قوات اللواء 33 مدرع كما تستمر أيضا توديع الشهداء وفي الوقت نفسه تحيي ذكرى الشهداء على مدار العام .. إذا هذا هوا المشهد الحالي والماضي الذي تعيشه الضالع أمام مراء ومسمع من العالم الذي لا يحرك له ساكن أزاء ما يجري في الضالع والجنوب
بشكل عام .

اليوم الضالع تحيي ذكرى مجزرة جديدة بعد يوم واحد من أحياء مجزرة السابع عشر .. فمجزرة ( 18 ) من يناير والتي راح ضحيتها ﺍﻟﻄﻔﻞ عبد الله : وهذه حكاية الشهيد الطفل عبد الله عبد الكريم ﻋﺒﻴﺪ ﻧﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ ١٨-٦-٢٠٠١ ﻡ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟبجح ﺳﻨﺎﺡ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺣﺠﺮ ﺎﻟﻀﺎﻟﻊ . ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ عبد الله ﻫﻮ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ عبد الكريم ﻋﺒﻴﺪ ﻧﺎﺻﺮ .. ﺍﻟﺘﺤﻖ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ في الدراسة ﻓﻲ العاﻡ ٢٠٠٨ﻡ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻣﻦ عمرة ..ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻃﺎﻟﺒﺎﹰ ﻣﺘﻤﻴﺰﺍﹰ ﺑﺬﻛﺎﺋﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﻕ والفطري ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻮﻫﻮﺏ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺑﺘﻼﻭﺕ القرآن الكريم ﻓﻲ ﻃﺎﺑﻮﺭ المدرسة ﺍﻟﺼﺒﺎﺣﻲ وفي المجالس والجوامع وكان يحضا ﺑﺎﻟﺤﺐ ﻭالاحترام ﻓﻲ ألمدرسه والقرية ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .. وﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺍﻩ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ وخاصة ﺑﻌﺪ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻟﻤﻠﻴﻮﻧﻴﺔ ١٣ ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺎﻟﻊ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺸﻴﻴﻊ ﺷﻬﺪﺍء ﻣﺠﺰﺭﺓ ﺳﻨﺎﺡ صحيح كان صغيرا في السن لكنه كبير في العقل والذهن وسرعة البديهة التي وهبها الله له ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ كلمة ﻟﻮﺍﻟﺪة سجلها لتاريخ وفي سجل وتاريخ حياته الحافل بالنضال وهوا طفل لا يمكن أن يتصورها الإنسان : حيث قال وهوا يشاهد مشهد تاريخي وعظيم تتحدث عنه الأجيال .. أذا ﻛﺎﻥ يا أبتي ﻫﺆلاء ﺃﺗﻮﺍ ليشيعوا ﺍﻟﺸﻬﺪﺍء ( أريد ﻳﺎ أبتي أن ﺃﻛﻮﻥ ﺷﻬﻴﺪﺍ ﻟﻠﺠﻨﻮﺏ) حتى يتم تشييعي هكذا وبهذا المشهد يا سبحان الله فتحولت الأمنية والحلم إلى حقيقة حيث أراد الله أن يكون مع الشهداء والصديقين ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﺨﻔﻲ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭ .

ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ عبداللة ﻳﺤﻠﻢ ﺑﺎﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﻠﻔﺎ ﻟﻪ ﺍﻻ أن ﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﺍﻟﻀﺒﻌﺎﻧﻴﺔ ﺣﻄﻤﺔ أحلامه .. ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺒﺖ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻖ ١٨-١-٢٠١٤ ﻡ ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ إلى ﺍﻟﺒﻴﺖ مبتهجاً ﺑﺎﺳﺘﻜﻤﺎﻝ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻲ ﺍﻻﻭﻝ ﻭﻓﺮﺣﺎ ﻣﺴﺮﻭﺭﺍ ﺑﻘﺪﻭﻡ ﺑﻌﺾ زملائه ﻋﻨﺪﻩ إلى ﺑﻴﺘﻪ ﻟﻴﻘﺪﻡ ﻟﻬﻢ الشراب والعصائر ﻭﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﻟﻴﺤﺘﻔﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻳﺤﺘﻔﻠﻮﻥ ﻣﻌﻪ ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻭﺟﺒﺔ ﺍﻟﻐﺪﺍء ﺑﺮﻓﻘﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻠﻬﻔﺎ بمناسبة استكمال وانتها الامتحانات والفصل الدراسي إلا انه ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ أن ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺁﺗﻴﻪ وأن القدر سيخطفه ﻻ محالة .. ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ إلى ﺍﻟﺒﻘﺎﻟﺔ لإحضار ﺑﻌﺾ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻴﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﻔﻞ ﺍﻻ أن الات القتل القوات اليمنية التابعة للواء 33 مدرع ﺃﻣﻄﺮﺕ القرية ﺑﺮﺻﺎﺹ ﺍﻟﺪوﺸﻜﺎ بطريقة ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ وهستيرية ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺭﺣﻤﺔ وبلا هوادة ولا وازع ضمير أو وجود ذرة من الإنسانية .. ﻭعند عودته إلى منزله أتت رصاصات الضبع منطلقه من مبنى سلطة القتل اليمني في مقر المحافظة بسناح .. هي نفس القوات ونفس القتلة الذين ارتكبوا مجزرة سناح وهي نفسها التي ﺍﺧﺘﺮﻗﺖ ﺑﻮﺍﺑﺔ منزلة ﻭﺩﺧﻠﺖ إلى ﺍﻟﺼﺎﻟﺔ الداخلية باحثة عن عبد الله لتجده مختبئا إلا انها استقره ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻪ ﻓﻤﺰﻗﺖ أحشاءه ﻓﻔﺎﺭق عبد الله الحياة على الفور وخلال ثواني معدودات سرق وخطف جنود لا يعرفون الرحمة حياة الطفل عبد الله الذي كان يتميز بصفاته وذكاءه وأخلاقه عن المئات بل الآلاف من الطلاب .
الشهيد ﺍﻟﻄﻔﻞ عبد الله هوا الطفل ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ يسقط شهيدا ﻣنذ بداية الهبة الشعبية والخامس عشر من بين الأطفال الذين سقطوا في الضالع ﻟﻴﻠﺤﻖ ﺑالقاﻓﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍء .

الأطفال في الضالع قدموا وما زالوا يقدمون بل واخذوا النصيب الأكبر في الجنوب بسبب الجرائم التي يرتكبها الجيش اليمني في الضالع من قبل اللواء 35 مدرع بقيادة جنرال الحرب محمد عبد الله حيدر الذي مكث في الضالع لأكثر من سبعة عشر عاما حتى أتى اللواء 33 مدرع بقيادة جنرال الحرب عبد الله ضبعان الذي جاء ليكمل مسلسل الإبادة الجماعية في الضالع .. ضحوا وما زالوا يضحون قدموا وما زالوا يقدمون ويدفعون الضريبة من اجل الجنوب .. قدموا ﺄﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﺟﻞ أن ﻳﻨﺎﻝ الآخرون حريتهم ﻭأن ينال وﻃﻨﻬﻢ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ والاستقلال ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺩ دولته .

ﺷﻴﻊ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ عبد الله عبد الكريم ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻤﻮﻛﺐ ﺟﻨﺎﺋﺰﻱ ﻣﻬﻴﺐ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺑمدينة ﺎﻟﻀﺎﻟﻊ إلى مثواه ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺍﻟﺒﺠﺢ بمديرية حجر الحدودية بموكب جنائزي مهيب احتشد فيها عشرات الآلاف من ابنا الجنوب العربي الذين قدموا تلبية ووفاء لدم الشهيد وتنفيذا لوصيته وتحقيق حلمة الذي كان يحلم بأن يشيع كما شيع الجنوبيين شهداء مجزرة سناح .. ﺷﺎﺭﻙ في تشييع الشهيد قوى ومكونات الثورة الجنوبية والمكونات الشبابية والطلابية ﻭﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻓﻲ مديريات الضالع ومن مختلف مناطق وبلدات الجنوب العربي المحتل وطلاب المدارس الذين انتفضوا من مختلف مدارسهم وطلاب الكليات والمعاهد والمعلمين وأساتذة وأكاديميين وكوكبة من الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين البارزين ﻭسيولا بشرية جارفة اجتاحت سناح وضواحيها وجه خلالها شعب الجنوب العديد من الرسائل للقوات الغاشمة اليمنية والتي أكد فيها بأن أطفال الجنوب سيكونون خناجر مسمومة في أعناق الغزاة وهوا بالفعل ما هوا حاصل اليوم بالثورة الجنوبية يشارك فيها كل شرائح المجتمع بما فيها الطفل والطالب الذين انتفضوا من مدارسهم فهم يتواجدون اليوم في مختلف الساحات والميادين النضالية السلمي .