مصر تدعو المجتمع الدولي إلى مواجهة المتشددين في ليبيا

متابعات


 قال المتحدث باسم الجيش المصري إن عناصر من قواته المسلحة قد إنتشرت في جميع المحافظات "لمعاونة الأجهزة الأمنية في حماية المواطنين والمنشآت الحيوية والملكية الخاصة والعامة، تحسبا لإستهداف مناطق حيوية" بعد الضربات الجوية المصرية لمواقع تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا.

وذكر المتحدث في بيان له أن ذلك يأتي تنفيذا لقرار مجلس الدفاع الوطني الذي يعتبر في حالة انعقاد دائم منذ ليل أمس، واتخذ قرارا بشن ضربات جوية ضد مواقع لتنظيم الدولة في مدن ليبية.

وأضاف البيان أن الجيش سيقوم بتنظيم دوريات متحركة تجوب الميادين والشوارع الرئيسية بالتعاون مع عناصر الشرطة المدنية ونشر الكمائن على الطرق والمحاور الرئيسية لضبط الأمن ومواجهة العناصر الإجرامية.

ورجح مصدر عسكري لبي بي سي ان هذا الإجراء ربما يأتي تحسبا لأي محاولات لفرع تنظيم الدولة الاسلامية في مصر والذي ينشط في شمال سيناء تحت اسم ولاية سيناء لاستهداف المنشآت او المناطق الحيوية المصرية بعد توجيه ضربات لمواقع تتبع التنظيم في ليبيا.

وأشار المصدر إلي أن إتخاذ إجراء بعمليات التأمين في هو "نوع من الإدارك والتحسب من وقوع عمل إنتقامى داخل مصر".

وكانت مصر قد دعت المجتمع الدولي إلى مواجهة المتشددين في ليبيا، بعد يوم واحد من بث مقطع فيديو يظهر مقاتلي التنظيم وهم يذبحون 21 مصريا هناك.

وذكرت مصر وليبيا الاثنين أنهما شنتا غارات جوية على أهداف للدولة الإسلامية في ليبيا.
وقد أدان المؤتمر الوطني الليبي ما وصفه بـ"العدوان المصري" على ليبيا، فيما أكد محمد حجازي الناطق الرسمي باسم القوات التي يقودها اللواء خليفة حفتر ان مدينة سرت دخلت على خط الضربات الجوية و أنه جرى التنسيق مع الجيش المصري بشأن تلك الضربات.

وأضاف حجازي أن قوات حفتر تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في مدن بنغازي ودرنة و سرت، مشيرا إلى أن الضربات الجوية ستتواصل بشدة على مواقع التنظيم.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان "تجدد مصر مطالبتها لدول التحالف الدولي .. باتخاذ الإجراءات الكفيلة لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي وباقي التنظيمات الإرهابية المماثلة على الأراضي الليبية".

وكانت القيادة العامة للجيش المصري قد قالت في بيان إن "القوات المسلحة وجهت ضربة جوية ضد أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا".

وجاء في البيان أن "القوات المسلحة قامت فجر اليوم الاثنين الموافق 16/2 بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش الإرهابى بالأراضى الليبية".

وأكدت مصر على "حقها الثابت في الدفاع الشرعي عن النفس وحماية مواطنيها في الخارج ضد أي تهديد وفقاً لنصوص ميثاق الأمم المتحدة التي تكفل للدول فرادى وجماعات حق الدفاع الشرعي عن النفس،" بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية.

أوضح البيان أنه إنطلاقا من هذا الأمر فقد نفذت مصر فجر اليوم ضربات جوية استهدفت مواقع ومراكز تخزين تابعة لتنظيم داعش الإرهابي فى مدينة درنة الليبية.

وقال البيان إن الوزارة تقوم حاليا باتصالات موسعة ومكثفة مع جميع دول العالم، واستدعت كافة السفراء الأجانب المعتمدين في القاهرة لإطلاعهم على تطورات الموقف بعد حادث أمس، مؤكدة الخطورة البالغة لاستشراء الإرهاب في العالم، وبصفة خاصة في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً ليبيا.

وطالب بيان الخارجية المصرية بأن يتحمل المجتمع الدولي مسئولياته بالتحرك الفوري والفعال ضد التنظيمات الإرهابية التى تشترك فيما بينها فى تبنى الإيديولوجيات المتطرفة.
40 قتيلا على الأقل

وقال العميد الركن صقر الجروشي قائد القوات الجوية الليبية إن ما بين 40 و50 متشددا قتلوا في الضربات الجوية على أهداف الدولة الإسلامية بليبيا الاثنين.

وقال الجروشي للتلفزيون المصري "أعداد القتلى لا تقل عن 40 أو 50 قتيلا بالتأكيد".

وكان الجروشي قال في تصريحات سابقة أنه "تم قصف منازلهم وذخائرهم ومراكز التدريب التابعة لهم".

وكان الطيران الليبي قصف أهدافا في سرت وبن جواد في وسط البلاد، بحسب ما قاله قائد سلاح الجو الليبي، التابع للحكومة الليبية المعترف بها دوليا.

ويوجد في الموقعين قوات موالية للحكومة الموازية التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، والتي تقول الحكومة الليبية المعترف بها دوليا إنها مدعومة من إسلاميين متشددين.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن العميد الركن صقر الجروشي قائد سلاح الجو، إن الضربات التي وجهت إلى سرت وبن جواد، عملية ليبية منفردة.

كان الجروشي قد صرح من قبل بأن قواته شاركت الطائرات الحربية المصرية في توجيه ضربات لمواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية ثأرا لمقتل 21 مصريا مسيحيا نشر التنظيم لقطات فيديو لذبحهم.

وأضاف أن العمليات مستمرة ضد أهداف التنظيم في ليبيا، وأن الهجمات التي تمت فجر الاثنين تركزت في درنة.

ولكن عمر حميدان المتحدث باسم المؤتمر الوطني الليبي العام أدان ما وصفه بالـ"العدوان المصري" على الأراضي الليبية.

وقال حميدان الذي يمثل برلمان حكومة طرابلس الموازية في تصريح لقناة الجزيرة "ندين بكل شدة العدوان المصري صباح اليوم على مدينة درنة ونعتبره اعتداء على السيادة الليبية".
دعوة للتدخل

ودعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في حديث هاتفي مع نظيره المصري الاثنين إلى عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في ليبيا واتخاذ إجراءات جديدة بعدما قصف الطيران المصري أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية هناك، بحسب ما ذكره مكتب هولاند في بيان.

وأضاف البيان أن الزعيمين "أكدا أهمية انعقاد مجلس الأمن الدولي واتخاذ المجتمع الدولي إجراءات جديدة لمواجهة خطر" الدولة الإسلامية".

وأعرب السيسي عن مواساته لأسر الضحايا، مؤكداً أنهم سيلقون كامل الاهتمام والرعاية من كافة أجهزة الدولة المعنية.


وجاءت تصريحات السيسي خلال زيارته إلى مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتقديم العزاء.

وقالت الإمارات العربية إنها تقف إلى جانب مصر في حملتها على الإسلاميين المتشددين في ليبيا بعد قتل 21 مصريا هناك، ودعت إلى اجتثاث تنظيم الدولة الإسلامية من المنطقة.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن رئيس البلاد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بعث برقية تعزية إلى الرئيس المصري، قال فيها "إننا معكم وإلى جانبكم في كل ما تتخذونه من خطوات وإجراءات للقضاء على الإرهاب والمنظمات الإرهابية كافة".

وندد الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، بقتل المصريين واصفا إياه بأنه "عمل إرهابي وبربري وحشي، يرجع إلى العصر الحجري".

وأضاف أن لمصر الحق في الدفاع عن نفسها.

"تهديد لأوروبا"

في غضون ذلك، قال السفير المصري لدى المملكة المتحدة ناصر كامل لبي بي سي إن ليبيا تعتبر مشكلة بالنسبة لأوروبا وعلى وجه الخصوص بسبب قربها الجغرافي من إيطاليا.

وقال السفير المصري "هناك الآن أناس يحاولون عبر البحر المتوسط بغرض الهجرة، ولكن في الأسابيع المقبلة، واذا لم نتصرف سوية، ستكون الزوارق مليئة بالارهابيين."

وكانت إيطاليا قد قالت إنها مستعدة لقيادة قوة دولية في ليبيا شريطة أن تقتنتع الأطراف المتحاربة بوقف القتال.

وقال مكتب رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينزي إن الأخير اتفق مع الرئيس المصري على ان الخطوات التالية يجب ان تكون دبلوماسية.