في ذكرى رحيل الزوكا .. ( عدن الحدث ) في حوار خاص مع القيادي المؤتمري فهد مبروك : كان الزوكا يؤمن بالحوار على طريق الالتقاء ، لاعلى درب ان تكون معي أو ضدك
في مثل هذا اليوم التاسع من ديسمبر من عام 2017، شيعت جموع حاشدة من أبناء محافظة شبوة جنوب اليمن، جثمان الشهيد عارف الزوكا الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي قتله الحوثيون إلى جانب الرئيس السابق علي عبد الله صالح
. وانطلقت مواكب التشييع من مدينة عتق عاصمة المحافظة بعد الصلاة عليه في ملعب الفقيد الخليفي ، إلى مسقط رأسه في مديرية الصعيد محافظة شبوة حيث وري الثرى . وعم الحزن ابناء شبوة ومحافظات اليمن الاخرى جراء رحيل الزوكا الذي ابى الا المقاومة والقتال ضد الحوثيين مع رفيق دربه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح .
من هو عارف الزوكا ولد في سنة 1964 في محافظة شبوة جنوب اليمن. الخبرات والمناصب نائب لرئيس المؤتمر الشعبي العام فرع محافظة شبوة للفترة 90م – 94م رئيساً لفرع المؤتمر الشعبي العام محافظة شبوة للفترة 94م – 99م. رئيساً لدائرة الإدارة والخدمات بالأمانة العامة عام 99م. رئيساً لفرع المؤتمر الشعبي العام محافظة شبوة للفترة 99م – 2003م. رئيساً لدائرة المنظمات الجماهيرية بالأمانة العامة للمؤتمر للفترة 2004-2005. رئيساً لدائرة الشباب والطلاب بالأمانة العامة للمؤتمر للفترة 2008م – 2012م. أميناً عاماً مساعداً للمؤتمر الشعبي العام لقطاع التعليم والشباب والطلاب. كلف أميناً عاماً للمؤتمر الشعبي العام من قبل الدورة الاستثنائية للجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام في دورتها الاستثنائية المنعقدة يوم السبت 8-11-2014م أهم المناصب الحكومية التي شغلها وكيل لمحافظة إب للفترة 2003م – 2004م. وكيل أول لأمانة العاصمة صنعاء للفترة 2004-2005م. محافظاً لمحافظة مأرب للفترة 2006- 2008م . وزيراً للشباب والرياضة للفترة 2011م. ..
..... ( عدن الحدث ) وبمناسبة مرور ذكرى ثلاث سنوات على رحيل القامة الوطنية عارف الزوكا ، اجرت حوارا خاصا مع الاستاذ فهد مبروك سالم عضو اللجنة الدائمة الرئيسية للمؤتمر الشعبي العام ، مدير عام مكتب الزراعة بمحافظة شبوة ، للحديث عن الشهيد الزوكا . حدثنا عن عارف الزوكا ، شخصيته وأخلاقه مواقفه؟ عُرف / عارف أبو عوض أنه لا يتحرك إلى أية مؤسسة حكومية إلّا وهو حاملٌ ملفاً مُثقلاً بقضايا المواطنين ، كمتابعة ملف الطلاب الجامعيين ، أو ملفات موظفين بسطاء لتعديل استحقاقاتهم الوظيفية الإدارية ، أو ملف المُهملين من العسكريين لترتيب ترقياتهم القانونية ، أو ملف المصابين بالأمراض المزمنة ، ولم يحمل من بين ملفاته أية قضية شخصية تخصه هو بالذات بحسب علمي.. كان شخصا استثنائيا بكل ما للكلمة من معنى ، وكان رجلا حرا وكريما وواثقا من نفسه ومتواضعا وقوي الشخصية ومثابرا مثابره رجل قيادي ، وكان خدوما للناس ويحمل قضاياهم وملفاتهم الى كل اجهزة الدولة ، وكان يتحلى باخلاق عالية وزاهدا في متاع الدنيا ، وكان وفِي للوعد ، وثابتا في العهد ، لم يكن يوما على مبادئ وتحول عنها ، كان الرجل مؤتمريا وحدويا آمن باليمن الموحد والكبير، وقاتل لأجل ذلك حتى استشهد ، ويشهد له الجميع بأنه القائد القدوة الذي تحلى بمكارم الأخلاق واتسم بالفضائل , متواضعا , شهما , وفيا , صادقا , نزيها , سموحا , ذو شجاعة وحنكة , ويتمتع بشخصية قيادية كفؤه , فكان أبرز القادة السياسيين في الجمهورية اليمنية. يقال إن عارف تميز بشخصية كاريزما استثنائية في اعتقادك
.. ماسبب هذا التميز؟ كان يتحرك بطاقة هائلة من النشاط والحركة والحيوية المُفرطة، لقد كان يصل ساعات الدوام الرسمي بما بعده في عمل إداري و حزبي واجتماعي متواصل قَلّ نظيره. لهذا تجده مبادراً في كل شأن يخص المجتمع وفي أية دائرة اجتماعية كانت، إما على مستوى محافظة شبوة كلها، أو على مستوى اليمن العظيم باتجاهاته الأربع ، وقد ترك بصمات ثابتة في كل مدينة و قرية من خلال المناصب الحكومية التي تشرفت به ، أو من خلال المهام الحزبية الرفيعة التي تقلّدها في حزب المؤتمر الشعبي العام ذي التجربة والتقاليد الحزبية العريقة. ما هو سر العلاقة الوطيدة التي كانت تربط الزوكا مع الرئيس السابق صالح
.. خاصة في السنوات الأخيرة من حياتهما، و ماهو تفسير صعوده بشكل سريع ليصل إلى منصب الأمين العام للموتمر؟ . تميز الشهيد بالشجاعة ، فتجده من أوائل الرّجال في تحديد المواقف السياسية من أية قضية وطنية ، ويكفي أنه ودع الدنيا وهو يقاتل من موقعه السياسي ، ولم يكن ذات يوم إلا مع وحدة اليمن وشعبه العظيم. إنه رجل حوار شديد الكياسة السياسية ، بل أنه يوصف من قبل البعض بالمحاور (العنيد و الصلب) ، والبعض الآخر يصفه بالمتشدد ، والأغلبية يصفونه بالوفي للمعتقد التنظيمي والوطني ، وقد تولى عارف الزوكا منصب الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام في مرحلة صعبة من تاريخ شعبنا وتاريخ تنظيمنا الرائد ، مرحلة شديدة التعقيد ، ومليئة بالقلاقل والتحديات الجسيمة مع طوفان من المؤامرات التي داهمت بلادنا من كل الجهات حيث كان النصيب الأوفر من هذه المؤامرات يستهدف أكبر وأعرق وأهم مؤسساته السياسية الوطنية ممثلة بالمؤتمر الشعبي العام ، أحد أهم الدعامات والركائز الوجودية للكيان اليمني الموحد ، فكان عارف نعم القائد ، ونعم الأمين ، وكان مثالا رائعا في النشاط والحيوية والحركة والولاء والإيمان برسالته الوطنية السامية ، فاضطلع بدوره السياسي على أكمل وجه ، وأدى مهامه التنظيمية بدقة متناهية ، قولا وفعلا ، وكانت أخلاقه ونزاهته محل إجماع لا يختلف عليها اثنان ، يتمتع بالسمعة الحسنة ، ينظر إليه الجميع من كل أطياف العمل السياسي بإجلال وإكبار وتقدير. كيف تعامل عارف الزوكا مع مراحل الصراع السياسي التي مرت بها اليمن وخاصة منذ أحداث 2011 وبعدها؟
(عارف الزوكا) من السياسيين القلائل الذين لم يخلطوا بين الحزبية والوطنية ، بل جعل من الحزبية طريقة لتقوية الاواصر الوطنية ، يؤمن بالحوار على طريق الالتقاء ، لا على درب ان تكون معي أو اصبح ضدك ، لقد ملك ابو عوض قيم وسجايا ضاعت في الزمن المغلف بالمادية ، وبها وضع بصماته في ناصية التاريخ وفي اذهان الناس ، لم يداهن ولم يساوم ولم يزايد ولم يسمح بتأجير موقفه ، فقد ظل محافظا على مبدئه ومساره السياسي ، ومن أجلها مات شهيدا نظيفا ليس لديه سوى سمعته ، رحل عن صهوة جواده ، وفي قلبه كل الحب والوفاء للوطن ، وهكذا ان تكون وفيا لمبادئك محبا لوطنك مجاهدا في الذود عنه فأنت مخلد في قلوب البشر. . كثيرون تخلوا عن صالح الا قلة قليلة.. منهم عارف الزوكا..
الى ماذا تعزو موقف الزوكا؟ هذا يعود الى تمسكه بقيم ومبادئ انسانية عظيمة كانت تسكن قلبه وروحه ، الفكر الميثاقي الأصيل الذي تجسد قولا وفعلا للوفاء والإخلاص والكفاءة والنزاهة والمسؤولية الوطنية والحب الشامخ والكبير للوطن الأرض والإنسان ، ولتنظيمه الرائد المؤتمر الشعبي العام..