على هامش ذكرى ثورة سبتمبر
هناك ظاهرة تكاد تكون الغالبة في مسار التاريخ الحديث في اليمن، شماله وجنوبه، وتتصل بالاحتفاء بالمناسبات والأحداث التي يفترض أنها وطنية وتاريخية، ويجري القاء الخطب العصماء وتدبيج المقالات والبيانات والقصائد والمعلقات، ونسج القصص و(أحيانا) الأساطير عن هذا الحدث أو تلك المناسبة، دونما الالتفات إلى مفاعيل هذا الحدث وحصاد تلك المناسبة وما تركاه من بصمات أو آثار على صعيد التاريخ وعلى حياة الناس المحتفيين أنفسهم، والمقصود هنا ملايين البسطاء الذي يجَرُّون جرّاَ إلى ساحات الاحتفالات، مثلما لا يسأل أحدٌ إلى أين تتجه الأمور بكل ما له صلة بهذا الحدث وتلك المناسبة. أقول هذا ونحن نعيش أجواء الذكرى الستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م التي كان يفترض أنها قد جاءت لتخرج اليمن من طغيان تجاوز عمره الألف عام. وبعيدا عن لغة القدح والمدح، ولغة التبجيل والتقليل يمكن التعرض للنقاط الأساسية التالية: