جامعة عدن تحتفي بتأبين ألفنان الكبير ابوبكر سالم بلفقيه
من أي الأبواب ينفتح الحضور عن الغياب ومن أي النوافذ يمكننا أن نطل على معنى رحيل هذا النورس الحضرمي العدني الأصيل، أسطورة الفن المعاصر ابو بكر سالم ابو أصيل، الذي جعل من حياته سيموفينة باذخة السحر والجمال باللحن والصوت واللنغم وشعلة دائمة التوهج والإشعاع في حلكة الظلام العربي الموحش ؟. ثمة ملمح أسطوري في حضرة غيابه الحزين وهو الذي أسر القلوب والأذهان بسيل شعري غنائي دافق النور والجمال العصي على النسيان والأهمال في ليل التاريخ وذاكرة الزمان، فإذا كان المرء يموت حينما يكف الناس عند تذكره! فهاهو نورس الغنّا الجميل يدعونا برحيله الى تذكره واستعادته درة فنية حضرمية لم يجود بمثلها الزمان بما يليق بمقامه الرفيع الشأن ومن أجل ذلك اجتمعنا صباح اليوم في رحاب كلية الآداب لجنة تحضيرية لتنظيم حفل تأبينه يرئسها الاستاذ الدكتور الخضر ناصر لصور رئيس جامعة عدن ونخبة من الأكاديميين والأكاديميات وأنا معهم في لجنة الكتاب المزمع إصداره بهذه المناسبة الجدير بها في المدينة نشاء وعاش بين أحضانها وأحبته وأحبها عدن أميرة المدن القديمة والجديدة وحورية البحار التي طالما وتغنى بجمالها والشوق اليها بأغاني يستحيل نسيناها ومنها رائعة النادرة: كل شيء معْقول وهي الاغنية التي يحفظها ويترنم بها كل من أجبر على فراقها من المغتربين والمهاجرين والمنفيين. لو يمر العمر كله في شجن لو ابات الليل ما اذوق الوسن كل شي مقبول .. كل شي معقول كل شي مقبول .. كل شي معقول كل شي .. كل شي الإ فراقك ياعـــــــــــــــدن يارسولي خذ معاك وجدي واشواقي وطيير قف على شمسان واجزع ساحل ابين والغدير قل لهم قلبي على الهجران مايحمل كثير كل شي مقبول .. كل شي معقول كل شي .. كل شي الا فراقك ياعـــــــــــــــدن لو يمر العمر كله في شجن لو ابات الليل ما اذوق الوسن كل شي مقبول .. كل شي معقول كل شي مقبول .. كل شي معقول كل شي .. كل شي الا فراقك ياعـــــــــــــــدن شمسان ياعز راسي .. يا اوحيلى مكان افديك وافدي الذي هو في سفوحك سكن شمسان .. شمسان مشتاق مشتاقلك .. مشتاق دوم الزمن الله الله .. الله يجمع شملنا ياعـــــــــــدن كل شي مقبول .. كل شي معقول كل شي .. كل شي الا فراقك ياعـــــــــــــــدن عدن وحدها هي من يليق بها أن تحزن وتأبن بلبلها الصداح الذي اضطرته ظروف الحياة القاسية فيها الى الرحيل مكرها لا بطل! أن رحيل الفنان الكبير ابوبكر سالم بلفقيه يعد مصابا جللا في حياة ملايين من البشر الذين أحبوه وترنمو بأغانيه الجميلة إذ كان وسيظل علماً بارزاً من أعلام الفن اليمني ومدرسة فنية وأدبية متنوعة العطاءات الفنية على مستوى اليمن والجزيرة والخليج وقامة من قامات الإبداع والأدب العظيم التي لم تكن ملكاً لأولاده وأسرته وإنما ملكاً لأفراد هذا المجتمع والوطن العربي عموماً الذين كانوا يرون في غناء بلفقيه تعبيراً صادقاً عن معاناتهم وهموهم، مشيرين أن وفاته تعد خسارة كبيرة على كل الوطن من الناحيتين الفنية والأدبية لأنه غنى ولحن وأمتع جمهوره طيلة مشواره الفني الذي قضاه في محراب الفن الأصيل قدم فيها فناً جميلاً ورائعاً وأداءً متميزاً وصوتاً عذبا. ولكنه بما تركه من أثر إبداعي فني جميل في هذا العالم، قد خلد اسمه وبات رمزا فنيا كبيرا، والرموز خالدة لا تموت! أنه ابو أصيل الذي غني للأرض والحياة والاوطان، وغرد للإنسان وعبر عن تبارح العشاق والمحبين أنه رفيق الغرباء والمغتربين، هو نغم السفر، وسلوى المسافرين، فهو الفنان الوحيد مع فيروز الصباحية الذي يمكنك سماعه في كل الأوقات. كان ابو بكر زادنا الروحي والفني في الحل والترحال وسيظل في أزمنة الضيق والمحن كما هو كذلك سلوة الخاطر في ازمنة الفرحة والنشوة والأمل. فمن ذا الذي لم يدندن معه بأغناني الشوق والمحبة والأمل الساحرة. ياطائرة طيري على بندر عدن ، ياحامل الأثقال، أو لا تلقي لها سوم، وأربع وعشرين ساعة، أو نار حبك نار، ورباعي الحروف، وقال المعنى بن حسن، وعادك الا صغير، ياسلوة الخاطر،أو أغنية الغرباء والمغتربين والمهاجرين والمنفيين باشل حبك معي باشل حبك معي بالقيه زادي ومرافقي في السفر وباتلذذ بذكرك في بلادي وفي مقيلي والسمر وانت عسى عاد باتذكر ودادي وان كنت تناسيت ياما ناس جم مثلك تناسوا الوداد في خير انته وانا بانلتقي في سعاد شفنا كما الطير ليهو دوب شادي ويعيش فوق الشجر مابين اغصانها رايح وغادي وان هزه الشوق فر سل عن نشيدي وفني كل وادي وتخبر العشب مني والبواسل والسمر والقتاد في خير انته وانا بانلتقي في سعاد يانور عيني ويا بهجة فؤادي ع فرقتك مااقدر مابين عيني وبين النوم بادي بيت حليف السهر ذا ايش من حب احرمني رقادي ذا ايش من كل ما جيت با نقصه ع الوهم زاد في خير انته وانا بانلتقي في سعاد اش بايقولون لك عني الاعادي كلام ماله اثر ماقصدهم شي سوى عثرة جوادي حاشا على ما اعثر مازلت ماسك على عهدي محادي وحافظ وداد وخير الناس لي هم يحفظون الوداد في خير انته وانا بانلتقي في سعاد الف رحمة ونور تَغْشَاه في مثواهر