أدوار لا تنسى في استتباب الامن واغاثة السكان وتأهيل الخدمات الأمارات بعدن
تسلمت الامارات ملف عدن بعد التحرير العظيم في يوليو 2015 ، وعدن في وضع كارثي على مختلف المستويات والصعد ، فالجانب الأمني يعاني انفلاتا رهيبا ودراجات الموت تختار ضحاياها يمنة ويسرة ، والاغتيالات تتكرر في اليوم اكثر من مرة والمفخخات ترعب الامنين بين يوم وآخر . كانت أجهزة الدولة شبه مشلولة ، والوضع المعيشي للناس أسوأ من سيء جراء أشهر الحرب ، والامن منعدم والخدمات متوقفة .. وكانت الامارات يدا تحارب بالسلاح ويدا تبني وتعمر وتغيث السكان وتساعد على استبباب الامن وعودة السكينة الى المدينة. الدور الامني أهلت الامارات المرافق الأمنية وكوادرها، ورفدتها بالأجهزة والمعدات اللازمة للعمل، واسندت الأجهزة الأمنية براً وجواً لتطهير المدن المحررة من الجماعات الإرهابية ، وكان الفارق الكبير الذي نعيشه اليوم ويدركه كل سكان المدينة ، فعدن قبل عامين كانت مديريات فيها خارج سيطرة الدولة والمرافق والمنشآت موزعة على التشكيلات الامنية ، فساندت الامارات السلطة المحلية لبسط نفوذها على المدينة وكافة مرافقها وقدمت كل الدعم الممكن لبسط الامان في المدينة التي ارهقتها الاغتيالات والتفجيرات والمفخخات لأشهر من الزمن . الأجهزة الأمنية في جميع المحافظات المحررة كانت قد دمرت بفعل استهدافها من المليشيات بهدف خلق فراغ أمني وانتشار الفوضى ، لكن الجهود الاماراتية اعادت بناء مؤسسة أمنية في عدن من جديد واعادت السكينة والاستقرار لهذه المدينة ، دعمت الامارات مراكز الشرطة بالأثاث والأجهزة، وقدمت ما يزيد على 120 سيارة شرطة، كما قامت بتأهيل وتدريب الوحدات، واعتماد مرتباتهم ودعمهم عسكرياً ومعلوماتياً، ومساندتهم في الحملات الأمنية ضد التنظيمات الإرهابية، وتشكيل قوات الحزام الامني باربعة الوية متكاملة حول عدن ، وهي القوات التي كان لها دور كبير في مكافحة الإرهاب في عدن ولحج وأبين الى جانب افراد الامن العام . دعم لا محدود تلقاه امن عدن من الامارات كان اخره استلامه 15 سيارة كامري ، وسبقه تاهيل مئات الافراد من منتسبي مختلف الاجهزة الامنية بدورات خارجية وتقديم سيارات الاطفاء وعشرات الدراجات النارية وأجهزة ومعدات حديثة خاصة بالبحث الجنائي .. دعم اماراتي قال عنه مدير امن عدن اللواء شلال علي شايع في تصريح صحفي مؤخرا بأنه أسهم بشكل كبير في تحقيق النجاحات التي ادت الى استتباب الامن والاستقرار في العاصمة عدن . الدور الإغاثي كانت الامارات العربية المتحدة من اوائل الدول التي بادرت الى اغاثة المواطنين في اليمن فور اندلاع الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي وصالح ، وبعد التحرير جعلت من عدن مركزا لتوزيع المساعدات الانسانية التي كانت مصدرا مهما لمعيشة السكان في وقت كان حتى الراتب مقطوعا عن غالبية المواطنين في المحافظات المحررة نتيجة ظروف الاشهر الاولى للحرب . آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية قدمت عبر الهلال الأحمر الإماراتي و�مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية�. أرسلت العشرات من طائرات الشحن والسفن والبواخر لتوفير المواد الإغاثية لليمنيين وتم تأمين توزيعها ووصولها إلى المحتاجين والمشاركة في جهود الإغاثة الإنسانية العاجلة، وتوفير طرود غذائية للأسر والتي يقدر عددها بالعشرات من الآلاف . عندما أطلقت الأمم المتحدة مناشدة لجمع 2.1 مليار دولار لتوفير الغذاء ومساعدات ضرورية أخرى يحتاج إليها 12 مليون شخص في اليمن الذي يواجه خطر المجاعة، كانت الإمارات في صدارة الدول الداعمة، حيث بلغ حجم المساعدات الإنسانية التي قدمتها الإمارات استجابة للأزمة الإنسانية التي يعانيها اليمنيون - منذ بدء الأزمة - نحو 744 مليون درهم، ما يوازي �202 مليون دولار أميركي�، وذلك حتى شهر أغسطس عام 2015. ووصل حجم مساعدات الإمارات خلال عام 2015 – عام الحرب - إلى اليمن إلى 430 مليون درهم، منها نحو 190 مليون درهم لتوفير الوقود والطاقة الكهربائية، ونحو 110 ملايين درهم للمساعدات والمواد الغذائية، بجانب 80 مليون درهم مساعدات طبية، و30 مليون درهم لتوفير المياه والصرف الصحي، و20 مليون درهم لمواد إغاثية متنوعة. الصحة والتعليم والخدمات أعادت الإمارات تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية في عدن بكلفة وصلت إلى 35 مليون درهم، حيث كان هذا القطاع يعاني كارثة إنسانية جراء استهداف المستشفيات والمراكز الصحية ومنع وصول الأدوية والمستلزمات الطبية، وعملت الإمارات عبر الهلال الأحمر على إنجاز مشروعات عدة متكاملة لإعادة هذا القطاع إلى وضعه السابق وبكلفة إجمالية وصلت إلى 48 مليوناً و500 ألف درهم. وعملت الإمارات على سرعة إيجاد حلول عاجلة لمشكلة انقطاع التيار الكهربائي عن معظم مناطق عدن وتأهيل الشبكة الكهربائية في المدينة، بجانب تأهيل محطات التوليد وشراء مولدات جديدة فيما بلغت الكلفة الإجمالية لمشروعات الكهرباء في عدن 217 مليوناً و317 ألف درهم، كما أن المحطة الكهربائية المقدمة من الإمارات تعمل بطاقة 90% لإضاءة المناطق المتضررة وأسهمت في إنارة مناطق متضررة في محافظة أبين المجاورة لمدينة عدن. كما سلمت الإمارات قيادة محافظة عدن نحو 50 مولداً كهربائياً بقوة 50 ميجا وات، وسبقها إرسال 14 ألف طن متري من مادة الديزل، لتشغيل محطات الكهرباء؛ وذلك في إطار القرض المقدم من صندوق أبوظبي للحكومة اليمنية . ولتأهيل قطاع الماء عملت الفرق الميدانية في هيئة الهلال الأحمر الإماراتي على معرفة احتياجات آبار المياه من المضخات، وتم شراء المعدات اللازمة لتشغيلها بقيمة خمسة ملايين و24 ألف درهم، وبلغت الكلفة الإجمالية لمشروعات المياه وتوابعها في مدينة عدن 22 مليوناً و674 ألف درهم، كما تبنت الهيئة مشروعات خاصة بشبكة الصرف الصحي وتمثلت في إعادة تأهيل هذه الشبكة في عدن، بكلفة وصلت إلى خمسة ملايين و703 آلاف درهم. وفي القطاع الصحي نفذ الهلال الاحمر الاماراتي المرحلتين الأولى والثانية من تأهيل مستشفى الجمهورية في محافظة عدن. وسلم الهلال الإماراتي خمس ثلاجات لمشرحة المستشفى، إلى جانب تقديم دعم طبي كبير على مراحل، شمل أجهزة ومعدات طبية حديثة، مثل معدات الإنعاش ومعدات كهربائية، وعربات طوارئ وأكسجين، وأجهزة تعقيم، ويواصل الهلال الإماراتي تقديم المعونات الطبية لمستشفيات عدن . كما تكفلت الامارات بعلاج عدد كبير من الجرحى اليمنيين، ممن تأثروا جراء الحرب في إطار مبادرتها لعلاج 1500 جريح يمني تزامناً مع مبادرة عام 2017، عام الخير، التي أطلقها صاحب السمو رئيس دولة الامارات . ووفرت الهلال الأحمرالاماراتي الوسائل كافة لنقل الجرحى إلى مستشفيات الدولة، لتوفير العلاج والرعاية الصحية اللازمة لهم، وفقاً لبرنامج تم إعداده بهذا الخصوص، وبناء على التقييم الصحي لكل حالة من الحالات، إلى جانب تقديم كل ما من شأنه أن يحد من معاناتهم، ويسهم في عملية شفائهم ويوفر سبل الراحة لهم، ولذويهم ومرافقيهم خلال فترة إقامتهم في الدولة. وفي مجال التعليم عملت الإمارات على تأهيل وتجهيز حوالي 154 مدرسة في عدن من خلال إعادة تأهيل وبناء المدارس المتضررة كلياً وجزئياً نتيجة حرب الانقلابيين وتوفير حوالي 8 آلاف و500 مقعد مدرسي، ورفد حوالي 135 مدرسة بنحو ألف و674 جهاز كمبيوتر، وتوفير حوالي 200 جهاز تكييف، كما تولت الإمارات تأهيل وإعادة افتتاح العديد من المنشآت التعليمية الجامعية وفي مقدمتها مشروع تأهيل وصيانة وتأثيث السكن الجامعي لطلاب المحافظات، الذين يدرسون في عدن، الذي يتكون من خمسة مبان رئيسية مع ملحقاتها الخدمية على مساحة 59 ألفاً و467 متراً مربعاً، ويستوعب 1500 طالب من مختلف المحافظات اليمنية، إلى جانب طلاب من الدول المجاورة، ومنها جيبوتي والصومال، وكذا مشروع تأهيل وصيانة وتأثيث سكن طلاب محافظة شبوة، الذين يدرسون في محافظة عدن، الذي يستفيد منه 190 من طلاب السكن الداخلي.