*بعد التحايل بوزنه.. المخابز تقرّ زيادة بسعر "الروتي".. والمواطن يدفع الثمن*

العاصمة عدن / خاص

*"الروتي".. آخر ما تبقى للفقراء يُنهب دون رحمة؛ تحايل في الوزن.. وارتفاع بالسعر بلا وجه حق* *"كفاكم عبثًا".. صرخة مواطن أمام فوضى المخابز؛ أسر بأكملها لا تجد ما يسد رمق أطفالها* *قرارات غائبة.. وأفران تصنع قوانينها الخاصة، من يحمي المواطن من جشع لا يعرف حدودًا؟* *اللجان المجتمعية تحذر.. لكن أين يد الضبط الحازمة؟* *287 مخالفة.. ولكن كم فرنًا توقف؟.. أرقام مرعبة.. وغياب الردع يزيد الاستهتار* *الاستطلاع:* في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها المواطنون، تصاعدت موجة من الغضب الشعبي إزاء ما وصفوه بالتلاعب بأسعار وأوزان الخبز "الروتي" من قبل المخابز والأفران في العاصمة عدن، التي عمدت إلى تقليص الوزن ورفع السعر دون الرجوع إلى الجهات الرسمية، الأمر الذي زاد من معاناة الأسر ذات الدخل المحدود، فمن الذي يستطيع إلزام الأفران بالوزن القانوني *تحايل واضح واستياء شعبي واسع* يعاني المواطن في مدينة عدن من تقليص واضح في وزن قرص الروتي، حيث تحاول بعض المخابز رفع سعر بيعه إلى 100 ريال في محاولة فرض تسعيرة جديدة، رغم أن وزنه في المتوسط 40 جراماً في كثير من الحالات، وهو ما يُعد مخالفة صريحة للقرارات الصادرة عن السلطات المحلية. ويقول المواطن عبد الرحمن ناجي، موظف حكومي: "السعر ارتفع والوزن نقص، ولا في لائحة ولا ميزان ظاهر، الناس تشتري على البركة، بينما الأفران تزيد على مزاجها". أما المعلمة نجلاء سعيد فقالت: "الروتي كان يكفينا، اليوم حتى الأطفال لا يشبعون. نشتري أقل وندفع أكثر، وهذا غير مقبول". *بيان غائب عن الأوزان.. ومحاولات تمرير تسعيرة جديدة* أثار بيان صادر عن جمعية عدن للمخابز والأفران استياءً واسعاً، حيث ركز على الأسعار دون التطرق إلى عدم التزام المخابز بالأوزان الرسمية، مما اعتبره كثيرون محاولة لشرعنة زيادة غير رسمية في السعر عبر تقليص الحجم، واعتبر المواطنون ذلك جزءاً من خطة مدروسة لتمرير تسعيرة جديدة تدريجياً على حساب المواطن، دون منحه حقه في البداية من حيث الوزن والكمية. *اللجان المجتمعية تحذر.. ومخالفات بالجملة* في تصريح خاص، قال العميد عبدالرحمن الشعوي، نائب مدير عام اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن: "ندين بعض الأفران والمخابز التي خالفت ورفعت أسعار الروتي، ولن نتهاون مع من يتلاعب بقوت أبناء الشعب، اللجان المجتمعية ستكون إلى جانب الجهات المعنية في أي وقت، وسنقف في وجه كل من يعبث بمعيشة الناس". وأكد الشعوي أن اللجان المجتمعية رقابية وليست ضبطية، داعياً إلى تقديم المخالفين للعدالة ومحاسبتهم بما يردع غيرهم. *287 مخالفة.. هل من رادع؟* نفّذ مكتب الصناعة والتجارة بعدن نزولاً ميدانياً أسفر عن تحرير 287 مخالفة بحق 189 فرنًا ومخبزًا مخالفًا، وهو رقم اعتبره مراقبون مؤشراً خطيراً على حجم التجاوزات، لكن المواطنين يطالبون بخطوات عملية تتجاوز تحرير المحاضر إلى المحاسبة الفعلية والتنفيذ الصارم للقرارات. *مطالب شعبية للسلطات* يطالب المواطنون وزير الدولة محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، والجهات المعنية، بالوقوف بحزم أمام محاولات فرض زيادة سعرية جديدة، ومحاسبة كل من يعبث بقوت الناس أو يساهم في خلق فوضى سعرية تزيد من معاناتهم، كما ناشدوا الجهات المعنية بالنظر بعين الرحمة إلى حال المواطن، والعمل على ضبط وزن الروتي ورغيف الخبز، لمنع استمرار التلاعب بالأوزان، الذي يحدث دون مراعاة للقرارات الرسمية أو مصلحة المواطن، ويبقى السؤال إلى متى سيستمر العبث ومن سيحمي المواطن ويقف اليوم بصفه ضد حمى الكسب السريع وجشع التجار؟