إنها الفتنة ....... والله يجنب عدن شرورها .

د/اسمهان العلس
.
في عام 1949 حسم محمد علي لقمان رائد التنوير مفهوم ((من هو العدني)) واليوم ونحن في القرن الواحد والعشرين تتجاذب كل الأطراف ، وربما نتقاتل ، المفهوم ذاته .
أرجوكم ...............أذكروا لي مدينة في العالم يسكنها أبناء من عرق واحد . وما الجنسيات الأجنبية والخليجية التي يتباهى الكثيرون من اليمنيين بحملها الآ لأنهم قدموا إلى هذه الدول واستقروا فيها واندمجوا مع بعضهم أو ولدوا فيها من أباء قدموا استقروا كذلك ، لأن للجنسية ومنح الهوية معايير متفق عليها.
ولماذا عدن تحديدا ؟؟؟؟؟ ولنا في صنعاء أكبر مثال . فهي المدينة التي استقر بها بادان الفارسي وأسلم وتناسل أبنائه فيها وما زالت أسرهم تحمل العرق الفارسي فيها حتى اليوم . وفعل العثمانيون في غزواتهما الأولى والثانية لصنعاء الفعل ذاته . ولحقهم محمد علي باشا . وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى وصلت إلى ميناء الحديدة فرقة عسكرية فنية ولم تستطع العودة إلى بلادها بسبب ، فدعاهم الإمام يحي إلى الاستقرار والتزواج في المدينة .
لماذا عدن التي تتجاذب هويتها كل الأطراف تشكيكا بانتماءات أبنائها أم رغبة في إفراغها من تاريخها وسماتها على الرغم من أن شواهدها التاريخية في وجوههم ناطقة . 
وحول عدن يتساوى الجميع في الإبحار في هذا الموضوع والاجتهاد حوله وكأنهم جهابذة علم وفقه ، وهي التي اشتق الله اسمها من معناها (( المقام والمستقر )) وقال فيها عبدالله فاضل فارع (( مقرىء الغريب وعز من لا عز له . من عاش فيها لا يريم سواها ))
أتقوا الله في عدن . ففي أجندتها من القضايا الاستراتيجية ما يلزمكم الاجتهاد حولها ، ردا لجميل هذه المدينة . إنها فتنة ...............لعن الله من ايقظها وجنّب عدن شرورها .